القدس والوحدة الدينية

عطا الله حنا، أحد أعمدة الهيئة الإسلامية والمسيحية للدفاع عن القدس، وقد جاب بلداناً أوروبية عدة لشرح حقيقة ما يحدث في القدس للرأي العام والقادة الروحيين والسياسيين الأوروبيين . وهناك قال لمن التقاهم إن ما آلت إليه الأوضاع تحت الاحتلال عار على جبين الإنسانية، حيث إن القدس محاصرة وأهلها الأصليون يهجّرون بعد هدم مساكنهم وسحب بطاقات هوياتهم، ويمنع المسلمون والمسيحيون من دخولها سواء للصلاة أو غيرها، والمواطن الفلسطيني يواجه الحصار والقمع وسلب أراضيه، وسط لامبالاة من ما يسمى العالم الحر . لذلك فإن المطران لم يكف عن مناداة القادة السياسيين والروحيين بضرورة رفع الظلم وإنهاء الاحتلال، وأن ينعم الشعب الفلسطيني، بمسيحييه ومسلميه، بالحرية والكرامة .
لقد تمادى الصهاينة كثيراً في تهويدهم للقدس، وصعّدوا استهدافها على نحو مسعور وغير مسبوق، مستغلين عملية التسوية البائسة والمفاوضات العبثية مع القيادة الفلسطينية، والحركة المكوكية الفراغية للمبعوثين الأمريكيين، ومستغلين كذلك حالة الضياع والهوان التي يعيشها العرب والمسلمون الغارقون في الانقسامات والفتن والتقاتل الداخلي و”الإبداع” في الاغتيالات وتفجير الآمنين في المساجد والمدارس والجامعات والأسواق .
لم تعد بوصلة العرب والمسلمين، حكومات ونخباً، تؤشّر نحو القدس، فيما الإعلام العربي بمجمله يرعى حالة الضياع والتيه، بل إن بعضه يتعمّد حرف البوصلة باتجاهات أخرى لغاية في نفس الصهاينة وأجنداتهم التي باتت أشد وضوحاً في الإجهاز على القضية الفلسطينية وإنهائها كمكوّن بشري وسياسي وحقوقي . لم تعد المقدّسات الصامدة عبر التاريخ في القدس، تشغل اهتمام خطباء المنابر الذين يجهدون أنفسهم في اختراع صراعات جانبية تنسي الأمة صراعها الوجودي مع الصهاينة . الصديق والعدو يجري حصرهما في الدائرة العربية ذاتها، وليس الكيان الذي يغتصب أرضنا العربية ويصادر مستقبل أبنائنا ويذلّنا وينتهك أعراضنا كل ساعة، وما زال يمثّل تهديداً كارثياً للأمة كلها .
في الوقت نفسه، تقف الدول النافذة، وبعضها تبنى المشروع الصهيوني منذ بدايته، موقفاً خالياً من أية مسؤولية سياسية أو أخلاقية، ودونما أدنى احترام للشرائع السماوية والشرعية الدولية . وقد أصاب المطران حنا عطا الله كبد الحقيقة إذ يفضح دول الغرب التي ترسل الأسلحة ليذبح العربي أخاه العربي، مسلماً كان أو مسيحياً، ثم تدعي حرصها على المسيحيين . هذا المطران يرفض أن يشكره أحد على مواقفه الجذرية والواضحة في فلسطينيتها وعروبتها، ذلك أن هذا الموقف طبيعي، وفيما عداه تفريط وانحراف . للمرة الألف يردّد أن المسيحيين الفلسطينيين جزء أصيل من الشعب الفلسطيني والمشرق العربي، فمنهم من يستشهد ومن يصاب بجروح ومن يهدم الاحتلال بيته ومن يهجّر، أما أي أصوات تصرخ في وادي المساومات والتطبيع والصفقات، فهي لا تمثّل الحالة الالتحامية والوحدوية بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين والمشرق العربي .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يعتدي على الوقف الإسلامي رباط الكرد بالقدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أزال موظفو بلدية الاحتلال الإسرائيلي بحماية الشرطة، يوم الإثنين، ألواحًا من الحديد وأتربة، وفتحوا مدخل قوس...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بتنفيذ عمليات هدم في حارة المنشية داخل مخيم نور شمس شرقي مدينة...

الهمص: الاحتلال يقتل طفلًا في غزة كل 40 دقيقة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف مدير عام المستشفيات الميدانية بغزة مروان الهمص، عن استشهاد أكثر من 16 ألف طفل في قطاع غزة، منذ بداية حرب الإبادة...

تقرير: التدمير الإسرائيلي للقطاع الزراعي يستهدف إبادة الفلسطينيين واستئصال وجودهم
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ أكتوبر 2023، استهدف بشكل...

هيئة الأسرى: إهمال طبي متعمد وقمع متواصل للأسرى في عوفر
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن إدارة سجن "عوفر" الاحتلالي تواصل اقتحام غرف الأسرى، وقمعهم، تزامنا مع إهمالهم...

الاحتلال هدم 600 منزلاً في جنين ويوسع عمليات تجريف المخيم
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 106 أيام عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل...

حماس: الخطة الإسرائيلية الأمريكية لتوزيع المساعدات تمثل خرقاً للقانون الدولي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، رفضها الشديد تحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز سياسي أو إخضاعها لشروط الاحتلال،...