الأحد 11/مايو/2025

تقدير صهيوني: أوامر إيران لـحزب الله حالت حتى الآن دون اندلاع حرب لبنان الثالثة

تقدير صهيوني: أوامر إيران لـحزب الله حالت حتى الآن دون اندلاع حرب لبنان الثالثة

التدخل الإيراني من خلال أوامر قادة طهران لحزب الله وزعيمه حسن نصر الله هو الذي حال حتى الآن دون اندلاع تلك الحرب بما يخدم الأهداف الإيرانية في المقام الأول، وهي النتيجة التي تُستنتج من التقرير الذي أعده الخبير العسكري رون بن يشاي، والذي أكد فيه على أنّ الهدوء الأمني الذي تنعم به إسرائيل على حدودها مع لبنان تدين به في المقام الأول لإيران التي تحرص على كبح جماح حزب الله لكي لا يتهور بالدخول في حرب جديدة مع الدولة العبريّة تعرض من خلالها منظومة الصواريخ الإستراتيجية التي أقامتها في لبنان بمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد لخطر التدمير على يد الطائرات القتالية الإسرائيلية.
وبحسب الخبير فإنّ منظومة الصواريخ تلك وضعتها إيران في لبنان لتكون بمثابة قوة ردع ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لمنعهما من شن هجوم عسكري ضد منشآتها النووية، وفي الوقت نفسه لحماية النظام السوري الحالي من قيام إسرائيل بشن هجوم عسكري ضده في حالة تدهور الأوضاع في سوريا على ضوء الأزمة التي تعصف ببلاد الشام منذ حوالي ثلاث سنوات.
ووضع الخبير العسكري ثلاثة سيناريوهات متوقعة لموعد اندلاع حرب لبنان الثالثة، مؤكدًا على أن إيران ستكون صاحبة القرار الأول فيها: 
السيناريو الأول: في إطاره تندلع تلك الحرب عندما تقرر القيادة الإيرانية وبشكل نهائي إنتاج السلاح النووي وتشغيله، حينها من المتوقع أن تقوم إسرائيل بمهاجمتها للقضاء عليه، عندئذ ولإجهاض تلك المحاولة سيقوم حزب الله، وبأمر مباشر من طهران بإطلاق منظومة الصواريخ لديه في لبنان نحو العمق الإسرائيليّ، لإشغالها عن مهاجمة إيران. 
السيناريو الثاني: يقوم الجيش الإسرائيليّ بشن هجوم عسكري موسع ضد لبنان، على ضوء قيام حزب الله باستهداف المصالح الإسرائيليّة في عدد من دول العالم انتقامًا لاغتيالها لعماد مغنية القائد العسكري السابق بحزب الله. 
السيناريو الثالث: الذي في إطاره تندلع حرب لبنان الثالثة عندما يشعر النظام السوري المترنح برئاسة بشار الأسد بقرب انهياره نتيجة لتعاظم مظاهرات الشعب السوري ضده، حينها يقوم بتوجيه أوامره لحزب الله بشن هجوم على إسرائيل لتخفيف حدة الضغوط الشعبية ضده، ولكي يلجأ إليه الغرب لكبح جماح حزب الله، وإنهاء حربه مع إسرائيل. وتابع الخبير الإسرائيليّ في سياق تقريره بأنّ الحرب القادمة بين إسرائيل وحزب الله لن تقتصر على الساحة اللبنانية فقط، داعيًا قادة جيش الإحتلال إلى التأهب للدخول في حرب على أكثر من جبهة.
يُشار إلى أنّ الجديد هذه المرة في سيناريوهات الحرب الإسرائيليّة على أكثر من جبهة هو أن الخبير العسكري الإسرائيليّ لم يستبعد دخول جيش الإحتلال في حرب مع الجيش المصري في الوقت الذي يخوض فيه حربًا ضد حزب الله، مشيرًا إلى أن ثورة 25 كانون الثانى / يناير وإسقاط نظام الرئيس المصري المخلوع جعلت إسرائيل تشعر بالقلق أكثر حيال حدودها الجنوبية بعد أن ظلت هادئة طوال فترة حكم مبارك.
وفي سياق تقريره عن حرب لبنان الثالثة استعرض الخبير بن يشاي العقبات والعراقيل التي قد تواجه جيش الإحتلال في تلك الحرب، أولها هو غياب التنسيق المتكامل في اتخاذ القرارات بين المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل خلال سير أحداث الحرب، خاصة بعد بروز الخلافات الشديدة بين المستويين خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة المعروفة بعملية “الرصاص المسكوب”.
أمّا العقبة الثانية التي تواجه الدولة العبريّة في حربها القادمة مع لبنان هو الرأي العام الإسرائيليّ نفسه ومدى تحمله للخسائر التي قد يتكبدها جيش الإحتلال والأضرار التي قد تلحق بالعمق الإسرائيليّ نتيجة للصواريخ التي قد يطلقها حزب الله.
وأنهى بن يشاي مجمل العقبات التي تواجه إسرائيل خلال حرب لبنان الثالثة بالإشارة للإعلام والرأي العام الدولي، الذي ظل الضاغط الأقوى على قادة دولة الإحتلال في حروبه الأخيرة ضد العرب. وفي ختام تقريره دعا بن يشاي قادة دولة الإحتلال لضرورة منع تزود حزب الله بمزيد من الصواريخ خاصة بعد فتح نظام الرئيس السوري أبواب مخازنه العسكرية على مصراعيها أمام حزب الله لتدعيم قوته العسكرية، لحماية نظامه من جهة، ومن جهة أخرى لشن حرب جديدة ضد إسرائيل وقتما يقرر بشار الأسد بما فيه مصلحة لنظامه.
ولم يستبعد بن يشاي أن يقوم الجيش بشن هجوم جوي ضد مخازن الأسلحة العسكرية السورية لمنع وصولها إلى حزب الله، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون النتائج الإستراتيجية لحرب لبنان الثالثة حاسمة، وتدعم من قوة الردع الإسرائيلية لفترة طويلة، على الأقل أمام حزب الله وسوريا، وأنّ أي اتفاق لوقف إطلاق النار يتم التوقيع عليه يجب أن يشتمل على شروط تتيح لإسرائيل بشكل قاطع استخدام القوة لمنع إعادة تسلح حزب الله.
إجمالا يمكن الإستخلاص من بين سطور التقرير المذكور أن الحرب القادمة ستكون ضحيتها لبنان كما كانت في حرب 2006، وأن إشعال حزب الله لحرب جديدة باسم إيران وسوريا ضد الدولة العبريّة، سواء طبقًا للسيناريوهات سالفة الذكر أو بناء على سيناريوهات أخرى، يثبت مجددًا، بموجب الرؤية الإسرائيليّة، الخطر الذي يمثله تواجد حزب الله على الأمن القومي العربي، ويميط اللثام عن مخططات إنشائه التي تهدف في المقام الأول لتحقيق المصالح الإيرانية على حساب المصالح العربية عمومًا، ولبنان على وجه الخصوص.
يديعوت أحرونوت، 12/2/2014

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات