الأحد 30/يونيو/2024

الأسير لؤي فريج.. إبعاد ولقاء وأحلام الأطفال بعودة أبيهم

الأسير لؤي فريج.. إبعاد ولقاء وأحلام الأطفال بعودة أبيهم

لم يتوقف الاعتقال لدى عائلة الأسير لؤي محمد صبحي فريج (39 عامًا)، من مدينة قلقيلية عند تاريخ محدد أو عدد محدد أو موعد محدد، وإنما تواصل ذلك الشبح في ملاحقته أينما وجد، وظل يواصل اختطافه من عائلته وأطفاله.

أسرة ترجو الأمان
 
“لا زلت وأطفالي نعيش رعب الاحتلال باعتقال زوجي بين الفينة والأخرى، وأنا وأبنائي نحلم بعيش هانئ ومستقر دون رعب الاحتلال وتجبرهم واعتدائهم على زوجي بكثرة تلك الاعتقالات”.. هذا ما تقوله أم عبد الرحمن، زوجة الأسير لؤي فريج لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان في حديثها، معبرة عن مدى الألم الذي تعيشه وأطفالها: عبد الرحمن، وملك، ومسك، ومنة الله، وعز الدين الذي يبلغ من العمر شهرين، في ظل استمرار اعتقال لؤي من قبل الاحتلال.
 
وتقول أم عبد الرحمن، التي تسرد اعتقالات زوجها بالتفصيل، وذلك لأن الأحداث المؤلمة تعج بذاكرتها وذاكرة أبنائها الذين لا زالوا صغارًا،: “إن الاحتلال “الإسرائيلي” اعتقل زوجها للمرة الأولى بتاريخ (31-7-2002) وأفرج عنه بتاريخ (3-12-2003)، وكان ذلك الاعتقال إداريًّا.
 
وتكمل أم عبد الرحمن: “رغم أنه كان الاعتقال الأول لزوجي، وكنت أحمل بابننا البكر عبد الرحمن، الذي لم يشهد ولادته ولا رؤيته إلا في الأسر، قام الاحتلال وبعد أن أنهى اعتقال لؤي الإداري بإبعاده إلى قطاع غزة،  واستمرت فترة الإبعاد عامين، فبعد أن أنهى فترة الاعتقال وكنا نستعد لاستقباله، كان الاحتلال يعد له العدة لإبعاده إلى غزة”.

فرحة اللقاء
 
وتشير أم عبد الرحمن لمركز أحرار، إلا أنها تمكنت هي وابنها عبد الرحمن -بعد جهد وعناء- من السفر إلى قطاع غزة، للعيش مع زوجها فترة الإبعاد التي فرضها الاحتلال عليهم، ورغم كل تلك المعاناة، إلا أن لحظة لقائه وفرحته بعبد الرحمن الذي كان يبلغ من العمر في ذلك الحين عامًا ونصفا، كانت لا تقدر بأي ثمن، فكانت تلك المرة الأولى التي يحتضن فيها لؤي ابنه الذي لم يشهد ولادته ولا حتى طفولته، بسبب الاعتقال.
 
وبعد انتهاء فترة الإبعاد التي عاشتها الأسرة، عادت لأرض الضفة الغربية، لكن الاحتلال ظل مصرًّا على ملاحقة لؤي واعتقاله من جديد وكان ذلك في يوم (28-11-2006) وتم وضعه رهن الاعتقال الإداري حتى تاريخ (28-1-2008)، وفي ذلك الاعتقال كانت ملك ابنة الأسير فريج تبلغ من العمر 6 أشهر.
 
أما الاعتقال الأخير لأبي عبد الرحمن، والذي عانى جراء الاعتقالين الماضيين مرض السكري وآلام شديدة في عينيه، فكان وكما أكد مدير مركز أحرار فؤاد الخفش بتاريخ (28-11-2013) من منزله في مدينة قلقيلية، بعد أن اقتحم الاحتلال منزلهم وطلبوا منه تجهيز نفسه تمهيدًا لاعتقاله.. وبينما كان لؤي يستعد لرحلة ومشوار جديدين من الاعتقال وكان أطفاله نيامًا أيقظ ابنه الأكبر عبد الرحمن (11 عامًا) وقبّله، بينما أبناؤه الثلاثة لا زالوا يغطون في نوم عميق وأحلام وردية طفولية.

ألم الوداع
 
وقالت أم عبد الرحمن حول ذلك الوداع: “آلم قلبي وسيؤلم قلب كل من شاهد عبد الرحمن الذي ما زال طفلاً يودع أباه الماضي للأسر والقيود والعذاب.. وقد كان عبد الرحمن الأكثر تعلقًا بوالده من بين إخوته.. بكى أشد البكاء وهو يودع أباه ويقول له: بابا حبيبي لا تذهب”.
 
أما بنات الأسير لؤي فريج: ملك ومسك ومنة الله، فلا يردن القيام بشيء حتى يعود أبوهن من الأسر، ففي كل عمل يقلن لوالدتهن: “نقوم به عندما يأتي بابا.. نأكل عندما يأتي بابا.. ونلعب عندما يأتي بابا”. لعل غياب والدهن الذي ما زال موقوفًا في مراكز التحقيق لن يطول هذه المرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات