مخيمات اللاجئين بالضفة تعود للحياة بعد 65 يومًا من الإضراب

عادت الحياة لتدب من جديد في شوارع وحارات المخيمات في الضفة الغربية، بعد تسعة أسابيع من الشلل والإضراب، جراء إعلان الإضراب الشامل لاتحاد العاملين في وكالة الغوث، والذي انتهى بتحقيق جملة من المطالب، ووعودات بتذييل الصعاب لتحقيق أخرى.

ومنذ ساعات صباح اليوم الأحد، استؤنفت الدراسة في جميع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في الضفة الغربية، والتي يبلغ عدد طلبتها قرابة 50 ألف طالب وطالبة في المراحل الأساسية، إلى جانب فتح مقرات ومنشآت الوكالة.

وكانت عيادات الوكالة ومكاتب المناطق والمخيمات، قد فتحت أبوابها أمس السبت وشرعت بتقديم كافة الخدمات للمستفيدين من أبناء المخيمات، كما تم تزويدها بالأدوية اللازمة، فيما أعلن عن خطة مبرمجة لتعويض المرضى، خاصة من أصحاب الأمراض المستعصية والمزمنة، كالسكري والضغط.

المواطنة المسنة عائشة مرشود من مخيم بلاطة في نابلس، قالت إنها توجهت للعيادة صباحا وحصلت على دواء السكري الدائم التي تأخذه شهريا، كما وصلت نسوة أخريات وحصلن على ما كان ينقصهن من علاجات مختلفة والتي لم يكن قادرات على شرائها من الصيدليات طيلة فترة الإضراب لغلاء ثمنها.

من ناحيته، عبّر الناطق الإعلامي باسم اتحاد العاملين في الوكالة فريد المسيمي، عن شعوره بالسعادة لعودة الحياة إلى طبيعتها في مدارس الوكالة وانتظامها بشكل تام وسلس، وإقبال الطلبة على الدراسة في اليوم الأول إلى جانب التزام المدرسين والكادر التعليمي، معتبرا ذلك إصرارًا على إنجاح العملية التعليمية.

وقال المسيمي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن الكل متفق على تعويض الطلبة عما فاتهم من أيام دراسية سابقة، وفق جدول سيتم إعلانه قريبا جدا يشمل التعويض أيام السبت وإلغاء العطلة بين الفصلين.

أما الطالبات في مدرسة إناث مخيم عسكر، فقد عشن أجواء من الفرح في الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم، لدى تدفق الطالبات إلى ساحة المدرسة حيث التفت الطالبات حول المعلمات بعد غياب دام أكثر من 9 أسابيع.

ولم يختلف المشهد كثيرا في مدارس مخيم بلاطة -أكبر مخيمات الضفة الغربية- سواء للذكور والإناث، والتي يزيد عدد الطلبة فيها عن 3500 طالب وطالبة، حيث انتظم الدوام فيها بنسبة 100%، ووصل الطلبة مبكرين إلى مدارسهم، فيما امتلأت الشوارع بالطلبة وبعض الأهالي الذين اصطحبوا أطفالهم الصغار إلى المدارس.

وأدى استئناف الدراسة إلى انتعاش المطاعم والمحال القريبة من المدارس، التي تعتمد كثيرًا على حركة شراء الطلبة أثناء توجههم صباحا وأثناء المغادرة إلى منازلهم، مما أنعش أوضاعهم الاقتصادية التي أصيبت بالكساد طيلة الأسابيع الأخيرة.

وكان إضراب العاملين المفتوح قد بدأ في 3 كانون أول 2013 ، وبعد 65 يوما اتفق  كل من الأونروا واتحاد العاملين في الضفة الغربية، على التفاوض ومن ثم تعليق للإضراب في الضفة الغربية حتى يتاح المجال للاتفاق على عدة مسائل أساسية قبلها تخص بشكل رئيس العاملين والإدارة.

وتؤكد كل من إدارة الأونروا واتحاد العاملين أن إتمام هذه المفاوضات بنجاح من شأنه أن يحقق تقدماً كبيرأ في رفاه الموظفين، مع الأخذ بالحسبان أيضاً الهدف المشترك في تأمين أفضل خدمات ممكنة للاجئين الفلسطينيين، بما يتلاءم مع سياسات الوكالة ذات الصلة.