الثلاثاء 13/مايو/2025

القدس خارج الإطار وحق العودة مستهدف

د.عصام شاور
لا يمكن فهم ما تريده الإدارة الأمريكية من رعايتها لمفاوضات التسوية بين منظمة التحرير الفلسطينية والعدو الإسرائيلي وخاصة تلك التي يقودها وزير خارجيتها جون كيري، فالوضع أصبح ملتبسًا إلى أبعد الحدود حسب ما يصدر عن كل طرف من الأطراف المعنية؛ الشيء الوحيد الملاحظ أن الأفكار التي يطرحها كيري أصبحت تتماهى مع الطرح الإسرائيلي الأشد تطرفًا.

آخر تصريحات مارتن إنديك المبعوث الأمريكي الخاص لمحادثات التسوية تفيد بأن “القدس ” لن تكون ضمن اتفاق الإطار الذي سيطرحه جون كيري وإنما سترحل إلى وقت لاحق، بينما أكد على بضعة بنود سيشملها الاتفاق وهي اعتراف الجانب الفلسطيني بـ” إسرائيل” كوطن قومي لليهود مقابل اعتراف الأخيرة بفلسطين كوطن قومي للفلسطينيين، وكذلك حل قضية اللاجئين بالتعويض أو العودة إلى حدود الدولة الفلسطينية أما القضية الثالثة التي ذكرها انديك فهي الاستيطان في الضفة الغربية.

من خلال رصد التطورات في مواقف الولايات المتحدة الأمريكية نكاد نجزم أنها ترمي إلى تحقيق هدف واحد في قضية هي الأخطر من بين كل قضايا الحل النهائي، وهي قضية اللاجئين، حيث تسعى الإدارة الأمريكية إلى شطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وبيوتهم التي أخرجوا منها، أما المستوطنات ويهودية الدولة إنما هي قضايا مطروحة من أجل ابتزاز الجانب الفلسطيني للموافقة على حل غير عادل لقضية اللاجئين مقابل “تنازل” دولة الاحتلال عن مطلب ” يهودية الدولة” وكذلك تقديم “تنازلات” في موضع الاستيطان.

خلاصة القول فإن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يسعى إلى موافقة فلسطينية وعربية على ” إسقاط حق العودة” إسقاطًا نهائيًا لا رجعة فيه، ولذلك نلاحظ إقحام جامعة الدول العربية باستمرار في مفاوضات المنظمة مع الاحتلال، وسنلمس قريبًا التشجيع الأمريكي والغربي لإنجاز مصالحة فلسطينية داخلية حتى لا يكون تمثيل الرئيس الفلسطيني منقوصا أو مطعونا فيه، ولكن ذلك لا يعني نجاح جون كيري في مساعيه الخبيثة، فحق العودة خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وهو حق جماعي وفردي ولا يسقط بالتقادم، ولا يملك ملك ولا رئيس وكذلك لا تملك جامعة الدول العربية مناقشته أو التفاوض عليه فضلاً عن التنازل عنه أو إسقاطه، فالحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين هي عودتهم إلى ديارهم وتعويضهم عن سنوات اللجوء والشتات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات