اتهامات مصر لحماس تطلق موجة نكات على فيسبوك

أثارت الاتهامات التي وجهتها النيابة ووسائل الإعلام المصرية لأعضاء من حركة حماس، بعضهم شهداء ومعتقلون، موجة من النكات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تعكس طول “حبل الكذب” في زمن الانقلاب.

الناشط المصري عمرو جبر كتب على صفحته، “لما حماس تبعت كام واحد يدخلوا مصر ويأخدوها من أولها لآخرها ويهربوا المساجين و يرجعوا تاني غزه يبقي إسماعيل هنيه هو اللي لازم يترقى لمشير!”، في سخرية مرة مما ادعاه ممثل النيابة المصرية خلال محاكمة الرئيس المصري محمد مرسي قبل عدة أيام.

وكان هذا الممثل قد ادعى أن 70 عنصرا من حماس اجتازوا الحدود واقتحموا السجون وحرروا المعتقلين ثم عادوا إلى غزة.

وفي ذات السياق، قال الكاتب إبراهيم حمامي إن بيان الدعوى ضد مرسي وحماس يشير أن حماس احتلت مصر وأغلقت حدودها ودخلت بأسلحة ثقيلة وخرجت ب70 عنصرا بس! فين السيسي وعساكره؟ طلعت حماس سوبرمان”.

اجتياح مصر
كما تداول نشطاء كثر نكاتا أخرى حول ذات الموضوع، من بينها: “إن كانت حماس اجتاحت مصر بـ 70 عنصرا فهي بحاجة إلى كم عنصر للسيطرة على كل الدول العربية والصين؟”.

كما أثار إعلان أسماء عدد من الشهداء والأسرى في سجون الاحتلال كمتهمين وضالعين في الشأن المصري الداخلي وتحرير مرسي من سجن وادي النطرون، موجات من التعليقات الساخرة والهزلية.

عودة الجعبري واعتقاله!.
وأعد مصطفى إسماعيل رسماً كاريكاتورياً يظهر فيه الجعبري ينزل على حبل مع تعليق يظهر على التلفزيون المصري “رصد الحمساوي أحمد الجعبري في اقتحام الحدود المصرية في قتل خير أجناد الأرض ويستهدف قناة السويس وتهريب مرسي”.

يذكر أن الجعبري هو نائب مسئول كتائب القسام، واستشهد عام 2012، قبل الانقلاب الذي وقع في مصر بنحو 7 شهور.

وكتب آخرون أن حماس توصلت لسر بعث الأحياء وطاقية الإخفاء، في إشارة لاتهام شهداء وأسرى معتقلين.

ومن الشهداء الآخرين الذين طالتهم الاتهامات المصرية الشهيد تيسير أبو سنيمة، والذي استشهد عام 2009، والشهيد حسام الصانع الذي استشهد عام 2008، فيما كان بين الأسرى المتهمين حسن سلامة المعتقل منذ عام 1996 والمحكوم أكثر من ألف عام في سجون الاحتلال.

عتب خطيبة حسن سلامة!
 أما خطيبة الأسير سلامة فكتبت ساخرة عتباً على خطيبها الأسير “كيف أنه خرج من سجنه ليذهب إلى مصر دون أن يمر لزيارتها!”.

وعقب إعلان التلفزيون المصري في خبر عاجل اعتقال القيادي في حماس أحمد الجعبري في سيناء تداول الكثير من النشطاء نكتة تقول إن القوات المسلحة التابعة لكتائب القسام اعتقلت الرئيس جمال عبد الناصر وطالبت بتنفيذ عملية تبادل.

ونشر آخرون نكتة تقول إن الاعتقال طال الملك فاروق أيضا، مع رسومات كاريكاتورية تسخر من مستوى الهزل الواقع.

انعكاس لحالة الهزل السياسي
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن هناك فجوة كبيرة ما بين الوعي الجماهيري الفلسطيني وبين ما يصدره الإعلام والسلطة الرسمية المصرية مما يؤدي للتعامل مع ما يصدر منها من اتهامات للمقاومة الفلسطينية بطريقة هزلية واستخفاف يجد ذلك طريقه على شكل نكات أو نشر مشهد من أفلام قديمة لإسماعيل ياسين.

وقال المدهون في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن النكات الساخرة هي انعكاس لحالة الهزل السياسي الحاصلة، والتي تفوق أي منطق أو قدرة على التصور”.

ولفت إلى أن هذا النوع من النكات ينتشر عادة كثمرة لحالات القمع وبيئة الديكتاتورية وتغييب العقل في التعامل مع الأمور، وهو ملخص المشهد في مصر حاليا.

ورأى أن  النظام المصري يقلل من هيبته ونفسه أمام شعبنا، لهذا أصبحت نيابتهم واتهاماتهم أضحوكة ومثار سخرية حقيقية في المجالس والمنتديات”.

وأضاف “هذه الاتهامات السخيفة للشهداء والأسرى تأتي في إطار التخبط المصري الذي يخدم الاحتلال ومشروع عزل المقاومة وتفتيت المنطقة”، مشددا على أن هذا النظام يخطئ في استعدائه غير المبرر للمقاومة وحركة حماس.

وشدد على أن شعبنا واع وقادر على التفريق بين الحقائق والأكاذيب، وهو واثق بمقاومته وحركته وحكومته التي خاضت تحديات وواجهت اقوى جيوش المنطقة، لافتاً إلى أن النكات موجه بالأساس للنظام القائم وليس إلى الشعب المصري الذي يحظى بحب فلسطيني عميق.
 
ويرى أن النكات الساخرة هي انعكاس لحالة الهزل السياسي الحاصلة، والتي تفوق أي منطق أو قدرة على التصور، لافتاً إلى هذا النوع من النكات ينتشر عادة كثمرة لحالات القمع وبيئة الديكتاتورية وتغييب العقل في التعامل مع الأمور، وهو ملخص المشهد في مصر حاليا.