عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

كذابون برسم الشهادة والجهالة

مصطفى الصواف
مضحكة تلك الوثيقة التي زعمت صحيفة الأخبار المصرية ذات التاريخ العريق في الصحافة المصرية والتي كانت وأقول كانت مدرسة يشار لها بالبنان واليوم سقطت كما سقطت من قبلها صحيفة الأهرام وكذلك غالبية وسائل الإعلام المصرية التي باتت اليوم تمثل صحافة صفراء تعتمد على الكذب والتلفيق والنشر بهدف التضليل دون الحصول على المعلومات من مصادرها وتجهيل كافة المصادر.

الوثيقة التي نشرتها صحيفة الأخبار أمس الأول الثلاثاء 28-1-2014 أطلقت عليها الأخبار وثيقة حماس لتخريب مصر، تقول نصا ” حصلت “الأخبار” علي وثيقة سرية مرسلة من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في دمشق إلى إسماعيل هنية في قطاع غزة لتخريب مصر..” وتدعي الأخبار أن الوثيقة متعلقة بتخريب مصر خلال احتفالات الثورة أي يوم 25 يناير أي أنها وثيقة جديدة ودليل الكذب المفضوح والجهل المطبق الذي عليه كاتب الوثيقة أنه اخطأ خطأ واضحا عندما بين أن السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس من دمشق، وقيادة حماس غادرت دمشق منذ سنوات ، فكيف صدرت الوثيقة من مكتب مشعل في دمشق يا صحيفة الأخبار؟.

في فقرة أخرى من وثيقة الأخبار المفبركة خطأ أكبر من الذي ذكرنا في الفقرة السابقة يتعلق بمهمة التخريب لمصر بأنها أسندت مهمة قيادة وتنفيذ العملية للشهيد أحمد الجعبري والذي استشهد في عملية اغتيال من قبل قوات الاحتلال الصهيوني في نهاية عام 2012 حيث تقول الوثيقة ” تكشف الوثيقة أيضا أنه تم إسناد قيادة المجموعات للمجاهد أحمد الجعبري …”

لن ندخل في تحليل المضمون للوثيقة والتي تفقد أدنى أدبيات الخطاب الحمساوي وابتعدت عن أسلوب الكتابة لخالد مشعل وسنكتفي في هاتين التلفيقتين اللتين ذكرتهما وثيقة الأخبار المصرية كدليل واضح على أن كل الاتهامات التي تروج عبر وسائل الإعلام المصرية هي على نفس هذه الشاكلة من الكذب وعدم المسئولية الأخلاقية أو المهنية والتي تهدف في الأساس لشيطنة حركة حماس وتشويه صورة المقاومة وخاصة كتائب القسام التي لها احترام وتقدير لدى الشعب المصري والشعوب العربية.

وتواصل الأخبار مسلسل الكذب والتلفيق في الوثيقة المفضوحة وتقول في نص ما نشر “.. تضمنت الوثيقة تنفيذ مخطط إسقاط مصر عن طريق الدفع بمجموعات من النخبة من كتيبتي “الصقور والعجارمة” بالتنسيق مع مجاهدي الداخل من الإخوان والعناصر التكفيرية في سيناء من اجل “ساعة الخلاص” مع تزويد المجاهدين بالمؤن والأسلحة التي تكفيهم لمدة 5 أيام.. تم تقسيم المجموعات المسلحة لمهاجمة الأهداف الحيوية للجيش والشرطة إلى 4 مجموعات ..تتمركز المجموعة الأولى في منطقة العاشر من رمضان والمجموعة الثانية بمدينتي القنطرة غرب وشرق والمجموعة الثالثة تتمركز في محيط مدينتي العريش وبئر العبد والمجموعة الرابعة تتمركز في محيط رفح والشيخ زويد”.

السؤال وفق ما تتحدث عنه الوثيقة عن كتيبتين إضافة إلى من سينضم إليهما من عناصر الإخوان والعناصر التكفيرية وفق تعبير الوثيقة، وطالما أنه تم كشف هذه الوثيقة فالمفترض أن قوات الجيش المصري وعناصر الأمن تلاحق هذا العدد الكبير والموزع في أربعة مناطق من مصر بعضها قريب من مدينة القاهرة في مدينة العاشر من رمضان ، فأين أمن مصر وأين الملاحقة التي يجب أن تكون أم أن أجهزة الأمن المصري في ظل الحكام الجدد مهدت لهذه العناصر من الدخول للوصول إلى مشارف القاهرة وهي بكامل عتادها، أم أن هذه الأعداد دخلت وأفرادها يلبسون طاقية الإخفاء أو أن هناك أنفاقا حفرتها حماس وصولا إلى العاشر من رمضان؟.

الحقيقة التي يمكن فهمها أن صحيفة الأخبار تعلم حقيقة الكذب والتلفيق في الوثيقة ولكنها تريد أن توصل رسالة إلى الشعب المصري البسيط والذي لا يعلم كثيرا من التفاصيل وصاحب ذاكرة ضعيفة ولا تعنيه التفاصيل فيكذب ويضلل ويشوه حتى ينزع محبة فلسطين والمقاومة والقسام من قلوب المصريين، وهذا هدف ليس للأخبار بل لكل وسائل الإعلام المأجورة في مصر.

ويجب أن ينتبه من يزود هذه الوسائل بهذه الأكاذيب إلى انه يقزم مصر العظيمة الكبيرة ويصيبها في مقتل بأنها مستباحة ولا يوجد فيها أي نوع من الأمن لا الداخلي ولا القومي وان مصر أضعف من أن تمارس دورها في حماية جبهتها الداخلية وهذا أمر مهين لمصر وشعبها نحن كفلسطينيين نرفض أن تكون مصر بهذه الصورة التي يصورها الإعلام المصري فكيف بالمصري نفسه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات