الثلاثاء 13/مايو/2025

حماس والعلاقة المستقبلية مع النظام المصري

إبراهيم المدهون
موقفنا من مصر ومشاكلها معقد جدا، فالنظام يعتدي ويحاصر قطاع غزة ظلما وعدوانا ويحاول يائسا قطع جميع الأوصال المشتركة بين الشعبين، هادما بنيانا شيده التاريخ والأحداث طوال أكثر من 65 عاما، حيث ارتبطت مصر قيادتها وشعبها؛ أحزابها وحكومتها بالقضية الفلسطينية ووقفت خلال فترات متتالية مع حق شعبنا في تقرير مصيره، وخاضت الحروب ضد العدو المشترك الذي يهدد المنطقة ويفتتها.

ما يبدر عند بعض الجهات في الدولة العميقة اتجاه قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية لهو أمر خطير، لن يضر غزة بالقدر الذي يضر القضية الفلسطينية برمتها ويؤثر سلبا على مكانة وحضور النظام المصري ذاته في الإقليم، أما غزة فهي قادرة على مواجهة التحديات والصعاب والانتصار عليها، وقد وقع عليها الضرر منذ اللحظة التي اغلقت فيها الأنفاق وشدد الحصار بحجج واهية وغير مقنعة.

حرص المقاومة الفلسطينية على إبقاء حبل الود وعدم القطع مع أي من مكونات المجتمع والدولة المصرية بما فيها النظام يعقد الحالة، ومن المعروف أن حركة حماس تضع في أولوياتها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتنأى بنفسها عن الولوج في أي صراع جانبي يشغلها عن القضية الفلسطينية.

لا أحد ينكر أن لمصر دورا رئيسا في مساندة حق شعبنا الفلسطيني، فإن شذت فئة وانحرفت توجهات بعض المنتفعين لسبب أو لآخر، فهذا لا يعني ان نعينها على انحراف البوصلة، ولهذا التعامل يكون بحذر، وهناك كثير ممن دعموا السيسي لا يقبلون خلط الاوراق مع حركة حماس ويدعمون المقاومة الفلسطينية.

يقوم بعض المستنفذين في الدولة العميقة بمحاولة شيطنة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، كعربون محبة لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وهناك جهود حثيثة ومقدمات لإدخال حماس ضمن قائمة الارهاب تماشيا مع الرغبة الصهيونية.

حتى اللحظة فشل النظام المصري بإيجاد دليل واحد على تورط أي من عناصر حماس بأي عمل عدائي او غير عدائي، النيابة المصرية تعلم بقرارة نفسها براءة حماس وعناصرها إلا أنهم مُصرين على جر الحركة وغزة لهذا المستنقع الآسن، عبر كيل الاتهامات وفبركتها ونشر الأكاذيب الواضحة واتهام القادة الأسرى والشهداء بشكل مضحك وسخيف.

حركة حماس ليست لقمة سائغة أو كيانا عابرا، وغزة لم تعد مهيضة الجناح ليعربد عليها من لا يجد لنفسه مكانة في الخريطة الإقليمية ويتطلع لإرضاء الصهاينة، وبات من المعلوم أن المستهدف في المرحلة القادمة هو سلاح المقاومة.

كتائب القسام واجهت الصعاب وتعاملت مع المواقف بكثير من الجرأة والحسم، وما ميزها وسيميزها في المراحل القادمة انها تتعامل بسرعة وحكمة وتبقي سلاحها موجها فقط لصدر الاحتلال، وانها واضحة وصريحة ومتصالحة مع شعبها ونفسها وقضيتها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات