الثلاثاء 13/مايو/2025

المحتل الإسرائيلي وإرهاب الدولة

د.عصام شاور
ليس هناك فرق حين تلتقي في شوارع الضفة الغربية مع مجموعة من المستوطنين أو جنود الاحتلال، فقتل الفلسطيني أو التنكيل به على يد جنود الاحتلال أو مغتصبي فلسطين وأراضي الضفة الغربية أصبح أمرًا معتادًا، لأن (إسرائيل) ليست واحة ديمقراطية كما يروج الصهاينة بل هي دولة إرهابية بامتياز، ولأنه لا وجود لمن تخشى غضبه أو محاسبته أو حتى معارضته سواء من السلطة الفلسطينية أو أمريكا أو المجتمع الدولي المتآمر معها.

الشاب محمد مبارك كان يمارس عمله في صيانة أحد الشوارع ما بين نابلس ورام الله حين استوقفه جنود الاحتلال وفتشوه جسديًا ثم أمروه بخلع بعض ملابسه والركض باتجاه السياج جانب الطريق، وقد أطلقوا عشرات الرصاصات بمحاذاته لتخويفه وإرهابه وما أن وصل السياج حتى أطلقوا عليه ثلاث رصاصات قاتلة فاستشهد بعد أن منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف الإسرائيلية والفلسطينية من التقدم نحوه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم ادعت قوات الاحتلال بأنه كان مسلحًا وأطلق النار عليهم، وهذا مجرد مثال على معاناة شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وهو مثال أيضا على إرهاب الدولة الذي تمارسه (إسرائيل).

بالأمس حصلت جريمة قتل الشاب الفلسطيني محمد مبارك رحمه الله، وبالأمس كذلك أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية _في ذكرى الهلوكوست_المذابح التي تعرض لها اليهود على يد هتلر، معتبرة الهلوكوست من الكبائر التي اقترفتها يد بشرية ضد الإنسانية جمعاء، وكأن الخارجية الفلسطينية تتبنى الرواية الإسرائيلية على أنها رواية حقيقية ومقدسة رغم أنها أكاذيب وخزعبلات إسرائيلية، وكذلك فإننا لم نسمع استنكارا ضد (إسرائيل) وجرائمها في فلسطين بتلك القوة، فلسطين احتلت وغزة أحرقت وما زالت محاصرة وكل يوم لنا ذكرى مع جرائم المحتل الإسرائيلي دون أن تتذكرها وزارة الخارجية أو غيرها، فما الهدف من إظهار (إسرائيل) ضحية وهي كيان غاصب يمارس الإرهاب منذ إقامته؟.

أعتقد أنه من الكبائر أن تقابل جريمة ببشاعة قتل محمد مبارك بما لا تستحقه أو أن تتمسك منظمة التحرير الفلسطينية بلعبة المفاوضات العبثية في ظل جرائم القتل والاستيطان وفي ظل الإرهاب الإسرائيلي المستمر، وفي الختام نتمنى على الخارجية الفلسطينية أن تتجنب العبث السياسي الذي يخفف من قبح وجه المحتل الإسرائيلي ويشوه قضيتنا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات