الأحد 30/يونيو/2024

محمد براهمة.. فتى مطارد فشاب معتقل فأسير معذّب

محمد براهمة.. فتى مطارد فشاب معتقل فأسير معذّب

“والله لقد ذاق الكثير من العذاب داخل سجنه، وخاصة أثناء فترة التحقيق التي كانت قاسية عليه، نتيجة سياط التعذيب التي يستخدمها الجلادون اليهود ضده وضد إخوانه الأسرى والأسيرات في سجونهم”.
 
كانت هذه الكلمات التي استهل بها الحديث، والد الأسير محمد وليد محمد عرمان من مواليد (28-6-1986)، من بلدة عنزة قضاء مدينة جنين وهو الابن الوحيد للعائلة من بين 6 إناث.
 
يقول أبو محمد لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان: “إن غياب محمد عن المنزل سبب لكل من فيه جوًّا كئيبًا وفراغًا كبيرًا، وعلى مر الأعوام السابقة والتي نعيش، فإننا لا زلنا ننتظر له الفرج وأن يعود بيننا”.

مطاردة مبكرة
 
ويؤكد أبو محمد إن حكاية المشوار بدأت مع محمد منذ كان في عمر الـ 16، عندما كان يشارك في بعض الأعمال الجهادية والمقاومة ضمن سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، فكان ذلك خياره، وكان ذلك من أكثر الأعمال التي يحب القيام بها من مشاركة في الفعاليات والتصدي خلال الاقتحامات والمواجهات مع جنود الاحتلال.
 
وفي أحد الأيام، فوجئت عائلة أبو محمد بطرقات قوية على أبواب منزلهم ليلاً، ليكتشفوا أنهم جنود الاحتلال الصهيوني يريدون اعتقال محمد، إلا أن محمد هرب في تلك الليلة من المنزل ودون أن يراه جنود الاحتلال، ورفض تسليم نفسه لهم، واعتبره الاحتلال منذ ذلك اليوم مطاردًا.
 
ويشير أبو محمد إلى أن حادثة قدوم الاحتلال لاعتقال نجله تلك، كانت بعد أشهر من الإفراج عنه من سجونهم، حيث قضى في ذلك الاعتقال ثمانية أشهر إدارية متواصلة دون توضيح التهمة، (وهي ذريعة الاعتقال الإداري التي يستخدمها الاحتلال ضد المئات من المعتقلين الفلسطينيين وادعاء وجود ملف سري لديهم).
 
إذًا.. لقد أصبح محمد مطاردًا في عمر صغير لم يتجاوز فيه بعد سن الـ 16 من عمره، كما انقطع محمد عن دراسته، وأصبح بعيدًا عن الأب والأم والأخوات لأشهر لم يتمكن فيها أحد من رؤيته أو معرفة أي المعلومات عنه، وهي الفترة التي شهدت فيها العائلة قدوم الاحتلال بين الحين والآخر لمنزلهم بحثًا عن محمد والسؤال عن مكانه.
 
اعتقال مؤلم

ويفيد أبو محمد لمركز أحرار أنه، وفي تاريخ (16-11-2005)، جاءهم نبأ استشهاد محمد في بلدة الزبابدة في جنين، بعدما أطلق جنود الاحتلال نيرانهم على العمارة التي كان يتواجد فيها محمد مع شبان آخرين واستشهاد ثلاثة منهم، وعندما توجه والدا محمد إلى المنطقة، وجدا المئات من جنود الاحتلال الصهيوني يطوقون المكان ويطلبون من محمد تسليم نفسه وكان ذلك في ساعات النهار، إلا أن العملية ورفض محمد تسليم نفسه استمرت لساعات الليل، حتى قام محمد بتسليم نفسه لما رآى والداه يقفان بحزن في المكان، وتلقفته في نهاية الأمر أيدي الاحتلال بغضب وحقد كبيرين.
 
أبو محمد أكد لأحرار، أن ابنه وفور اعتقاله جرى وضعه في أقبية التحقيق لأشهر طويلة، كان فيها محمد يعذب ويشبح، حتى إن العائلة لم تتمكن من زيارته إلا بعد عام ونصف من اعتقاله، وواجهت صعوبات كبيرة في الحصول على تصاريح الزيارة.
 
وقال مدير مركز أحرار فؤاد الخفش إن الاحتلال الصهيوني حكم على الأسير محمد براهمة بالسجن 11 عامًا، بتهمة حيازة أسلحة ومحاولة خطف مستوطن، والتجنيد ضمن صفوف حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية.
 
ومن جهة أخرى، تحدثت لمركز أحرار، أم محمد، والدة الأسير براهمة، والتي قالت ورغم الألم والحزن الذي تحمله على ابنها الأسير وبعده، إن صعوبات الزيارة والعراقيل التي يضعها الاحتلال ضد الأهالي أمام زيارتهم لأبنائهم في السجون هي الأكثر مرارة، حيث أشارت إلى أن الاحتلال يقوم باستفزاز الأهالي بشكل كبير وخاصة النساء والفتيات من خلال التفتيش أكثر من مرة.
 
أمل يحدو أمَّه

 وقالت أم محمد، إنها تأمل بخروج محمد سالمًا معافىً من أسره، خاصة وأن العائلة متخوفة من إصابته بحساسية شديدة في الجلد مؤخرًا، وبعد نقله إلى سجن بئر السبع منذ أشهر، ويعاني على إثرها من انتشار بقع حمراء على كافة أنحاء جسده ويصاب بحكة وآلام شديدة، وعلى الرغم من تزايد سوء وضعه الصحي نتيجة الإصابة بتلك الحساسية إلا أن إدارة السجون تمارس إهمالها في تقديم العلاج اللازم له.
 
وقال مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، إن هناك ارتفاعًا في أعداد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال وإن المرضى الذين يعانون من أمراض عضال تتفاقم معاناتهم وأوضاعهم الصحية وتزداد سوءًا، نتيجة عدم الإفراج عنهم، ونتيجة عدم تقديم العلاج الفوري لهم منذ بداية مرضهم، بل تركهم حتى ينتشر المرض في كافة الجسد ويسبب مضاعفات خطيرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات