الثلاثاء 13/مايو/2025

الأجندات والامتدادات الخارجية

د.عصام شاور
يتهم الإسلاميون في ديمقراطيتهم، فيقولون بأنها ديمقراطية عود الكبريت؛ لمرة واحدة فقط، أي أنهم يستخدمون الديمقراطية للوصول إلى المناصب ثم يلتصقون بالكراسي بعد إقصاء الآخرين،والحقيقة أن الديمقراطية وأدعياها لا يحتملون وصول الإسلاميين من خلال صناديق الاقتراع، فبمجرد وصول الإسلاميين يتآمر العلمانيون عليهم ويحرقون البلد من اجل إقصائهم وهذا ما حدث في الجزائر قبل عقدين من الزمن وقد تكرر الأمر في مصر وفي غيرها.

اللادينيون يتهمون إخوان فلسطين بالتبعية لإخوان مصر، ويتهمون جماعة الإخوان في مصر بالتبعية لحماس، وهذه تهمة جاهزة يستخدمونها في معظم الدول العربية، والحقيقة أن تنظيم الإخوان العالمي إنما هو تطبيق عملي لاعتصام المسلمين في أنحاء الأرض بحبل الله المتين من أجل إعادة الحكم بما أنزل الله، وهذا لا يعني أن يفضل الفلسطيني مصر على فلسطين أو أن يقدم إخواني بلدا عن موطنه سواء بالأقوال أو بالأفعال، وكما يوجد تنظيمات إسلامية عالمية هناك تنظيمات علمانية ويسارية وشيوعية عالمية، ونحن لا نتهم الشيوعيين في فلسطين بتفضيل موسكو على فلسطين كما أننا لا نتهم الناصريين بالتحيز لمصر ضد فلسطين، مع فارق أن الإخوان يعتصمون بحبل الله أما الملحدون فيعتصمون بحبل الشيطان، هذه هي الحقيقة التي لا يراها من يجعجع ليل نهار مطالبا إخوان فلسطين بالتنصل من إخوان مصر.

الإسلاميون في أنحاء الأرض لديهم أجندة واحدة ومنهج واحد يتقيدون به؛ ليس مستوردا من مصر ولا من فلسطين ولا هو من أمريكا أو من روسيا وإنما هو من كتاب الله عز وجل، فهل هناك أي اعتراض على منهج واحد في فلسطين ومصر أو في كل بلاد العالم إن كان القرآن الكريم هو مصدره؟، ولكن ماذا عن الذين يستمدون أجنداتهم لاعتبارات سياسية ومبادئ أرضية أو أولئك الذين يطبقون أجندات لقاء أموال تودع في حساباتهم في داخل بلادهم وخارجها، هؤلاء عملاء وهم يشعرون ويعلمون.

في الختام نؤكد بأن التيارات الإسلامية هي تيارات وطنية بالمعنى الحقيقي للوطنية، وهي تيارات قومية بالمعنى المحمود للقومية، ولذلك فإننا ننصح أصحاب الوطنية المنتنة أو القومية المقيتة أن يكفوا أيديهم عن الإسلام والمسلمين، وان يتوقفوا عن لعب دور القضاة الفاسدين واتهام الإسلاميين بالتخابر مع أنفسهم أو الاعتصام بحبل ربهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات