ماذا عن الانسحاب الصهيوني حول الاحتفاظ أو الانسحاب من غور الأردن؟

قال الجنرال الصهيوني “عوزي دايان” النائب الأسبق لرئيس هيئة الأركان، أن الضغوط الأمريكية على “إسرائيل” للانسحاب من الضفة الغربية وغور الأردن، يجب أن تواجه برفض صارم، لأن الدفاع عن هذه المنطقة يصبح صعبا كلما باتت الأسلحة أكثر تطورا وسرعة، ولذلك لا يمكن قبول أي تواجد عسكري غربي نهر الأردن غير الجيش الصهيوني، مما يجعلها تسعى للاحتفاظ بخط دفاعي محصن من قوات عسكرية تمكنها من الصمود 48 ساعة حتى الانتهاء من التعبئة العسكرية.
وأضاف: ضم غور الأردن لـ”إسرائيل” يحقق لها الأمن والاستقرار، لأن مناطق دفاعها الحيوية توجد فقط في الغور، ولابدَّ أن يكون تحت سيادتها، وإذا لم تتحقق، فإن الأمن لن يحصل على المدى البعيد، كونها تشكل أكثر من ربع الضفة الغربية، وتحتاج “إسرائيل” لمنع هجوم جحافل الجيوش العربية من الشرق الأردني لاحتلالها، وزرعتها بـ20 مستوطنة لفرض واقع على الأرض.
وفي حملة دفاعه عن الغور يقول: 70-80% من قوة الإنتاج الصناعي الصهيونية تتركز على امتداد قطاع ضيق، تسيطر عليه من الشرق هضاب الضفة الغربية، فإذا أخذنا في الاعتبار هذه الظروف الجغرافية – الإستراتيجية، وتاريخ العداء لـ”إسرائيل”، وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وتطورات السنوات الأخيرة، والتهديد الإيراني المتزايد والعنف غير المتوقف، فإن مخاوفنا ستكون مفهومة.
ودعا “ديان” لضمانات أمنية لـ”إسرائيل” بينها:
1- ضمان عمق استراتيجي أساسي، لأن أهميته تكمن في عصر الصواريخ التي تهدد مركز “إسرائيل”، والخطوات المطلوبة للتجنيد، لذلك، يتطلب الأمر توفير عمق أرضي وجوي، لنشر القواعد ومنظومات الإنذار والتصدي، ولعمل القوات النظامية للجيش التي ستضطر للعمل فترة زمنية محددة حتى يتم تجنيد قوات الاحتياط، ليس لمواجهة القوات المعادية فحسب، بل لإسكات الصواريخ الموجهة للجبهة الداخلية، ويزيد التهديد النووي الذي تشهده المنطقة من الحاجة لعمق استراتيجي لنشر منظومات الإنذار والتصدي.
2- الحفاظ على عمق دفاعي، يتيح إدارة حرب دفاعية ضد التهديدات الخارجية، رافضا القول إن “إسرائيل” لا تواجه خطراً من الجبهة الشرقية، لأن الحرب الدموية في سورية لن تنتهي بتدمير أسلحتها الكيماوية، كما أن الأردن يعج باللاجئين السوريين، والمعارضة الإسلامية التي تتغذى من عشرات آلاف المسلحين في الجهاد العالمي وصلوا المنطقة، وكذلك ما يحدث في غزة ولبنان بعد الانسحاب منهما حتى السنتيمتر الأخير.
•الجبهة الشرقية
وأضاف: إن انتشاراً صهيونياً على الجبهة الشرقية للضفة الغربية يمكنه فقط تحقيق نزع سلاح الكيان الفلسطيني، وهي مسألة تعتبر أحد الشروط الأساسية للاتفاق القائم على حل الدولتين، لذلك، يعتبر الغور هو الحل الأمثل لتوفير الحد الأدنى من العمق الاستراتيجي المطلوب، وجعل الغور كهضبة الجولان والقدس.
وأكد “ديان” أن أي اتفاق على الانسحاب من الغور يحمل الكثير من المخاطرة، لأنه لا يمكن أن تُحدد مسبقا المدة التي سيُحتاج فيها لسيطرة صهيونية عليه، في ضوء عدد من المعايير الميدانية، أهمها:
1-استقرار الحكم الفلسطيني في الضفة الغربية، ومكافحة الفلسطينيين للعمل المسلح، وتهريب السلاح ونوع التعاون مع “إسرائيل”،
2-استقرار الحكم في الأردن، والتزامه بالسلام،
3-تطور صورة التهديدات من الشرق مع سوريا والعراق،
4-العلاقات بين السلطة الفلسطينية وحماس في غزة، والعلاقة بإيران.
وقال: كل ذلك جزء من المعايير التي اذا اتفق عليها الطرفان، ويشمل ذلك طريقة الفحص عنها وتقويمها، يجب أن تكون الأساس الذي تُحدد بموجبه هذه مدة بقاء “إسرائيل” في غور الأردن.
لكن “ياريف اوفنهايمر” المسئول في حركة السلام الآن الصهيونية اعتبر أن التركيز على منطقة الغور، إنما يأتي كورقة سياسية لإحباط حل الدولتين، لأن عدد اليهود الذين يعيشون اليوم فيها فقط 6042، أقل من عدد الجمهور في أحد الملاعب الرياضية، وسجلت في العشرين سنة الأخيرة زيادة صغيرة على عددهم، وتقف في المعدل على 60 شخصا كل سنة، وكل الكلام على خط البلدات في الغور الذي يحمي حدود الدولة الشرقية ليس أكثر من دعاية سياسية يمينية مقطوعة عن الواقع.
وأضاف: عدد الفلسطينيين في الغور أكبر بـ10 أضعاف، ويبلغ 65 ألف شخص، رغم نجاح “إسرائيل” على مر السنين بإعلان أنها أراضي دولة ومناطق رماية ومحميات طبيعية، وتستولي على 77.5% منها، لأن الغور اعتبر في الماضي من جهة أمنية ذخرا أمنيا استراتيجيا للدولة، وقد صيغ هذا التصور العام بعد انتهاء حرب الأيام الستة، حينما كانت “إسرائيل” مُعرضة لتهديد وجودي من الشرق على هيئة آلاف الجنود والدبابات الذين قد يتجهون لقلبها.
•خارطة التهديدات
وأوضح أنه بعد 45 سنة تغيرت خريطة التهديدات، ولم يعد تهديد غزو القوات المدرعة من الشرق موجودا، والوسائل التكنولوجية الحديثة تُبطل قدرة العدو على المباغتة، وإذا اضطر الجيش فيستطيع الوصول لكل مكان في الغور خلال نصف ساعة، والدليل على ذلك أن الغور اليوم فارغ ليس من المستوطنين فقط، بل من كتائب سلاح المشاة والمدرعات.
كما أن أكثر الجنود الموضوعين في الغور مشغولون بمهمات أمن جارٍ على طول الجدار الحدودي، وحراسة المستوطنين، وتفتيش العمال الفلسطينيين عند الحواجز، فإذا اتُخذ القرار السياسي على التقسيم لدولتين، فيمكن الحفاظ على مستوى أمني يماثل الوضع الحالي بترتيبات أمنية متشددة على الحدود، وإنشاء أماكن مراقبة الكترونية، ووجود قوات دولية عند المعابر.
فيما أوضح “يوسي بيلين” وزير القضاء الأسبق، وأحد أهم رموز التسوية مع الفلسطينيين، أن الجيش أصبح اليوم يملك وسائل تكنولوجية مختلفة تماما، وفي وقت أصبح فيه مع الأردن اتفاق سلام، وفي وقت جرى فيه على العراق تغيير بعيد المدى بعد حرب الخليج الثانية، أصبح الحديث عن فكرة قديمة، بل زائدة، لا ترمي إلا لإغضاب من يحاولون التوصل لتسوية سياسية.
القناة العبرية العاشرة
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...