الثلاثاء 06/مايو/2025

أم البراء تروي تفاصيل عن حياة زوجها يحيى عياش

أم البراء تروي تفاصيل عن حياة زوجها يحيى عياش

“كان لا يمشي إلا بالليل، بين الأشجار، في الجبال، يرتدي سترة سوداء وبنطال أسود، لم يتنكر أبدا في حياته، وكان يستغل كل فرصة ليأتي لرؤيتنا رغم انتشار العملاء، وتربص الاحتلال له في كل لحظة”.

تسرد أم البراء عياش بعضا من تفاصيل حياة الشهيد والمهندس الأول في كتائب القسام يحيى عياش قائلة: “أمضى خمس سنوات مطاردا، وقلما ما ظهر خلالها بالنهار، كانت تمضي عليه أياما صعبة، لا يجد فيها ما يأكله، ولا يجد ملابس جيدة يرتديها، لم يأبه بمظهره يوما، كان همه الأكبر أن يوقع بالاحتلال أكبر الخسائر فقط”.

وفي الذكرى الـ18على رحيله، تستذكر أم البراء بعضا من المواقف التي لا زالت عالقة في ذهنها من أيام المطاردة: “كان الضابط الذي يقتحم منزلنا في رافات ولا زلت أذكر اسمه “سفيكا”، في أحد المرات التي هاجموا فيها منزلنا بعد عملية ليحيى في تل الربيع، كانوا متوحشين وشرسين جدا، حينها قال لي هذا الضابط، عندما نقتل يحيى، سأربط جثته بسيارتي، وأجره في شوارع “تل أبيب”، وبعدها أقطع جسده قطعا صغيرة لأوزعها على كل عائلة “إسرائيلية” ممن قتل يحيى أحد أبنائها ليأكلوها”.

وتضيف أم البراء في لقاء مع “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كان يقول ذلك ليدب الخوف في قلوبنا، لكني رددت عليه قائلة: “الجسد لا يهمه ما يحصل به بعد موته، فروحه ستصعد للسماء عند خالقها، وستكون بأمان، وأدعو الله ألا تحظوا حتى بجثته”.

وفي أحد أيام المطاردة، وتحديدا ليلة تنفيذ عملية الاستشهادي صالح صوي في تل الربيع، استيقظت على صوت طرقات خفيفة على نافذة غرفتي، نظرت فإذا به يحيى والشهيد سعد العرابيد من قطاع غزة، كانوا يرتدون ملابس سوداء ويحملون أسلحتهم، حينها اختلطت مشاعري، فأنا أشتاق ليحيى وبالوقت نفسه أخشى عليه من العملاء واليهود”.

وتتابع: “فتحت لهم باب المنزل، دخلا بعد أن أخفيا آثار أقدامهما خارج البيت، حيث كانت آثار أحذيتهما الثقيلة مغروسة في الأرض الموحلة. بعد أن دخلا طلب مني أن أوقظ براء ليراه، وكانت حينها الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حمل براء وحضنه ولاعبه، وأذكر أنه حينها كان سعيدا جدا بنجاح العملية البطولية في تل الربيع”.

وتضيف: “بعد أن غادرا المنزل، قمت بتنظيفه فورا من آثار قدميهما خوفا من اقتحام جيش الاحتلال، وبالفعل في تلك الليلة وبعد خروج يحيى وسعد اقتحموا المنزل ومارسوا تنكيلهم الذي اعتدنا عليه”.

وجوده بغزة
أمضى يحيى عياش معظم فترة مطاردته متنقلا في جبال الضفة، بجبالها وسهولها وكهوفها، حتى وصل ارتباطه فيها حد العشق، ورغم كرم غزة واحتضانها له لقرابة العام قبل استشهاده، إلا أنه كان في آخر أيامه يحن للعودة لها.

وعن ذلك تقول أم البراء: “في الشهور الأخيرة لوجودنا بغزة كان يحيى يمضي مساء الخميس من كل أسبوع بالقرب من السياج الفاصل، يحاول تقطيع الأسلاك بجهاز ابتكره يعمل على قطع الأسلاك دون أن تطلق صفارة الإنذار”.

وتتابع: “كان يتمنى في آخر أيامه أن يعود للضفة بسبب التضييق عليه من قبل الاحتلال والسلطة، وتوزيع صوره على الناس للتبليغ عنه وعدم إيوائه، كما أنه اعتاد على المطاردة في الجبال والكهوف بالضفة، وهو ما لا يوجد في غزة”.

يوم الاستشهاد
“اليوم الأول لاستشهاد يحيى لم يكن قاسيًا علي كما كان اليوم الثاني، ففي يوم استشهاده لم أكن أصدق ما جرى، رغم أننا كنا نتوقع تلقي هذا الخير في كل يوم”.

تتابع أم البراء: “في اليوم الثاني، وتحديدا عندما رأيت جثة يحيى محمولة على الأكتاف، وألقيت عليه نظرة الوداع أمام أمواج بشرية، صرخت وقلت “اليوم أراك علنا أمام كل الناس، يا ليتك بقيت حيّا وأراك ولو خفية”.

وبكلمات ممزوجة بدموع ألم الفراق قالت: “كنت أتمنى أن استشهد مع يحيى، وكنت أدعو أمامه في إحدى المرات بأن يكون يومنا أنا وهو وبراء لنستشهد معا، لكنه رفع يديه للسماء وقال “اللهم لا تستجب لها وخذني شهيدا لوحدي لتعيش أم البراء وتربي هذين الولدين”.

لم يطاوعها فؤادها ترك يحيى بغزة والعودة للضفة بعد ثلاثة أيام من استشهاده، بكت كثيرا، وكانت ترفض العودة للضفة، فقد لاقت في غزة حنانا ومحبة واحتضانا لها وليحيى ولبراء ولمولودها “يحيى” الذي جاء للدنيا قبل أسبوع من رحيل والده، لكنها عادت للضفة، وأكملت مشوارها في تربية أبنائها، لتراهم الآن أمام عيونها شبابا تطابق هيئتهم هيئة والدهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...