الثلاثاء 13/مايو/2025

اليوم الثامن لحرب الفرقان: 39 شهيدًا والقسام يتصدى للحرب البرية

اليوم الثامن لحرب الفرقان: 39 شهيدًا والقسام يتصدى للحرب البرية

تفاصيل العدوان الصهيوني 

في اليوم الثامن للعدوان (3-1- 2009)، دخلت الحرب الصهيونية على قطاع غزة، مرحلة جديدةً تمثلت في بدء الاجتياح البري، لتشكل منعطفًا في شكل العدوان الذي كان يقتصر -حتى الآن إلى حد بعيد- على الغارات والقصف من الجور والبحر والأرض، مع تصعيد نوعي في الغارات وصل إلى حد  استهداف المساجد خلال أداء الصلوات، ليرتقي الشهداء وهم بين يدي الله.

وفيما كانت طائرات الاحتلال تبدأ عدوانها منذ منتصف الليل، مستهدفة كل شيء في قطاع غزة من منازل ومؤسسات، ولم يشفع للمدرسة الأمريكية شمال القطاع اسمها ولا منهاجها فطالها القصف، ليرتقي شهيدًا أحد حراسها.

مجزرة عائلة عبد ربه

وعند الظهر اقترفت قوات الاحتلال مجزرة بشعة عندما استهدفت بقذائفها المدفعية مجموعة مواطنين من عائلة عبد ربه، كانوا داخل أحد محلات البقالة للتزود بالمواد التموينية، عندما سقطت قذيفة على البقالة، ما أدلى إلى استشهادهم جميعاً، والشهداء هم: رندا جمال عبد ربه ( 45 عاماً) وابنها سفيان عبد الحي عبد ربه ( 21 عاما)، ومصطفى ربحي حسن عبد ربه ( 17 عامًا)، وسامي محمد صالح عبد ربه ( 27 عامًا)، وصامد محفوظ عبد ربه ( 13 عامًا)، ويسري محمود عبد ربه ( 15 عامًا)، ورامز جمال عبد ربه ( 32 عامًا).

دماء في محراب الصلاة

غير أن الحدث الأبرز في هذا اليوم، سجل عند حوالي الساعة 5:20 مساءً، عندما أطلقت طائرة استطلاع صهيونية صاروخًا تجاه مسجد الشهيد إبراهيم المقادمة، الكائن في مخيم جباليا، ما أسفر عن استشهاد 15 مواطنًا من المصلين في داخله، من بينهم 4 أطفال وأب وابنه، وإصابة 40 آخرين، ما مثّل تطورًا في استهداف المساجد التي كانت تُقصف فارغة حتى الآن، دون أن يمنع التطور الجديد من تدفق المصلين وارتباطهم بمساجدهم.

استهداف الإعلام 

كما شهد هذا اليوم عند حوالي الساعة 5:45 مساءً، قصف مطبعة تعود للمواطن عبد النبي سعيد الرنتيسي، الواقعة في حي الرمال بغزة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، وإلحاق أضرار في بناية مجاورة، وقصف مقر صحيفة الرسالة الواقع في الطابق الخامس من برج العجرمي في حي النصر بغزة، بصاروخ أدى إلى تدميره، وإلحاق أضرار بالعديد من المباني المجاورة عند الساعة السادسة مساءً.

اغتيال قيادي في القسام

وشهدت ساعات فجر هذا اليوم، تحديدًا عند الساعة 3:00  فجرًا، اغتيال أحد قيادات القسام، ممدوح عمر الجمال (35 عامًا)  أثناء تواجده في منطقة تل الهوى، جنوب غزة، بعد إطلاق طائرة حربية صهيونية صاروخا تجاهه ما أدى إلى إصابته بجراح بالغة، وأعلن عن استشهاده لاحقا.

قصف مصنع

وفي خان يونس جنوب القطاع استهدف جيش الاحتلال بقذيفة صاروخية مصنعًا شرق خان يونس فقتل اثنين من كتائب القسام وهما من عائلة الأسطل، فيما استشهد جهاد السميري وأصيب ثلاثة آخرون في قصف منزل في بلدة القرارة جنوب قطاع غزة.

التوغل البري

وفي تطور متوقع وتأخر لسبعة أيام، قامت خلالها قوات الاحتلال بحرق الأرض وتدمير مئات المنازل والمؤسسات، لتؤمن بدء اجتياحها البري، الذي بدأ في حوالي الساعة 9:00 مساءً، بشروع آليات الاحتلال بالتوغل من عدة محاور من الشمال والوسط والجنوب في قطاع غزة .

وباشرت الآليات العسكرية، من الدبابات والجرافات الحربية العملاقة للقوات المحتلة الميدانية، بالتوغل بشكل خاص في شمال القطاع من عدة محاور، وسط قصف مدفعي عنيف ومساندة من الطائرات الحربية.

وبالتوازي مع ذلك، بدأت عمليات توغل شرقي أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية، في مدينة غزة، وسط استمرار لقصف مدفعي، جوي وبحري عنيف للمناطق السكانية والأراضي الزراعية لمناطق تمتد على طول الشريط الحدودي الشرقي والشمالي للقطاع. 

وقد أسفر القصف في كل من حي الزيتون والشجاعية عن استشهاد 13 مواطنًا، تسعة منهم من المدنيين، ومن بين الشهداء 3 أطفال و 3 نساء، استشهدوا جميعهم داخل منازلهم بعد استهدافها بالقذائف من قبل الدبابات الصهيونية، فيما أصيب 60 آخرون، كما بدأت قوات الاحتلال بالتوغل شرقي مدينة رفح، في محيط مطار غزة الدولي، وسط قصف مدفعي كثيف تجاه المنازل السكنية والأراضي الزراعية في المنطقة.  وقد رافق عمليات القصف المستمر نزوح عدد كبير من المواطنين عن منازلهم خوفًا من القصف وبحثًا عن ملاذ آمن.

حصيلة الشهداء

وقد بلغت حصيلة الشهداء لليوم الثامن من الحرب، استشهاد   39 مواطنًا، من بينهم 31 من المدنيين، منهم 9 أطفال وامرأة واحدة.

عمليات ومفاجآت  

في تحدٍّ للطائرات المروحية الصهيونية، والتوغل البري، استمرت كتائب القسام في إطلاق الصواريخ فأطلقت 15 صاروخًا من طراز “قسام” و 9 صواريخ “غراد”، و 17 قذيفة هاون، وسقطت الصواريخ على منزل في مدينة “أسدود” المحتلة وخلفت أضرارًا وعددًا من الإصابات.
 
ورغم سياسة الأرض المحروقة التي اتخذتها قوات الاحتلال خلال الأيام السبعة الماضية تمهيدًا للحرب البرية، كان مجاهدو القسام حاضرين في ميدان المواجهة وخرجوا لقوات الاحتلال من تحت الأنقاض ونجحوا في تفجير 4 عبوات ناسفة بقوات صهيونية راجلة، واشتبكوا مع تلك القوات بشكل مباشر ما أدى إلى مقتل أكثر من خمسة جنود صهاينة وإصابة عدد كبير بجراح، ما اعتبر صفعة قوية لقوات الاحتلال في أول أيام توغلها، بعدما اعتقدت أن الأمور ستكون مفتوحة دون مواجهة.

وتمكن مجاهدو القسام من اختراق لاسلكي العدو، وسمعوا الجنود وهم يرسلون إشارة تفيد بمقتل خمسة جنود وإصابة العديد منهم بجراح.

وبدأ اختبار المواجهة البرية فجرًا بتصدي القسام لقوة صهيونية حاولت التسلل شرق الشجاعية وإجبارها على الاندحار فجر اليوم.

أما سرايا القدس، فقصفت كل من مغتصبة سديروت وأشكول المحاذيتين لحدود قطاع غزة الشمالية بـِ 8 صواريخ، وتفجير عبوة ناسفة مضادة للأفراد بقوة صهيونية خاصة، فيما أعلنت كتائب الأقصى عن تفجير عبوة كبيرة في وحدة خاصة، وأخرى في دبابة صهيونية من نوع ميركافاه 4 شرق حي الزيتون، إلى جانب قصف المجدل والنقب الغربي بصاروخين محليي الصنع، بينما أعلنت كتائب أبو علي مصطفى عن استهداف وحدة للهندسة في جيش الاحتلال بالأسلحة الرشاشة، شرق بلدة بيت حانون، إطلاق صاروخين وعدد من قذائف الهاون تجاه المغتصبات الصهيونية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات