لاجئونا المضربون بمصر: الحياة بكرامة أو الموت بالسجون

لا يرى اللاجئون الفلسطينيون السوريون المضربون عن الطعام في أحد السجون بمدينة الإسكندرية المصرية خيارا أمامهم سوى إعادة توطينهم في إحدى الدول الأوروبية بعدما تم تشريدهم من سوريا بسبب الصراع الدائر هناك، أو الموت في السجون المصرية، ولا خيار ثالث.
 
وينهي 52 لاجئا فلسطينيا سوريا اليوم الأحد (1-12) اليوم العاشر على التوالي من الإضراب عن الطعام في سجن قسم “المنتزه” في مدينة الإسكندرية، مطالبين إحدى الدول الأوروبية باستقبالهم وإعادة توطينهم، تأمينا لمستقبل معيشي وتعليمي آمن لأطفالهم.
 
وضع مأساوي

 وقال الناطق باسم اللاجئين المضربين في مصر “أبو علاء الحفيان” في حديث خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إننا هنا “معتقلون في معتقل مشابه لأي معتقل، والظروف هنا مثل ظروف أي سجن”.
 
وأكمل “نعاني وضعا مأساويا، معنا أطفال ونساء وشيوخ، ولازلنا منذ 17 سبتمبر/أيلول الماضي، أي منذ 78 يوما ونحن نقاسي هذه الغربة وهذا الحرمان، غربة التشريد من الوطن سوريا والحرمان من كل شيء في مصر”.
 
وأشار إلى أن اللاجئين الموجودين في هذا السجن أعلنوا الإضراب عن الطعام منذ تسعة أيام، لمطالبة الدول الأوروبية الـ17 التي أعلنت استعدادها استقبالنا على أساس إعادة التوطين، للرد علينا، للأسف حتى الآن لا يوجد أي دولة التزمت بهذا الأمر، بل لا أحد يرد علينا”.
 
مصممون على مطلبنا

 ونوه إلى أن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين استعدت لمساعدة الحالات الاستثنائية منا، كأولئك الذين فقدوا والديهم، لكنه قال: “نحن سنستمر في الإضراب لغاية النظر في وضعنا جميعا من قبل الدول الأوروبية، للأسف منذ 78 يوما حتى الآن لا أحد حرك ساكنا”.
 
ورغم ذلك، أكد أبو علاء أن اللاجئين لا يرون في هذا الإضراب عن الطعام هدفا، إنما هو وسيلة لتحقيق مطلب شرعي، الإضراب ليس لتنفيذ شروطنا بالإجبار، لكنه للفت النظر لا أكثر، لكن للأسف حتى الآن وكأننا لسنا بشرا نطالب بحقوق أطفالنا، لا أحد يستمع لنا”.
 
ولفت إلى صعوبة الظروف الصحية التي يقاسيها اللاجئون في مكان اعتقالهم، وقال: “الخميس الماضي وقبل 3 أيام كان عندنا أطفال ارتفعت درجة حرارتهم إلى 41 درجة، لا دواء هنا، هناك عديد المرضى المصابين بأنواع من الالتهابات، ونعالجهم بمجهودات شخصية، ونحاول أن نوفر الدواء بطريقة أو بأخرى”.
 
لا حياة لمن تنادي

 ونفى أبو علاء أي تواصل من قبل السفير الفلسطيني في القاهرة أو أي مسئول فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عدا عن مسئول إداري في السفارة الفلسطينية بالقاهرة يعرض علينا فقط تقديم خدمات أخوية.
 
وأكد أن اللاجئين السوريين الفلسطينيين في هذا السجن ليس لهم إلا مطلب واحد ووحيد فقط، وهو “إعادة التوطين في أوروبا”، وقال: “نحن ناس ضايعين بين الحرب في سوريا وبين الحرمان هنا في مصر، هنا في مصر لا يحق لنا العمل، وما يعطوه للاجئ السوري لا يعطوه للفلسطيني ولا أحد يساعدنا نهائيا”.
 
وأضاف “نحن قررنا أن نخاطر بأنفسنا وبأطفالنا ونذهب لأوروبا عبر البحر حتى نوفر لأبنائنا تعليما ورعاية صحية، لا نريد حقوقنا نحن الرجال والكبار، نريد حقوق أطفالنا فقط، أطفالنا منذ عام وعامين بدون تعليم هل أحد يتحمل ذلك؟”.
 
لن نقبل غير أوروبا

 ولدى سؤاله عن إمكانية الذهاب إلى قطاع غزة، قال: “لا، نحن كفلسطينيين سوريين نشأنا في سوريا.. وسوريا احتضنت الشعب الفلسطيني بكل صدق وأمانة ولم تفرقنا عن الشعب السوري نهائيا”.
 
واستدرك “عُرض علينا أن نذهب لغزة، لكن لا أحد لنا في غزة، نحن لا نطالب ببيت أو وظيفة، لو أردنا ذلك لأتينا لغزة منذ البداية، لكن مطلبنا الأول والأخير إعادة توطيننا في أي دولة أوروبية”.
 
وانتقد الرجل ما أسماها “الديمقراطية الزائفة” التي يتغنى بها الأوروبيون، وقال: “يدعون احترامهم لحقوق الإنسان وحقوق الأطفال والديمقراطية، لكن هنا في السجون المصرية 200 سوري وفلسطيني، لو كل دولة استوعبت 12 أو 13 منا لانتهت الأزمة، وهذا ليس عبئا على أي دولة، لكنهم كاذبون”.
 
وتابع “نحن لسنا عبئا على الدول الأوروبية أبدا، كلنا نحمل شهادات، معنا مستشارون محبوسون، نحن فقط نريد مستقبل أطفالنا، الحكومة المصرية هنا لا تتدخل، بل محبذ بالنسبة لها أن تنتهي هذه القضية، لكن الديمقراطية الزائفة في أوروبا هي التي لا تعطينا ردا إلى الآن”.