ذكرى إعلان دولة فلسطين.. الهدف والغاية

منذ ذلك الحين دخلت منظمة التحرير في نفق التنازلات مرورًا باتفاقية (أوسلو)، وما تبعها من اتفاقيات عديدة أدت إلى تكتيفنا وإذلالنا أكثر فأكثر، وتحولت المنظمة بمجلسها الوطني من قوة وفتوة إلى ضعف وترهل وتهميش من سلطة فتح، التي تعد المقاول الوحيد للمفاوضات مع الاحتلال التي استغرقت عقدين متواصلين، ولم نلمس أي تقدم على غرار وثيقة الاستقلال، واليوم نسمع عن تقديم فريق المفاوضات الفلسطيني الاستقالة، بعد أن عرف أنه لا يستطيع إحراز تقدم في أي من القضايا الجزئية والكلية على حد سواء، لماذا؟؛ لأن ما بني على باطل هو باطل، فلا جدوى من مفاوضات لا يوجد لها أساسات وقواعد ترتكز عليها، حين قدمت القضايا الجزئية والثانوية على القضايا الرئيسة، وهي تمثل جوهر الصراع؛ ففرحنا وطبلنا وزمرنا لـ”غزة أريحا أولًا” و”غزة سنغافورة”، وتجاهلنا قضايا الاستيطان والقدس واللاجئين والحدود والأسرى.
الآن يعترف صائب عريقات بفشل المفاوضات ويقدم استقالته، ويا للأسف إن رئيس السلطة لا يزال مصممًا على مواصلة المفاوضات مع الاحتلال، الذي يواصل ليل نهار الاستيطان والتهويد والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، ولو كانت لدى حكومة نتنياهو الرغبة الحقيقية في تحقيق السلام؛ فإن هذه الرغبة كان من المفروض أن تتجسد خلال المفاوضات السابقة، غير أن كل الشواهد الآن تدل على أن العكس من ذلك هو الذي حدث، ووصل الأمر إلى حد استقالة المفاوضين الفلسطينيين في المحادثات؛ لأن اليأس من حدوث أي تقدم قد وصل بهم إلى مداه ومنتهاه.
فهذا اليأس غير مقبول _دون شك_ من رجل يجيد القسمة والطرح ويكره الجمع، فعباس هو مهندس اتفاقية (أوسلو)، واستقالة المفاوضين تعني كشف فشله وفشل مشروعه من الأساس، لكن حاجة عباس للمفاوضات أصبحت أكثر تعثرًا ومخيبة للآمال بإعلان نتنياهو شروطه لاستئناف المفاوضات: “اعتراف الفلسطينيين بجعل دولتهم منزوعة السلاح، وترتيبات تضمن أمن (إسرائيل)، وخاصة الاعتراف بالطابع اليهودي أو يهودية الدولة؛ ليشكل ذلك ضمانة لعدم طرح مطالب أخرى في المستقبل، مثل: إعادة اللاجئين وتقسيم القدس”، ويعد هذا الشرط من أخطر سياسات (الترانسفير) على فلسطينيي الداخل.
فقد أصبحت مواقف سلطات الاحتلال واضحة للعيان من المفاوضات السلمية من مخططات استيطانية غير مسبوقة في حجمها، وتسامح مع اعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومزروعاتهم، كاشفة تناقضًا حقيقيًّا بين رفضها قرارات الشرعية الدولية عمليًّا من ناحية، ورغبتها في التظاهر شكليًّا بأنها مع عملية التسوية ومع المفاوضات، ولكن على نحو صوري يرتكز على التصريحات والبيانات الفارغة من المضمون والجوهر، من الناحية الأخرى، فأفعالهم والحقائق التي يخلقونها على أرض الواقع كلها تنبع من سياسة محددة هدفها تكريس الاحتلال وتوسيع الاستيطان، ما يؤدي إلى تهويد الأراضي المحتلة، وتفريغها من أهلها الفلسطينيين بشكل تدريجي وممنهج.
إعلان الدولة المستقلة يذكرنا بالمثل القائل: “سمعنا جرشًا ولم نرَ طحينًا”، والمفاوضات السلمية ليس لها هدف ولا غاية، فالغاية تبرر الوسيلة عندما يكون هناك هدف واضح ومحقق أو نصر مؤزر، أما الهدف منها فكان نابعًا من صميم الضعف وتقديم التنازلات، وصولًا إلى الاعتراف بالكيان العبري دون الاعتراف بحقنا في قيام الدولة الفلسطينية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

رامي عبده: خطة المساعدات الأميركية الإسرائيلية أداة قهر تمهد لاقتلاع السكان من أرضهم
المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن الخطة الأميركية‑الإسرائيلية التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة...

قتلى وجرحى في تفجير مبنى بقوة من لواء غولاني برفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...

الاحتلال يحول الصحافي الفلسطيني علي السمودي إلى الاعتقال الإداري
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، الصحافي الفلسطيني علي السمودي من جنين، شمالي الضفة الغربية،...

“موت ودمار لا يمكن تصوره”.. منظمة دولية تطلق نداءً لوقف النار في غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت "منظمة أوكسفام الدولية"، نداءً مفتوحًا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، محذّرة من استمرار الكارثة...