الأحد 11/مايو/2025

لا نشم رائحة انتفاضة في المدى القصير .. ولكن

لا نشم رائحة انتفاضة في المدى القصير .. ولكن

بعد ست عمليات في “المناطق”، يقدرون في جهاز الأمن بأن الاسبوع القريب القادم سيكون حاسماً بالنسبة لمسألة هل سيبقى الوضع يتدهور باتجاه انتفاضة أم لا، في وسط هذا الاسبوع سيتم تحرير 26 سجيناً فلسطينياً. فالحكومة ستقر قائمة السجناء التي ستنشر أغلب الظن في ساعات الليل.

اما التحرير نفسه فسيتم بعد 48 ساعة، في ظلمة الليل هو أيضا: فليس لإسرائيل مصلحة في صور الجموع الفلسطينية التي تستقبل السجناء المحررين. وسيصل السجناء الى رام الله في ظل ضباب شديد، ولكن ابو مازن سيحرص على أن يعقد على شرفهم مهرجاناً كبيراً في اليوم التالي. ويمكن للتحرير أن يستقبل بفرح منضبط العقال في الشارع الفلسطيني أو كبديل للاستياء حين تتبين الاسماء التي ليست في القائمة. فضلا عن ذلك، بالتوازي مع التحرير من المتوقع أن تعلن إسرائيل عن قرارات بالبناء خلف الخط الأخضر.

في مستهل الأسبوع المتوتر لم تسجل في الجيش الاسرائيلي استعدادات خاصة. فحجم القوات في “المناطق” بقي كما هو. وجولة الاجازات العادية لم تُلغ. ومع ذلك، في الجيش وفي المخابرات يعرفون بأنه بعد احداث الفترة الاخيرة فإن الوضع في “المناطق” متفجر جداً، سواء من الجانبين الفلسطيني أم الاسرائيلي.

ويصعب على الجيش الإسرائيلي أن يقرر ما هو الميل الذي في ضوئه تتطور الأمور، وذلك لأن المعطيات التي تأتي من الميدان هي بقدر كبير معطيات متضاربة. فمثلا في نهاية الاسبوع الماضي مرت الصلوات في قضية “حياة سارة” في الحاضرة اليهودية في الخليل دون أي احتكاك مع الجمهور الفلسطيني، ولكن في “السامرة” كان هناك توتر كبير عقب ألقاء عبوة محلية نحو باص اسرائيلي قرب قرية يعبد.

وفي مراجعة للشهر الاخير ايضا من الصعب الاشارة الى الميل. فمن جهة ثمة سلسلة من ستة عمليات قاسية، بما فيها اعمال قتل واطلاق نار نحو طفلة في بلدة بساغوت تدل بوضوح على موجة “ارهاب”؛ ولكن من الجهة الأخرى، في أثناء الأسابيع الثلاثة الاخيرة، سجل انخفاض ثابت في عدد اعمال الاخلاء بالنظام في “المناطق”.

وفي جهاز الأمن قدروا في نهاية الاسبوع بأنه يسود الميدان “اجواء ارهاب” تمهّد لأعمال القتل حتى لو كانت النية الاصلية جنائية (بعض من العمليات الاخيرة لم يحل لغزها تماما بعد). في كل الاحوال يبدو أنه خلف موجة العمليات لا توجد يد موجهة. السلطة الفلسطينية غير معنية بموجة في الوقت الحالي، و”حماس”، التي توجد في ضائقة كبرى في قطاع غزة، لا تنجح في اشعال مناطق الضفة من هناك.

في اسرائيل يأخذون الانطباع بأن اعمال قوات الأمن الفلسطينية في الفترة الاخيرة ناجعة جدا. فمنذ نحو اسبوعين تخوض الاجهزة حملة اعتقالات حازمة في مخيم جنين. والتنسيق مع قوات الامن الاسرائيلية يتم كالمعتاد. وفي نهاية الاسبوع نشر ان الفلسطينيين اعتقلوا ايضا خلية ارهاب في منطقة الخليل، حاولت تطوير آلة طائرة تحمل مادة متفجرة. في السطر الاخير يبدو أن الاسبوع القريب القادم سيمر دون درامات كبرى في “المناطق”. في المدى الزمني القصير لا “نشم” انتفاضة.

ولكن في مدى بضعة اشهر يوجد مكان لقلق كبير. ثمة عدد من السيناريوهات التي يمكنها أن تؤدي الى وضع جديد في “المناطق”، لن تشبه بالضرورة الانتفاضة الاولى (التي كانت شعبية في أساسها) أو الثانية (التي تميزت بـ “إرهاب” مكثف ومنظم). الوضع الجديد سيكون أغلب الظن شيئا ما في الوسط – صعود في كمية اعمال الاخلاء بالنظام، تترافق وعمليات هنا وهناك.

الانتفاضة الثالثة يمكنها أن تتطور ببطء وبالتدريج، أو تنال الزخم اذا ما وعندما تصل المحادثات الى طريق مسدود. عمليات اخرى أو اعمال استفزاز من المستوطنين، مثل احراق مساجد، يمكنها أن تحث العملية هكذا ايضا. السيناريو الذي يخشاه جهاز الامن أكثر من أي شيء آخر هو ان تنجح واحدة من عشرات المبادرات في الضفة وفي القطاع في اختطاف جنود أو مواطنين اسرائيليين. في السنتين الاخيرتين احبطت عشرات محاولات الاختطاف، ولكن الدافع الفلسطيني في هذا المجال تعاظم، وينبغي التقدير بأنه في مرحلة معينة ما ستنجح هذه المحاولات.

معاريف، 12/11/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....