الثلاثاء 13/مايو/2025

كرة الثلج في الضفة الغربية

إياد القرا
الحديث الصهيوني المطمئن عن استبعاد انتفاضة قادمة في الضفة الغربية نوع من الهروب من الواقع الصعب للاحتلال الإسرائيلي، ويدرك قادة المخابرات التابعة للاحتلال أن إرهاصات الانتفاضة القادمة تزداد يوماً بعد يوم و انطلاقتها هي مجرد وقت. الوقت الذي يدرك الاحتلال أكثر من غيره أنه اقترب وهنا ليس المقصود أياما أو أشهراً لكن في العامين القادمين وخاصة أن طبيعة الضفة الغربية تختلف عن قطاع غزة الذي انطلقت منه الفعاليات الخاصة بالانتفاضتين عام 1987 وعام 2000 و بقوة وبعنف، وكذلك الطبيعة الجغرافية في الضفة الغربية التي تقع على تماس مع العمق الإسرائيلي. بالرجوع إلى حجم المواجهات اليومية والحوادث التي تقع ووفق اعترافات الاحتلال التي اعتبرها ارتفاعاً حاداً في العمليات الفدائية ، فقد قُتل مستوطن في شهر أكتوبر و آخر في سبتمبر و وقعت 220 عملية محاولة لإصابة إسرائيليين ، وهذا ارتفاع حاد في العمليات الفدائية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين وفي كافة أنحاء الضفة الغربية.

العمليات التي وقعت الأسبوع الماضي بينها إطلاق نار تجاه دورية للاحتلال في المدن المختلفة كل ليلة وأخرى إلقاء زجاجات حارقة بنفس الشكل ضد سيارات المستوطنين ودوريات ومواقع الاحتلال والرد بشكل مربك أدى لاستشهاد شابين فلسطينيين ادعى جيش الاحتلال أن أحدهما أطلق ألعاباً نارية تجاه سيارات للمستوطنين وآخر حاول طعن جندي، وهذا امتداد لكافة المحاولات التي تثبت أنها نمط جديد من العمليات يقوم بها شبان فلسطينيون بعيدا عن الانتماء الحزبي حتى لا يتم مطاردتها قبل التنفيذ. يعمل جيش الاحتلال يعمل وفق خطة أمنية منسقة تقوم على الاعتقالات المتتالية وخاصة للقيادات في فصائل المقاومة والنشطاء في فصائل المقاومة وكذلك قادة الكتلة الإسلامية التابعة لحماس وامتد الأمر لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” وهذا يظهر حالة الإرباك التي يعاني من الاحتلال وتوتره من خشية تحول أي نشاط الكتروني إلى تحرك ميداني مفاجئ يمثل صدمة له.

العنصر الأكثر فاعلية هو دخول القدس وسكانها بقوة على الفعل المقاوم من خلال التصدي اليومي لاقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى ، وكذلك رشق سيارات المستوطنين والتصدي لعمليات الهدم للمنازل في القدس ، وكذلك منع جيش الاحتلال من اقتحام الأحياء الفلسطينية في القدس ومواجهته بقوة حتى ساعات الفجر يوميًا. الأجواء السابقة دعت أحد قادة جيش الاحتلال للقول” إن موجة مواجهة جديدة في الضفة الغربية المحتلة تقودها حركتا حماس والجهاد الإسلامي بالاشتراك مع مجموعات من كتائب الأقصى ذراع فتح العسكرية لا تنصاع لأوامر السلطة الفلسطينية في رام الله”، وهناك عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية تخطط لها تلك المجموعات في الخفاء، والتي تنتظر الوقت المناسب لتنفيذها.

لعل المواجهة كما كرة الثلج التي تتدحرج رويدا رويدا إلى أن تأتي الشرارة التي ستشعل النار في وجه جيش الاحتلال في الضفة الغربية ، و إن محاولاته لإيهام السلطة بالمفاوضات لسرقة الأضواء مما يحدث في الضفة سيكون مآلها الفشل، وإن التنسيق الأمني أثبت فشله وأنه مجرد محاولة فاشلة لقمع المقاومة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات