الثلاثاء 13/مايو/2025

حملة الاعتقالات والإفراج عن الأسرى العشرين

إبراهيم المدهون
لا أحد ينكر أن سعادة الفلسطيني بتحرير أي أسير لا توازيها فرحة، ولهذا نرحب بأسرانا البواسل ونحتفي بهم ونقدر خروجهم ونبارك عودتهم سالمين الى اهاليهم. رغم أن خروجهم لم يكن بطريقة ترضي شعبنا وتطلعاته الوطنية، ففرحتنا اليوم منقوصة؛ حيث الثمن باهظ جدا والعدد المفرج عنهم قليل، فما زال هناك أكثر من 5 آلاف أسير في المعتقلات، يعانون الضيم، والإهمال من سلطة رام الله، فقد اثبتت السلطة أنها لا تفعل أي مجهود يذكر لإغلاق هذا الملف نهائيا.

أسوأ ما في مفاوضات الرئيس محمود عباس أنه يقدم تنازلات كبيرة بشكل مجاني ومسبق، ومن ثم ينتظر ما يمن به الصهاينة من فتات لا يسمن ولا يغني من جوع في مشوارنا التحرري، كما أن المفاوض تخلى عن جميع أوراق قوته الضاغطة فاجتث المقاومة وانهى تواجدها في الضفة، وحصر نفسه بخيار التذلل والتمسكن والتسول، لهذا اعتبرت صفقة العشرين نوعا من انواع الاستخفاف بشعبنا وحقوقه المشروعة، فبعد هذه المفاوضات والتنازلات وعمليات التنسيق الأمني والحفاظ على المستوطنات والمساعدة في حفظ امن العدو لم يخرج الا 26 أسيراً؟!

ومن استهزاء الاحتلال بهذه السلطة أنه قام قبيل الإفراج عن أبطالنا بحملة اعتقالات ومداهمات في طول الضفة الغربية وعرضها، اعتقل خلالها أضعاف العدد المفرج عنه؛ من نواب التشريعي وقيادات أكاديمية وطلاب وشباب فلسطيني ناشط. لم تثر هذه الاعتقالات المكثفة والمتواصلة أي اهتمام من سلطة عباس وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد، وأن من يتم اعتقالهم هم سكان ساحل العاج، فلم يصدر استنكارا ولم نسمع تصريحا واحدا ولو من باب ذر الرماد في العيون.

للأسف الشديد تعيش الضفة الغربية حالة استسلام غريبة وتسليم غير مفهوم أمام ما تفعله (إسرائيل) من مشاريع عدوانية. فكيف نتفهم هذه السلطة ونبرر لها افعالها وهي تقبل بالاعتقال والعدوان وقضم الأراضي والاستيطان وبناء الوحدات على الارض المحتلة عام 67، دون أي مقاومة حتى لو كانت سلمية أو دبلوماسية، وفوق هذا كله تنسق أمنيا بشكل مكشوف وعلني؟

حملة الاعتقالات المتواصلة خطيرة جدا. ولها أهداف سياسية وميدانية معقدة لتخريب الواقع في الضفة الغربية ومنع تعافي المقاومة، فهي تأتي في ظل المحاولات الفردية للمقاومة من قنص وطعن.

فالاحتلال لا يسمح لحركة حماس التقاط الانفاس في الضفة الغربية، ويقوم بحملات اعتقال واختطاف متواصل كل فترة وأخرى، فحماس في عرفه ترفض الاعتراف به وتقود المقاومة ولها تجارب مبتكرة في قتاله والإثخان في جيشه.

ومن المؤسف والمحزن أن الاحتلال (الإسرائيلي) يمارس بطشه وقتله واغتيالاته وحملات الاعتقال وابتلاع الأراضي وتهويدها وزيادة الاستيطان وتقسيم جغرافية الضفة من غير مقاومة، بسبب استراتيجية سلطة فتح في محاربة الحالة الثورية للشعب الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات