عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

غزة بين طبول الحرب وعزف الحصار

حسام الدجني
تصريحات صهيونية بدأت تدق طبول الحرب على غزة، وكأن غزة على موعد مع شهر ذي الحجة، حيث اندلعت حربا الفرقان وحجارة السجيل يوم 29 ذي الحجة، ويوافق 29 ذو الحجة لعام 2013م، يوم الثالث من نوفمبر، وهذا يدفع المراقب لطرح تساؤل حول دلالات يوم 29 ذي الحجة والذي يقابله في التقويم اليهودي…؟ وهل سنكون على موعد مع حرب جديدة في الثالث من نوفمبر….؟ لا أعتقد أن هناك ربطا بين اندلاع حربي الفرقان وحجارة السجيل يوم 29 ذي الحجة، وقد يكون ذلك من باب المصادفة، ومن يريد أن يحدد موعد الحرب لا يعلن عنها، وأضف إلى ذلك أن يوم الثالث من نوفمبر ستكون فلسطين على موعد مع ظواهر فلكية غريبة، وكسوف جزئي للشمس، وهذا قد يعطل سلاح الجو الذي تعتمد عليه (إسرائيل) بشكل رئيسي في عدوانها على قطاع غزة.

وفيما يتعلق بسيناريو اندلاع حرب جديدة تستهدف قطاع غزة، فإن لهذا السيناريو ما يؤكده وما ينفيه. أولاً: ما يؤكد اندلاع حرب على غزة بالأيام المقبلة 1- طبيعة المتغيرات التي تشهدها المنطقة وتحديداً التقارب الإيراني الأمريكي قد يدفع (إسرائيل) لإطلاق بالون اختبار لفحص النوايا الإيرانية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر ضرب قطاع غزة. 2- انشغال الإقليم بقضاياه وهمومه وصراعاته الداخلية يشكل فرصة سانحة (لإسرائيل) لتوجيه ضربة لقدرات المقاومة العسكرية بدون ردود أفعال من أي طرف، ولكن هذا سلاح ذو حدين فلا احد يعرف ردود أفعال الشعوب واتجاهاتها. 3- إن توجيه ضربة لغزة قد تحمل رسالة ترهيب للمفاوض الفلسطيني والسلطة الفلسطينية حول أي خيارات أخرى غير المفاوضات قد تفكر بها، وتحديداً بعد تلويح الوفد الفلسطيني المفاوض بتقديم استقالته للرئيس عباس. 4- الحرب على غزة من شأنها توحيد المجتمع الإسرائيلي خلف ائتلافه الحاكم. 5- رغبة (إسرائيل) بالحد من تطوير المقاومة لقدراتها وتكتيكاتها.

ثانياً: ما ينفي اندلاع حرب على غزة بالأيام المقبلة 1- حسابات (إسرائيل) الداخلية وجهوزيتها لرد المقاومة وقدرتها على التحمل. 2- لا أعتقد أن الإدارة الأمريكية قد تسمح بمزيد من التدهور الأمني بمنطقة الشرق الأوسط، والذي من شأنه أن يوقف المفاوضات التي تتم برعاية من جون كيري وزير خارجيتها. 3- (إسرائيل) كما عودتنا لا تقاتل عن احد، ومصالحها مقدمة على مصالح الآخرين، وان الحالة الفلسطينية مقبلة على صراعات داخلية كتمرد، أو تهديدات عسكرية من أطراف عربية ضد غزة، وفي حال تدخلت (إسرائيل) فإن ذلك سيخدم حماس أكثر مما يضرها.وقد تكون مدخلاً للوحدة الوطنية بين فتح وحماس، وهذا سيعطل الاستيطان والمفاوضات.

في ضوء ما سبق، فإن مؤشر اندلاع حرب من عدمه يتوقف بناء على مجريات الأحداث وتطورها. ففي حال شهدت الساحة الميدانية بغزة تطورات دراماتيكية في الساعات المقبلة فإن سيناريو الحرب سيكون اكبر، ولكن (إسرائيل) ستحاول تهدئة الأمور، وربما يتقاطع ذلك مع العديد من القوى الإقليمية والدولية التي تعمل على تهدئة منطقة الشرق الأوسط نظراً لتعطل مصالحها، وبذلك ستضغط على (إسرائيل) لتهدئة الميدان، وتبقى ورقة الحصار هي الورقة التي يتم الضغط بها على قطاع غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات