عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

من ينقذ حي القرمي بالقدس من الانهيار!

من ينقذ حي القرمي بالقدس من الانهيار!

“مش عارفين  ندرس يا أمي، بدي أنزل أدرس في الحارة لأنو أأمن من البيت، ممكن بكرا يطولوني من تحت الأنقاض”.. عبارات تتساقط كالطعنات في قلوب الأمهات اللواتي يعشن بعيدا عن أطفالهن  في حي القرمي بمدينة القدس المحتلة.

ومنذ أكثر من عام، تطالب العائلات الفلسطينية في حي القرمي -المهدد بالانهيار في أية لحظة- الجهات الرسمية المختصة بضرورة الإسراع في ترميم منازلها القديمة، لكن “لا حياة لمن تنادي”.

شكوك تدور في مخيلات أطفال بيت المقدس بسبب تصدعات في جدران منازلهم، أثرت بشكل كبير على مسيرتهم التعليمية وحالتهم النفسية.

وأجبرت هذه الحالة كثيرا من العائلات على الرحيل واستئجار منازل آمنة، بعيدا عن الحفريات  الصهيونية أسفل البلدة القديمة ومحيطها، فمجرد تفكير الأطفال بعدم ضمان حياتهم غدا هو سبب كاف لإقناع نفوسهم البريئة بمغادرة المكان في أسرع وقت ممكن.

حجم المعاناة
الحاجة ظريفة الجعبري (٧٨ عاما) والتي تسكن مع عائلتها المكونة من ١٣ فردا، تقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “لك أن تتخيل حجم المعاناة التي يعيشها أطفالنا داخل غرف المنزل، بعضهم ينام في المطبخ والآخر داخل الحمام وبعضهم يتجرأ على الخروج في منتصف الليل للنوم على كرسي أمام المنزل”.

أم حازم الشلالدة بدورها تقول إنّ نفسية أبنائها في الجامعات لا تختلف عن أطفال عائلة الجعبري، حيث لا يمكنهم التركيز بدراستهم ويفضلون المذاكرة في مكتبة الجامعة أكثر من المذاكرة أسفل سقف المنزل.

وأضافت الشلالدة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنها تعاني من أزمة في الصدر بسبب الرطوبة الشديدة في جدران المنزل، وتؤكد  أن التحرك الجدي من المسئولين والعرب سيبدأ عند انهيار أسقف المنازل وانتشالهم جثثا متعفنة من تحت الأنقاض.

حرمان من النوم
المقدسية أم فادي غانم، المسؤولة عن ١١ فردا، تصف كيف أن أطفالها باتوا محرومين من النوم بسبب هذا الأمر، مبينة كيف انعكس هذا الخوف بشكل تلقائي على دراستهم وحالتهم النفسية.

وتقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” “لا أعرف ماذا يأكلون في البيت المستأجر، وبماذا يفكرون، فالبكاء يصاحبهم في نومهم وبعيداً عن حضني الدافئ”.

يبدو أن ظلم بني صهيون وسكوت المسئولين، كتب على أطفال بيت المقدس ألا يكونوا كباقي أطفال العالم، فهم محرومين من أبسط حقوقهم، ألا وهو النوم، والذي يترتب عليه تأثيرات سلبية على المسيرة التعليمية، ليؤدي بنهاية المطاف إلى ارتفاع نسبة الجهل وانعدام الأمان داخل المنازل المقدسية”.

وتتساءل العائلات المقدسية في حي القرمي كل يوم: هل سيكفي دعم الجهات الرسمية لمدة ستة أشهر أم هو مجرد حل مؤقت لطمس معاناة أهل بيت المقدس وأطفالها الأبرياء.

يذكر أن حي القرمي الواقع  بالبلدة القديمة غربي المسجد الأقصى المبارك يتعرض لسياسة تهويد صهيونية عاتية، نتيجة الحفريات أسفل البلدة القديمة من القدس. 

وتنادي عشرات البيوت في حي القرمي المهدد بالانهيار، والذي يضم أكثر من 150 فردا يقطنون بداخله، الجهات المسؤولة بضرورة توفير الدعم المادي لتوفير الأمان في المنازل والعودة إلى بيوتهم كباقي أفراد العالم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...