تحليل.. اعتقالات الضفة لكتم نفس المقاومة وتضليل الجمهور الصهيوني

لم يكن إعلان الاحتلال الصهيوني عن اعتقال أكثر من 20 من نشطاء وكوادر ونواب حركة حماس حدثا منفصلا عما يجري في الضفة الغربية والكيان الصهيوني، فالضفة تشتعل في الآونة الأخيرة بعديد العمليات الموجهة ضد الاحتلال، والكيان يعيش أزمة معارضة الإفراجات الأخيرة ضمن صفقة المفاوضات مع السلطة.
وأعلن الاحتلال الصهيوني اعتقال 20 مواطنا فلسطينيا في أنحاء الضفّة الغربية المحتلة الليلة الماضية، طالت نوابا وطلبة جامعيين وقيادات بحركة حماس، وزعمت قوّات الاحتلال أنّ المعتقلين من المطلوبين للتحقيق.
وجاءت حملة الاعتقالات هذه قبل يوم واحد من إطلاق قوات الاحتلال سراح 26 أسيراً ضمن صفقة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، فيما يسمى بـ”حسن النوايا”، وفي خضم عمليات قنص وطعن ودهس، نفذها فلسطينيون بأنحاء الضفة في الأسابيع الأخيرة.
خنق المقاومة
أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية عبد الستار قاسم يرى أن شكا كبيرا راود الدوائر الأمنية الفلسطينية والصهيونية مؤخرا حول أن حماس ستنشط في مواجهة الاحتلال في الضفة الغربية، ما استدعى مثل هذه الحملة.
وقال في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “هذا الشك، الذي كان مصحوبا بجملة عمليات حدثت في الفترة الأخيرة، جعل هؤلاء يشنون حملة اعتقالات واسعة في صفوف الحركة”، معربا عن اعتقاده أن “الأيام القادمة ستشهد مزيدا من عمليات الاعتقال والتضييق”.
ولم يستبعد قاسم أن تكون الاعتقالات خطوة لتعمية الرأي العام الصهيوني عن إطلاق سراح عدد من الأسرى ضمن صفقة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، والذي أزعج جمهورا عريضا من الصهاينة.
لكنه قال: “الواضح أن الحكومة الصهيونية تركز على تكثيف الاستيطان بشكل كبير للتعمية عن إفراجات المفاوضات، وتعول على ذلك في إسكات “الإسرائيليين” بشكل أكبر، ولذلك أعلنوا أمس عن بناء 1700 وحدة استيطانية جديدة”.
وحول تأثير مثل هذه الخطوات الأمنية -التي تتم على مرأى ومسمع السلطة- على مسيرة المصالحة الفلسطينية التي تقول السلطة وحركة فتح إنهما حريصتان عليها، قال قاسم: “السلطة الفلسطينية متورطة ومنغمسة في التعامل مع المحتل الصهيوني، وحديثها عن المصالحة غير مقبول ولا أرضية له”.
تضليل الجمهور
من جهته، قال الناشط بقضية الأسرى، مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش إن الاحتلال الصهيوني يريد أن يصرف الرأي العام المحلي لديه عن الإفراجات التي قام بها ليقول له إنه يعتقل ويؤدي واجبه الأمني.
وأوضح الخفش في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام أنّ الاحتلال يرمي لامتصاص غضب الشعب الصهيوني من الإفراجات عبر اعتقال غير المفرج عنهم، كما أنها تأتي ضمن سياسة الاستهداف الكبير الذي تتعرض له حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة.
جدير بالذكر أن جدلا كبيرا دار ولازال في الكيان الصهيوني على المستوى الشعبي والرسمي، وفي دوائر وزارية وبرلمانية، بين تأييد ومعارضة الإفراج عن أسرى أمنيين فلسطينيين، قتلوا صهاينة، وسط احتجاجات متواصلة من ذوي الصهاينة المقتولين ضد هذه الإفراجات، التي تأتي ضمن صفقة المفاوضات مع السلطة.
ضرب تحركات حماس
من جانبه، عد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن حملة الاعتقالات بالضفة جاءت كعملية استباقية للاحتلال الصهيوني لضرب تحركات حركة حماس الجديدة في ضوء تعافيها في الضفة الغربية ولوقف أي عملية إعادة ترتيب لأوراقها ومؤسساتها، خصوصا أنها استهدفت قطاع الشباب النشط هذه الأيام.
كما تأتي هذه الحملة، بنظر المدهون الذي تحدث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” في ظل تصاعد المقاومة والعمليات الفردية من قنص وطعن وحالة التوجه العام للمقاومة، وقال: “أعتقد أن الاحتلال يوجه أصبع الاتهام لحماس كونها رأس حربة المقاومة”.
ويؤكد المدهون أن الاحتلال يحاول ألا يسمح لحركة حماس التقاط الأنفاس في الضفة الغربية، ويقوم بحملات اعتقال واختطاف متواصلة كل فترة وأخرى لذات الهدف.
ولا يرى أن الحملة بعيدة في أهدافها عن عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة المفاوضات، وذلك للتنغيص على السكان الفلسطينيين من جهة، ولإرسال رسائل داخلية للكيان أن الإفراج لن يؤثر على سياسة الاعتقال والاختطاف.
وقال: “للأسف، الاحتلال لا يجد أي رادع أو مقاومة وهو يسرح ويمرح في الضفة الغربية دون أن تقف في وجهه أي قوة، وهو يمارس هذه الاعتقالات برضا من سلطة فتح وبتنسيق معها، خصوصا أنها لا تعقب أو تستنكر أو تندد”.
يشار إلى أن اعتقالات الاحتلال الليلة الماضية تركزت في مدينة نابلس وطالت أكثر من 13 طالبا من جامعة النجاح الوطنية، من بينهم ممثل الكتلة الإسلامية أمجد بشكار والممثل السابق للكتلة عبد الرحمن اشتية، وعضوا مجلس اتحاد الطلبة عوني الشخشير، وأمير اشتية.
كما اعتقل الاحتلال عددا آخر من طلبة النجاح عرف من بينهم: كمال قتلوني، وأمير الطنبور، ومسعود الكوني، وعبد الله بني عودة، وعبد الرحمن بشتاوي، ومعاذ أبو بكر، وسمير أبو شعيب، وأنس غانم، وأنس رداد.
واعتقلت قوات الاحتلال من مدينة الخليل كلا من: النائب نزار رمضان، والنائب ماهر بدر، والقيادي في حركة حماس د. عدنان أبو تبانة، ومصعب قفيشة، ومصعب الزغير. ومن طوباس اعتقلت قدري بشارات، وباسم بني عودة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...