والد المهندس عياش: يحيى ما زال بيننا

“الشهداء لا يموتون، بل أحياء عند ربهم يرزقون، وروح يحيى لم تفارق المنزل منذ لحظة استشهاده عام 1996، وأشكر كل من اطمأن علي وسأل عني في مرضي، وبارك الله في  كل من يساعد أهالي الأسرى والشهداء والجرحى”.

 بهذه الكلمات يحدث ويستقبل والد الشهيد يحيى عياش الزوار من بلدة رافات وقرى وبلدات سلفيت وبقية مناطق الضفة الغربية المحتلة، الذين سارعوا للاطمئنان على صحته إثر وعكة صحية ألمت به فجأة.

وشكلت حالة مرض والد الشهيد نوعا من الوحدة وصفاء القلوب، حيث زاره الكثيرون من مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني من بلدة رافات وغيرها.

وعبر أحد أقارب الشهيد بالقول: “من بركات الشهيد يحيى أنه وحد فتح وحماس والجبهة والجهاد وكل الفصائل خلال مقاومته وفي عرس شهادته، وهو الآن يوحد الجميع بزيارة والده المريض كونه والد لشهيد قاوم المحتل ووحد الجميع تحت راية المقاومة التي تجمع ولا تفرق بعكس المفاوضات!”.

وبرغم حالة والد الشهيد المرضية إلا أنه كان يسارع بالترحاب واستقبال من يطمئن على صحته في مستشفى الوطني بمدينة نابلس، الذي مكث فيه لخمسة أيام متواصلة، وبكل من يزوره ويطمئن عليه في  منزله المتواضع ببلدة رافات غرب سلفيت؛ بعد أن تشافى بشكل جزئي من وعكته الصحية.

وتزين منزل عائلة الشهيد يحيى عياش صوره، وتزيده بهجة ووقارا، وشعور لا يوصف بعظمة منزلة الشهداء، ويخيل للمرء أن منزله سيكون يشبه القصر الواسع لعظم مكانة الشهيد يحيى؛ إلا أنك تفاجأ بمنزل متواضع وعادي كبقية منازل أهالي بلدة رافات وقرى سلفيت.

وتحدث والد يحيى عن حادثة استشهاد الشاب محمد عاصي التي وقعت فجر اليوم الثلاثاء قرب رام الله، حيث قال: “ولدي يحيى كان يحتمي بالكهوف أحيانا، كما احتمى الشهيد عاصي رحمه الله”، وكان لا يقيم فيها كثيرا، بل يبدلها بين حين وآخر، والشهيد عاصي وكل الشهداء أكرم  منا جميعا وربنا يرحمهم ويدخلهم الجنة مع الأنبياء والصديقين”.

وعن الوضع الصحي لوالد الشهيد؛ يقول نجله مرعي إن والده تعرض فجأة إلى أزمة صدرية وضيق في التنفس، وتبين بعد تصوير الأشعة في المستشفى الوطني أنه يعاني من التهابات في الصدر والرئتين والتهابات في مجرى البول، وأن وضعه الآن بحمد الله مستقر ويتشافى من مرضه.

ويشد الزائر طيبة وحسن استقبال عائلة الشهيد، فوالدته ترى فيها الطيبة وعظم الأخلاق، وحسن وعظم ما أنجبت من بطل همام دوخ الصهاينة، حيث تسارع لإكرام الضيوف والاطمئنان عليهم وعلى أحوالهم.