إشادة واسعة بخطاب هنية ودعوات لاستثماره

لاقت كلمة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أمس السبت (19-10) التي تناولت الحديث عن المقاومة والمصالحة والثوابت ترحيبا وإشادة فصائلية وشعبية واسعة، وسط دعوات لاستثماره من أجل إنهاء الانقسام بشكل عاجل وتوحيد الجسم السياسي الفلسطيني.
ودعا هنية في خطاب ألقاه صباح أمس بمناسبة الذكرى الثانية لصفقة “وفاء الأحرار” رئيس سلطة رام الله محمود عباس إلى سرعة تشكيل الحكومة الفلسطينية بناء على الاتفاقات الموقعة بين حركتي فتح وحماس، والبحث العملي في تطبيق اتفاقيات المصالحة في سقف زمني محدد وتحديد موعد لإجراء الانتخابات.
وقال سفيان أبو زايدة، وهو أحد قيادات حركة فتح إنه رأى في خطاب هنية بعض العناصر الإيجابية التي يمكن البناء عليها، والحديث هنا حول ما يتعلق بالمصالحة وإنهاء الانقسام.
وأضاف في تصريح له عبر صفحته على “فيسبوك” إنه بالمقارنة مع الخطابات الأخرى لم يكن هناك أي شروط مسبقة لتنفيذ اتفاق المصالحة مثل ضرورة تنفيذ الاتفاقات رزمة واحدة أو ضرورة تهيئة الأجواء أو وقف التنسيق الأمني، وفق تقديره.
كما أشار إلى أن الخطاب تضمن دعوة صريحة لتنفيذ اتفاقي القاهرة والدوحة دون أي تحفظ وشروط، وقال: “هذا ما كنا نطالب به نحن دائما”.
وعد أنها المرة الأولى التي تتحدث فيها حماس بشكل صريح عن إجراء الانتخابات دون أي تحفظ، داعيا رئيس سلطة رام الله محمود عباس للبدء فورا بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية دون أن يضيف أي كلمة أو جملة من شأنها أن تفسر على أنها شروط أو قيود على من سيقف على رأس هذه الحكومة أو تركيبتها.
ودعت حركة حماس حركة فتح إلى اغتنام الفرصة، وإتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام، عقب خطاب هنية.
وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في تصريح له إن “خطاب هنية تميز بالمسؤولية الوطنية، وندعو حركة فتح إلى اغتنام الفرصة والتقاط الإشارات الإيجابية في هذا الخطاب”.
من جهته طالب رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رئيس السلطة لاستثمار خطاب هنية والدعوة إلى حوار وطني جدي وإنهاء الانقسام.
وقال مهنا خلال تصريح صحفي إن خطاب هنية كان إيجابيا وتحدث فيه عن قضايا هامة أهمها النضال ضد الاحتلال حتى تحرير الأرض الفلسطينية المحتلة.
وشدد مهنا على ضرورة تطوير ما جاء في خطاب هنية، مؤكداً أن الشعبية ستعمل خلال الفترة المقبلة للالتقاء بالفصائل لتنفيذ ما قاله هنية.
بدوره، دعا مسؤول الدائرة الثقافية المركزية في الجبهة الشعبية غازي الصوراني إلى ضرورة تداعي كافة الفصائل الوطنية لحوار جدي وقراءة موضوعية لموقف حركة حماس من المصالحة، كما قدمه هنية.
وقال الصوراني في تصريحات له اليوم الأحد (20-10)، أذاعها القسم الإعلامي للجبهة الشعبية: “بالرغم من تحفظنا على اتفاقات مكة والقاهرة، إلا أنه ينبغي البناء على المنطلقات الإيجابية التي وردت في خطاب هنية لإنهاء هذه الحالة الانقسامية التي باتت عقبة كأداء تحول دون تحقيق أي من أهداف شعبنا التحررية أو الديمقراطية”.
كما رحبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بخطاب هنية، مؤكدة أنه يحتاج لترجمة فورية على الأرض.
جاء ذلك خلال لقاء صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة مع هنية في غزة مساء السبت (19-10)، حيث رحب زيدان بالأفكار الواردة في خطاب هنية حول المصالحة الفلسطينية.
من جانبها، رحبت حركة الجهاد الإسلامي على لسان القيادي فيها أحمد المدلل بخطاب هنية، ووصفه بالشامل والإيجابي.
وأوضح في تصريح له أن غياب قيادات الحركة عن حضور الخطاب لم يكن متعمدًا، بل كان بسبب أخطاء فنية في عملية توزيع الدعوات.
من جهته، قال رئيس الهيئة الإدارية لشبكة المنظمات الأهلية محسن أبو رمضان إن الخطاب كان ينقصه دعوة عباس لزيارة غزة لتطبيق مصالحة تاريخية على الأرض.
وأضاف في تصريح له إن هذه المصالحة تستوجب التوقف عن الحملات الإعلامية المتبادلة والمناكفات السياسية والتوقف عن انتهاك الحريات الديمقراطية والضغط الأمني والاقتصادي كمقدمة لتحقيق المصالحة.
بدوره، عد الإعلامي عماد الإفرنجي أن خطاب هنية تميز بالهدوء والثقة والشمولية، ويمكن وصفه بالخطاب الوطني المسؤول؛ الذي جاء في مرحلة اتسمت بالملابسات والاتهامات والتشويه وحرف البوصلة.
وأضاف: “يلحظ المراقب بوضوح أن هنية تحدث بلغة وطنية شفافة بعيدة عن التوتر والتشنج، أو الشعور بالضغط أو الأزمة نتيجة التغيرات في الإقليم، ورفضه لأي ابتزاز وتمسكه بالقضايا الوطنية الكبرى التي تتمثل الثوابت”.
وقال: “الخطاب لم يكن خبريًا، بل أوضح مواقف حماس وسياساتها الإستراتيجية التي لم تتغير، وانحيازها للمبادئ لا المصالح- وهو ما دفعت ثمنه غاليًا جدًا، وأعجبني الرجل في ثقاته الستة وهي: الثقة بالله أولًا، ثم بشعبنا والمقاومة والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم وأخيرا الثقة بحماس ومشروعها الوطني الجهادي”.
من جانبه، وصف القيادي في حركة حماس حسين أبو كويك خطاب هنية بأنه “خطاب قائد وشامل”، مؤكدا أن “الكرة الآن في ملعب قيادة السلطة بالضفة وحركة فتح”.
بدروها، انتقدت النائب عن كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس في المجلس التشريعي سميرة الحلايقة رد حركة فتح على خطاب هنية، مؤكدة أن رد قيادات فتح حول الخطاب “معروف سلفا”.
من جهته، دعا النائب إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية بالداخل الفلسطيني المحتل قيادة حركة فتح وحكومة رام الله إلى الاستجابة الفورية لدعوة هنية والشروع في تنفيذ الخطوات العملية نحو إتمام المصالحة الفلسطينية.
وقال في بيان صحفي وصل “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة عنه: “ما من شك في أن خطاب هنية قد جاء في وقته المناسب حاملا مضمونا شخَّص من خلاله الواقع الفلسطيني الإقليمي والعالمي كما هو بلا تهويل ولا تهوين”، مؤكدا على أن: “الفرصة مواتية الآن وليس غدا إن كانت هنالك إرادة حقيقية لدى السلطة في رام الله، لأن تنطلق مسيرة المصالحة بعيدا عن كل محاولات التشويه”.
بدوره، وصف وزير الأسرى الأسبق المهندس وصفي قبها خطاب هنية بالشامل والجامع، معتبرا أن توقيته يحمل الكثير من المعاني والدلالات من حيث الاهتمام بملف الأسرى والطريق الأقصر لنيل حريتهم من خلال توضيح ركائز التمكين والنصر للصفقة.
وقال في تصريح صحفي إن هنية تمكن بحكمته وحنكته وشعوره العالي بالمسؤولية من تشخيص الواقع والحالة الفلسطينية بدقة ووضع العلاجات المطلوبة لكل القضايا المطروحة من خلال ترسيم وتحديد إطار المساحات المشتركة لكل مكونات الشعب الفلسطيني والتي تلقى إجماعاً وطنياً.
وفي خضم هذه الإشادة الواسعة، ردت حركة فتح على دعوة هنية للمصالحة الوطنية باتهامه أنه: “ينفذ التعليمات الأمريكية التي صدرت بتعطيل المصالحة”.
وقال الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف في تصريح متلفز ظهر السبت إنّ خطاب هنية لم يأت بشيء جديد، واعتبره مخيبا لآمال جزء كبير من أبناء الشعب الفلسطيني.
وأكد عساف على موقف فتح المتمسك والملتزم بكل الاتفاقيات الموقعة، مضيفا “الذي تهرب من الاتفاقيات ولم يوقعها هو السيد هنية، وتحديدا قيادة حماس في غزة”.
وكان هنية قال في خطابه إن: “المصالحة لم تتحقق والوحدة الوطنية لم تنجز، بسبب الفيتو الأمريكي والتخريب الصهيوني، وكلما اقتربنا من الحل افتتح الأمريكان مشاريع سياسية جديدة لثني الأخوة في حركة فتح عن مواصلة تطبيق المصالحة، وكان آخر هذه المشاريع المفاوضات؛ التي دعا لها كيري واشترط لها وقف إجراءات المصالحة”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...