سقط القناع

هيرش أعاد ما قاله له هيكل في لقاء جمع بينهما في محاضرة لهيرش في الجامعة الأميركية في القاهرة. خلاصة ما قاله هيكل لهيرش يومها يمكن جمعه في نقطتين:
١- لا يوجد في مصر غير الإخوان والجيش يمكن أن يحكما مصر ، وبقية القوى تبع لهما.
٢- إن الجيش غارق في الفساد وفي السياسة، وإن الإخوان هم الوحيدون الذين يمكنهم أن يفرضوا على العالم نهضة مصر ومواقفها الجديدة ، وعلى الجيش أن يسلم لهم بالحكم.
سيمون هيرش الذي استذكر كلام هيكل هذا، واستذكر صداقته التاريخية معه، غاظه أنه صديق لرجل بلا مبادئ، وبلا مصداقية؟! لأنه وجد هيكل الذي ينتقد فساد العسكر، وينتقد تدخلهم في السياسة، ينضم إلى العسكر، ويؤيد تدخلهم السافر في السياسة، ويزين لهم الانقلاب على الديمقراطية ، وعلى الدولة المدنية.
هيرش حاول أن يعاتب هيكل على مواقفه المتناقضة على التليفون، ولكن هيكل أغلق هواتفه، فاضطر هيرش ) العنيد) كما يصف نفسه ، إلى تبكيته، وقطع الصداقة معه ، على صفحات الجرائد، وفي وسائل الإعلام الأخرى ، قائلا له : لقد سقط القناع، وافتح هواتفك فلن يتصل بك أحد بعد الآن؟! كاشفاً في مقاله القصير عن العار الذي اكتساه هيكل بتخليه عن المبادئ، وعن المصداقية.
سيمون هيرش ليس إخوانيًّا، وليس عربيًّا ولا مسلماً، ولكنه رجل حر، وإنسان، وصاحب مبدأ، لذا تجده يغضب حين تنتهك هذه المبادئ، ويزداد غضبًا حين اكتشف أن هيكل يكذب، ويخادع، ويخون الصداقة والمبدأ ، لذا قرر وضع النقاط على الحروف في مقال تبكيتي قلما يلجأ إليه أمثال هيرش من كتاب الغرب، ولكن يبدو أن صدمة هيرش بهيكل كانت أكبر من أن يتحملها ، وأن يسكت عنها، فأطلق العنان لقلمه، وألجم هيكل وأخرسه..
ما كان صادماً لهيرش لم يكن صادماً لنا في الساحة العربية التي تعرف هيكل من عام ١٩٥٤ و ١٩٦٧م ، فهو عند العلامة محمد الجوادي ( فيلسوف الهزيمة( ، وهو ( فيلسوف الانقلاب).
هيكل يحمل في نفسه كراهية تاريخية للإخوان ، وقد أفنى قلمه في تبرير قمع عبد الناصر لهم، وقد دأب على تبرير هزيمة عبد الناصر وتخلف مصر بإلقاء التهم على الآخرين ، ولم تسمع له كلمة واحدة في إنصاف الشعب المصري من حاكمه، ولأن من حكموا بعد عبد الناصر كانوا يعرفونه حق المعرفة ، وجدتهم يلقونه على هامش الحياة، إذ لم تعد له أقنعة يستتر بها أمامهم.
ليس ثمة قناع لهيكل في العالم العربي ، أو قل عند جل المهتمين في العالم العربي، حتى يسقط الآن؟!! وربما كان في إحراق الجماهير الغاضبة لـ “فيلته” علامة على سقوط القناع ، فكثير الكلام وتلوينه لم يعد قادراً على خداع الجماهير ، التي تحب الإسلام ، وتحترم الإخوان، وتنحني إجلالاً للحرية وللمبادئ الإنسانية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: قرار برلمان بروكسل تمكين للعدالة الدولية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة حماس بقرار برلمان بروكسل مطالب الحكومة الفيدرالية بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية...

القسام يشتبك مع قوة صهيونية ويجهز على سائق آلية عسكرية شرقي غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، الاشتباك مع قوة هندسة صهيونية، والإجهاز على سائق آلية...

470 ألف فلسطيني بغزة قد يواجهون جوعاً كارثياً من المرحلة الخامسة حتى سبتمبر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رجح تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن يواجه 470 ألف شخص في قطاع غزة، جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة...

شهيد بقصف مسيّرة إسرائيليّة دراجة نارية في جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخص، اليوم الثلاثاء، إثر قصف من مسيّرة إسرائيليّة على بلدة حولا جنوبيّ لبنان، في استمرار للخروقات...

الصحة تعلن ارتفاع عدد ضحايا الإبادة بغزة إلى 52908 شهداء
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52908 شهداء و119721 مصابا منذ 7 أكتوبر/...

أمن السلطة يقتل الشاب رامي زهران في مخيم الفارعة
طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام قتلت عناصر أمن السلطة، الشاب رامي زهران بإطلاق نار مباشر -اليوم الثلاثاء- في مخيم الفارعة شمال الضفة الغربية....

الأمم المتحدة: عدد الوجبات اليومية المقدمة في غزة تراجع بنسبة 70%
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن عدد الوجبات اليومية المقدمة للفلسطينيين في قطاع غزة انخفض هذا...