عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

مشروب الجِعَة لتحرير فلسطين

د.فايز أبو شمالة
كنت سأكتب عن الأضحية في العيد، ودلالتها المعنوية، والعلاقة بين الأضحية في العيد وتضحية الأسرى الفلسطينيين بسنوات عمرهم في سجون الاحتلال، وكنت سأناشد في مقالي علماء المسلمين في قطاع غزة أن يجتهدوا في الرأي، بحيث يوائموا بين وضع الناس المعيشي وطريقتهم المتعبة في التضحية، التي تقوم على اشتراك كل سبعة في عجل، يتقاسمون حصص اللحم، قبل أن يوزعوه على الأرحام والفقراء، ثم تخزين بعضه في الثلاجات عدة أسابيع، رغم خطر انقطاع الكهرباء، واحتمال فساد اللحم؛ إن الحالة الاقتصادية التي تميز سكان غزة من بقية أرض المسلمين لتفرض على العلماء الاجتهاد في شأن الأضحية، والتفتيش عن بدائل لا تنقص الشعائر حقها.

لقد توقفت عن الاسترسال في موضوع الأضحية في العيد عندما قرأت خبراً في صحيفة (معاريف) يتحدث عن غضب اليهود، واحتراقهم على شرفهم الذي أريق في أحد فنادق مدينة رام الله، واستنكارهم ممارسة الشباب الفلسطينيين الجنس مع الشابات اليهوديات، غضب اليهود لشرف اليهوديات اللائي سكرن، بعد أن شربن الجعة الفلسطينية، فضاع شرفهن اليهودي بين الرقص والطرب في أحضان الشباب الفلسطينيين المتحفز لغزو اليهود، والانتصار عليهم، ولو في ساحات شرب الجعة، والجِعَةُ لمن لا يعرفها من العرب والمسلمين هي البيرة: وهي مشروب كحولي، يشرب في أي وقت، ويعد من أشهر وأقدم المشروبات الكحولية في العالم، وثالث أكثر المشروبات استهلاكًا بعد الماء والشاي.

لقد اجتمع الفلسطينيون المغتصبون مع اليهود الغاصبين في حفلة طرب ورقص حول كأس من الجعة، ولما سكر معظمهم سياسيّاً، جرت مياه الجنس في العروق، لتقدم الدليل على التعايش السلمي، والارتياح النفسي القائم على طاولة المفاوضات، وتقدم البينة العملية على أن السلام الاقتصادي الذي يطرحه نتانياهو قد وجد طريقه المفتوحة إلى قلب المفاوض الفلسطيني، الذي ترعى سلطته كل أشكال التعايش.
ولتأكيد نجاح فكرة السلام الاقتصادي بين اليهود وبعض الفلسطينيين في الضفة الغربية؛ فقد تزايد عدد الفلسطينيين الذي يعملون في سوق العمل الإسرائيلية حتى وصل إلى سبعين ألف عامل، 70 ألف شاب فلسطيني يتنقلون بين المصانع وورش العمل الإسرائيلية، وهذا العدد يذكرنا بمن كان يعمل في أراضي الـ(48) قبل انتفاضة الأقصى سنة 2000م.

إن غضب اليهود المتدينين من حزب (شاس) لشرف اليهوديات الذي طعنه الفلسطينيون في مهرجان رام الله الثالث لشرب البيرة “أكتوبر (فست)” ليرجع بذاكرة الفلسطينيين إلى ما بعد هزيمة سنة 1967م، حين سحق جيش الاحتلال قادة الجيوش العربية، وقتها نجحت بعض العاهرات اليهوديات في جذب الشباب العرب الفلسطينيين لممارسة الجنس معهن على قارعة الطريق الساحلية، وذلك بارتداء ملابس المجندات اليهوديات، فكان العربي يزهو بنفسه، ويفتخر، وهو ينتقم لشرف الجيوش العربية المهزومة.

في لحظة صفاء روحي قال الدكتور كمال الأسطل: “لقد صدقت الثورة الفلسطينية حين رفعت شعار: “ومن نصر إلى نصر، وإنها لثورة حتى النصر”؛ فالذي كانت تقصده الثورة الفلسطينية بالنصر هو الوصول إلى حي النصر في مدينة غزة، وقد وصلت فعلاً إلى حي النصر بعد توقيع اتفاقية (أوسلو) سنة 1994م”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...