الإثنين 24/يونيو/2024

رزقة: خطاب هام لهنية خلال أيام يتناول الوضع الداخلي والإقليمي

رزقة: خطاب هام لهنية خلال أيام يتناول الوضع الداخلي والإقليمي

كشف المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني في غزة، الدكتور يوسف رزقة، أن رئيس الوزراء إسماعيل هنية من المقرر أن يلقي خطابًا هامًّا إلى الشعب الفلسطيني خلال الأيام المقبلة يتناول فيه قضايا ذات ارتباط بالشأن الداخلي وأخرى مرتبطة بالوضع الإقليمي.

وقال رزقة في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام”: “من حيث المبدأ سيخاطب رئيس الوزراء الشعب الفلسطيني والأهل في غزة والضفة الغربية على وجه التحديد، خلال أيام قليلة قادمة وربما قبيل العيد”.

ورفض إطلاق وصف تاريخي على الخطاب، ولكنه وصفه بالخطاب الهام من حيث المضمون والتوقيت، لافتًا إلى أنه سيتناول موقف الحكومة وموقف حماس ويجلي الحقائق ويحدد المسؤوليات.

وحرص على عدم الكشف عن تفاصيل الخطاب، ولكنه أوضح أنه سيكون كاشفًا للحقائق ويتناول السياسات العامة التي تتعلق بالشأن الداخلي والشأن الإقليمي في ظل حالة الارتباك التي أصابت الربيع العربي.

وقال إن الخطاب سيوضح بعض النقاط المهمة التي تتعلق بالوضع الفلسطيني بشكل عام وسيركز على الهجمة الصهيونية الجديدة على المسجد الأقصى كي يستنفر الأمة كي تقوم بواجباتها إزاء هذه الهجمة الخطيرة.

وبشأن دعوة هنية للشراكة في حكم غزة، أوضح رزقة أن هذه في جوهرها ليست جديدة وليست وليدة الظرف الحالي أو نتاج أزمة أو ضعف نتيجة التغيرات في مصر، عارضًا بالتفصيل موقف الفصائل منها.

وأكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء أن حماس والحكومة بغزة ليست مأزومة في ضوء التغيرات الأخيرة في مصر، مشيرًا إلى أن  الوضع الفلسطيني برمته ليس في الحالة الطبيعية.

وقال: “الضفة حالها السياسي والأمني والاقتصادي ليس أحسن حالاً من غزة.. كلنا في الهم سواء، وقد يكون الاحتلال المباشر أشد وطأة من أثر الحصار على غزة، خاصة في ظل هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف القدس بالتهويد والضفة بالاستيطان وخلق وقائع جديدة”.

وإلى نص الحوار:

* ما حقيقة وجود خطاب مرتقب لرئيس الوزراء إسماعيل هنية؟
– من حيث المبدأ سيخاطب رئيس الوزراء الشعب الفلسطيني والأهل في غزة والضفة الغربية على وجه التحديد، خلال أيام قليلة قادمة وربما قبيل العيد.

* يصف البعض الخطاب بأنه تاريخي، ما هي دلالات ذلك من حيث الزمان والمضمون؟
– لا أفضل استخدام هذه المصطلحات (التاريخي) ولكنه خطاب مهم في توقيت مهم ويشرح وضعا قائما والناس على اطلاع بهذا الواقع ولكنهم يريدون سماع الموقف.. موقف الحكومة وموقف حماس، وبالتالي فالتوقيت مهم أيضًا، فقد مرت أشهر عديدة ولم يخرج فيها رئيس الوزراء بخطاب إلى الناس ليجلي الحقائق ويحدد المسؤوليات.

* نعلم أنه لا يمكن الكشف عن مضمون الخطاب التفصيلي ولكن ما هي أهم المحاور التي سيتناولها؟
– الخطاب سيكون كاشفا للحقائق ويتناول السياسات العامة التي تتعلق بالشأن الداخلي والشأن الإقليمي في ظل حالة الإرتباك التي أصابت الربيع العربي. كما أن اللقاء سيوضح بعض النقاط المهمة التي تتعلق بالوضع الفلسطيني بشكل عام وسيركز على الهجمة الصهيونية الجديدة على المسجد الأقصى كي يستنفر الأمة كي تقوم بواجباتها إزاء هذه الهجمة الخطيرة.

* كانت مؤخرًا دعوة من رئيس الوزراء إسماعيل هنية للفصائل والمستقلين للشراكة في إدارة حكم غزة، إلى أين وصلت الأمور وما هو موقف الفصائل في ظل إعلان بعضها رفضهم هذه الشراكة وربطها بالمصالحة أو قضايا أخرى؟
– كان هناك لقاء بالأمس بمشاركة الفصائل دعت له وزارة التخطيط وتحدثنا في هذا الموضوع، ومن المهم أن نوضح أن هذه الدعوة لشراكة الوطنية لإدارة قطاع غزة، في جوهرها ليست جديدة وليست وليدة الظرف الحالي أو نتاج أزمة أو ضعف نتيجة التغيرات في مصر.

هذه الدعوة في الواقع هي تجديد للدعوة التي أطلقت عام 2006م، لأول مرة بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية، وهي الدعوة التي لم تنجح حينها لأسباب شرحت سابقًا. وجدد رئيس الوزراء دعوته مرة ثانية في ٢٠٠٩م بعد الصمود في حرب الفرقان، وكانت ترجمة لشكر واجب للشعب والفصائل، ولم تحقق الدعوة غايتها لأسباب ظاهرها الانقسام، وسقف أوسلو. ثم جاء التجديد للمرة الثالثة في ٢٠١٣م بعد الارتباك الذي ضرب الربيع العربي والدول العربية الأخرى، الأمر الذي اقتضى تحصين الساحة الفلسطينية من الارتباك والتدخلات الخارجية، وانطلاقًا من رؤية مسؤولة خاصة عندما تشعر حماس أن الظرف يحتاج إلى تحمل الجميع مسؤولياتهم، وبالمناسبة الدعوة هي عامة وتشمل الجميع بما في ذلك حركة فتح.

على أية حال، في ضوء تجديد الدعوة، التقت حماس بفصائل العمل الوطنية والإسلامية، وأسفرت اللقاءات عن تبادل مفيد للأفكار، وعن بعض الأنشطة والفعاليات المشتركة، ومنها بيان مشترك ومؤتمر صحفي يرفض عودة رئيس السلطة إلى المفاوضات ويشرح للرأي العام وجوه الخطر والضرر في هذه العودة، وتنظيم بعض الفعاليات المشتركة حول القدس والمفاوضات، ولكن لم تصل الأطراف إلى تقدم حقيقي في ملف الشراكة في الحكومة وفي تحمل المسئولية السياسية.

* ولكن هناك من فسر هذه الدعوة بأنها انطلقت من واقع ضعف؟
– ما طرحه رئيس الوزراء حول الشراكة لم ينطلق من حالة ضعف، أو من حالة أزمة،  بل من إحساس عال بالمسئولية الوطنية، في ظرف فلسطيني مرتبك بسبب قرار منفرد لرئيس لرئيس السلطة بالعودة للمفاوضات، خلافًا للإجماع الوطني، وفي ظرف عربي مضطرب ومقبل على تغيرات منظورة وغير منظورة.

* وماذا عن رفض الفصائل وتبريراتها؟
– الفصائل بعضها رفضت، بدعوى أن الشراكة تكرس الانقسام، وهناك من يعتبرها خضوع لاتفاق أوسلو ويبرر الرفض بهذا الاتفاق سيئ الذكر. وبتقديرنا فإن ربط الشراكة بتكريس الانقسام أمر غير واقعي؛ فلقد شاركت الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب، وغيرهما في حكومة الضفة ولم تكرس مشاركتهم الانقسام، ولم تخفف منه أيضًا، أما أوسلو فقد حطمها الاحتلال وحتى عباس يقول إنه لم يبق من هذه الاتفاقية إلا الاسم. وحماس ضد أوسلو من حيث المبدأ والعمل، ففعل المقاومة هو مناقض لأوسلو؛ لذلك نأمل من الإخوة ألا يضعوا قيود ذاتية أو تاريخية أو الارتباطات الخاصة بمنظمة التحرير عليهم، وأن يخرجوا ويبحثوا في الآليات التي توسع من مساحات العمل المشترك وألا نبقى أسرى الانقسام وشماعته.

* في ضوء تغيرات مصر، تبدو تصريحات حركة فتح في الآونة الأخيرة بشأن غزة وحماس انتهازية وتتعامل بمنطق أن الحركة الإسلامية والحكومة في ورطة وأزمة خانقة كيف تردون على هذا الكلام؟
– هذا ما حاولنا توضيحه.. حماس ليست مأزومة وغزة ليست مأزومة. الوضع الفلسطيني برمته ليس في الحالة الطبيعية. والضفة حالها السياسي والأمني والاقتصادي ليس أحسن حالاً من غزة كلنا في الهم سواء، وقد يكون الاحتلال المباشر أشد وطأة من أثر الحصار على غزة، خاصة في ظل هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف القدس بالتهويد والضفة بالاستيطان وخلق وقائع جديدة.

ومن المهم الإشارة إلى أن الارتباك الحاصل لا يقتصر على الساحة المصرية بل المنطقة بأسرها، كما أن حالة الارتباك والاضطراب لا تخص الإخوان المسلمين، ولا تخص التيار الإسلامي فحسب، فالمسألة أكبر من ذلك بكثير، وهذا يمكن إدراكه والوقوف عليه بدقة حين نعرف موقف “إسرائيل” وأميركا ودول الغرب، إضافة إلى أتباع هذه الدول من المواطنين الفاسدين ومكونات الطابور الخامس.

* ولكنهم يعتبرون ما جرى في مصر خسارة كبيرة لحماس ويبدون سعادة كبيرة بما تحقق؟
– هناك سذاجة في التعامل مع هذا الموضوع، فملفنا في حماس وفتح والجبهات والجهاد هو ملف تحرير، فإذا كانت فتح تخلت عن التحرير تكون سعيدة بتغيرات حصلت وفي ظلها زادت حالة التناغم مع “إسرائيل”. أعجب ممن يبدي سعادة وفرحًا لواقع وحالة ارتباك يمكن أن تؤخر فكرة التحرير سنوات وربما عقود.. أستغرب أن شخصًا يريد تحرير فلسطين ويقدم شكرًا لعمل يؤخر هذا التحرير ويربكه. وفي المجمل يمكن القول إن القراءة التي ترى فيما حدث لمصر على أنها خسارة لحركة حماس، هي قراءة خاطئة،  وقراءة شامتة، وخارج الإطار الوطني الشامل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات