الإثنين 12/مايو/2025

قراءة صهيونية في عودة مسلسل العمليات الأخيرة

قراءة صهيونية في عودة مسلسل العمليات الأخيرة

إن احباط عملية رجال حماس في المجمع التجاري ماميلا في القدس التي كتب عنها، عاد ليشير الى قدرات “الشاباك” على الاحباط. إن الكشف عن العملية يؤكد جوانب تنفيذية حاسمة بالنسبة لأمننا أهمها إسهام جدار الأمن المحكم الاغلاق. فليس من العجب أن يسمي منتقدو هذا الجدار المنقذ للحياة هذا الجدار “جدار الفصل العنصري” أو “جدار الابرتهايد”، لأنه يفصل بين الأحياء والأموات. ومما يفرحنا أننا في جانب الأحياء.

لماذا توجد عملية الآن؟ إنها جيدة دائما بالنسبة لحماس التي تسوء حالها. فقد تدهورت شعبية المنظمة الى الحضيض بعد استكبار ورفض وقح لكل اقتراح مصالحة وطنية حتى من كبار الزعماء العرب، مع السلطة الفلسطينية. وقد دمر الجيش المصري بيوت رفح في الجانب المصري من محور فيلادلفيا ودمر وأغلق أكثر الأنفاق التي كانت تمد حكومة حماس بالسلاح والمال والوقود والغذاء، وأغلق ممر رفح.

تعرف مصر السيسي حماس بأنها معاونة على العمليات الاسلامية الموجهة عليها من سيناء وتتهمها ايضا بالتعرض للمركز المصري في غزة. وتركيا مشغولة بسوريا. وقد أغلقت ايران وسوريا وحزب الله في وجه المنظمة منذ كان التمرد على الأسد، وتزن السلطة الفلسطينية أن توقف تحويل الأجور الى الموظفين في غزة.

إن حماس التي ساءت حالها تضطر في المدة الأخيرة الى الاتجاه الى أبو مازن والعاملين معه كي يجهدوا في مصر في الافراج عن ناسها المعتقلين. وفي الاثناء تحترق المنطقة وتحشر حماس في زاوية وتقوى السلطة الفلسطينية وتجري اتصالات مع اسرائيل، وعلى ذلك فان الورقة التقليدية التي بقيت في يد حماس هي صواريخ القسام.

يقول المثل العربي: “ألف إم تبكي ولا إمي”. أجل إن وجود الجدار يجعل الأمور صعبة على الفلسطينيين الذين يشتكون من أن مساره يشير الى الاتجاه العام لحل الصراع، مع السلام أو بغيره: نحن هنا وهم هناك. ويرى فلسطينيون كثيرون هذا الجدار “السور الحديدي” الذي يضع حدا لأحلام تحرير فلسطين وإغراقها بملايين اللاجئين أو إغراقنا بدم عمليات المنظمات.

يحتج الفلسطينيون ودعائيو اليسار في العالم على الجدار الأمني الذي يفصل بين شحنات الموت الناسفة وبين السكان اليهود الذين يشتهون الحياة. إن الجدار الأمني يجعل الامور صعبة على مخططي العمليات ويشغلهم بالحياة اليومية لأن المسلحين يتحركون نتاج مسار الحركة الذي يمليه في المحاور الطولية للضفة الغربية، ولذلك يقيم الجيش الاسرائيلي حواجز في الشوارع للكشف عن المسلحين وشحناتهم ويعاني السكان الفلسطينيون ايضا. وهذا صعب، لكن أصعب من ذلك تحمل بكاء أمهات قتل أبناؤهن.

ولما كانت “خلايا القتل” لا تستطيع أن تدخل نحو الغرب، فانها تستعين بـ “مخربي الأطراف”. ويستعمل لهذه الغاية مواطنو شرقي القدس الفلسطينيون، فالمنظمات تختار القدس باعتبارها منطقة الاتصال المباشر بنا وبسبب معناها الرمزي بصفتها عاصمة اسرائيل، واستغلالها للميول القومية عند مواطني شرقي القدس الفلسطينيين الذين توجد معهم بطاقات هوية زرقاء.

تحاول حماس الآن في وضعها الصعب بواسطة العمليات أن تعيد بناء مكانتها وتشهد على وجودها، وأن تحدث عداوة بين الفلسطينيين ويهود المدينة وأن تمنعهم من الاندماج في حياتها. غير أن أكثر الفلسطينيين في القدس لا يعاونون على العمليات.

ويقول كثيرون علنا إن عندهم الكثير مما يخسرون قياسا بالدول العربية وبالمناطق الفلسطينية، ومع ذلك ورغم وسائل الاحباط توجد اخفاقات ايضا.إن احباط العملية في القدس يذكر بمقالة شريرة نشرت في الآونة الاخيرة في صحيفة “صهيونية” معروفة اشتكى فيها الكاتب من أن “الذراع السياسية” الاسرائيلية لا تنسق مع “الذراع العسكرية”.

وكتب أنه في الوقت الذي تجري فيه وزيرة الخارجية تفاوضا مع الفلسطينيين على الخصوص تنفذ أذرع اسرائيل العسكرية اعتقالات تفشل ذلك. وقد كان يقصد الى أن يعرض اسرائيل على أنها منظمة اخرى ذات ذراع عسكرية وسياسية، وعرض عدم التنسيق بأنه نابع من البلادة أو ميل آثم. إن المشكلة هي أن حماس ومنظمات الرفض تحدث عمليات حينما تستطيع ذلك خاصة لافشال تفاوض سياسي.

يسرائيل اليوم، 8/10/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات