الأحد 11/مايو/2025

المواطن وائل أبو سعدة.. ضحية تشديد حصار غزة

المواطن وائل أبو سعدة..  ضحية تشديد حصار غزة

عادت الأمور إلى عهدها القريب بالنسبة للمرضى من قطاع غزة أصحاب الحاجات الملحة في السفر، حيث يقف في وجههم إغلاق المعابر وتصاعد وتيرة الحصار في الشهور القليلة الماضية.

وبدأت وسائل الإعلام تنقل بين يوم وآخر أنباء وفاة مرضى بسبب الحصار، وشح المواد الطبية ورفض السلطات المصرية تنقل المرضى عبر معبر رفح، لاستكمال العلاج أو إجراء عمليات جراحية عاجلة.

وتحمل قصة المواطن وائل عبد الجواد أبو سعدة (40 عاما) من مخيم البريج الذي كان آخر ضحايا المنع، جانبين من الألم؛ رفض وزارة الصحة برام الله تغطية نفقات علاجه الباهظة في الأردن، ورفض السلطات المصرية السماح له بالسفر عبر معبر رفح.

خمسة أبناء:

يتلقى حسن الابن البكر للمواطن وائل العزاء في والده متجرعاً ألم الفراق بعد سنوات من المرض والمعاناة التي عاشها والده في كنف الأسرة الصغيرة، وكبر هو على صورته يتنقل بين الأطباء والمستشفيات وعربات الإسعاف.

يقول حسن (17 عاما) إن والده يعاني من عدم انتظام في ضربات القلب منذ سنة 2003، ما اضطره لإجراء أكثر من عملية، زرعوا له خلالها جهاز منظم ضربات القلب في المستشفى العسكري الأردني.

يجاهد لحبس دمعة تحاول شق طريقها على خده، ويضيف: “آخر أيامه كان تعبان كثيرا وكان دائماً يسعى للسفر وكل 50 أو 60 يوما يقع على الأرض، ونأخذه للمستشفى ثم يتعالج ويعود للبيت”.

عاد حسن من مدرسته يوم الاثنين الماضي ورأى والده قرب البيت فهرع لمصافحته ولم يتبادلا الحديث مكتفيين بتبادل النظرات، قبل أن يذهب وائل مع أحد أصدقائه لشأن ما ويغيب عن عيني حسن للأبد.

ويتابع: “لم أره بعدها حتى توفي في نفس الليلة، والآن أنا أمام مسئولية كبيرة بعد موته فأنا أكبر أولاده.. ماذا أقول عن منعه من السفر؟! حسبنا الله ونعم الوكيل في من كان السبب في ما حصل”.

تكاليف باهظة:

قبل وفاته بلحظات كان وائل بصحبة زملائه من ضباط الشرطة القضائية، يقومون بواجب العزاء لأقارب أحد زملائه، فشعر بضيق تنفس مفاجئ وسقط ميتاً قبل أن يعود للبيت.
أكثر من تابع حكاية مرضه هو ابن عمه أحمد الذي رافقه طوال رحلاته العلاجية السابقة في الأردن، حيث تجمعهما صداقة حميمة علاوة على صلة القرابة والجوار في مخيم البريج.

يقول أحمد إنه شهد معه عملية زرع جهاز منظم ضربات القلب سنة 2005، وقد أخبره الأطباء بضرورة تغييره بعد سنوات لا تزيد عن خمس لكن الإجراءات الروتينية ورفض “حكومة” رام الله تغطية نفقات علاجه الباهظة تسببا في مأساته.

ويضيف: “علاجه يكلف كثيراً وقد رفضوا تغطية نفقاته ولم نترك أي مسئول ولا صاحب قرار إلا وزرناه لنحل هذه المشكلة، لكن دون جدوى ثم حاولنا أن نعالجه في مصر فلم نتمكن حتى مرت الأيام ومات بين أيدينا!” .

وكان وائل في أيامه الأخيرة يعجز عن المشي عشرات الأمتار يضطر خلالها لأخد عدة استراحات؛ فجسده المنهك بالمرض لم يكن يحتمل أي جهد حسب ما يقول أشقاؤه.

وترك وائل خلفه خمسة أبناء أكبرهم في السابعة عشرة من عمره وأصغرهم طفلة لم تجاوز السنتين مسجلاً رقماً إضافياً في ضحايا الحصار الذي عاد هذه المرة بقسوة أكبر من سابقاتها في السنوات الماضية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات