الإثنين 08/يوليو/2024

تحليل: المارد الضفاوي تململ ولن يتراجع

تحليل: المارد الضفاوي تململ ولن يتراجع


لم يكن الحراك الجماهيري الشعبي والعسكري المتصاعد في الضفة الغربية محض صدفة أو حدثا خارج إطار التوقعات، فصلف الاحتلال وتنامي عدوانه بحق كافة مكونات الشعب الفلسطيني، وإصرار السلطة الفلسطينية على اللعب بورقة المفاوضات العبثية، دفعا المارد المقاوم للتململ من جديد.

 
ووفقا لمحللين تحدثا لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، فإن المارد المقاوم أيقن أن مزيدا من السكوت على جرائم الاحتلال في الضفة الغربية يعني مزيدا من التهويد وتفريغ الأرض والاستيطان والقتل والتدمير والتشريد، الأمر الذي يدفع باتجاه العمل من جديد لإثبات واقع آخر رغم أنف الاحتلال.
 
وشهدت الضفة الغربية المحتلة خلال الأسابيع الأخيرة عدة عمليات ضد جنود جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه، من ضمنها حادثي قتل لجندي صهيوني في قلقيلية وآخر في الخليل، بالإضافة إلى حراك شعبي واسع تطور إلى دعوات للنفير العام والمواجهة مع الاحتلال عند نقاط التماس.
 
مفاوضات دفعت للتغيير

 ويقول الكاتب والمحلل المختص بالشأن الصهيوني أحمد سعيد: “واضح أن المفاوضات بين السلطة والاحتلال غير مبنية على أي أسس، وبات الكيان الصهيوني يستغلها لتحقيق مآربه على الأرض”.
 
وأضاف في حديث خاص لمراسلنا “الاستيطان يتصاعد بأكبر شكل شهده الكيان الصهيوني، والمواطن الفلسطيني في الضفة لا يجد للمفاوضات أي انعكاس على وضعه، تضييق الخناق مستمر، الحواجز تقطع أوصال الضفة، التهويد يستمر في الضفة والقدس، بعد كل ذلك من الطبيعي أن نشهد عمليات وهبة واشتعال شرارة المقاومة في الضفة”.
 
كما اعتبر أن لامبالاة السلطة الفلسطينية لما يجري على الأرض وإصرارها على المضي قدما في مسيرة المفاوضات جعل المقاومة تتحدث اليوم، مشيرا إلى أن “هذا الحراك المقاوم يمكن أن يتطور ويتقدم في حال رفعت السلطة يدها عنه، وفي حال أوقفت الأجهزة الأمنية ممارساتها بحق المقاومين من كل الفصائل”.
 
ودعا سعيد السلطة الفلسطينية إلى ضرورة أن تدرك أن الكيان الصهيوني يستغل الوقت لتحقق أهدافه على الأرض، وليجعل السلام أمرا مستحيلا، “على السلطة أن تفهم أنه يجب مقاومة الاحتلال وليس التفاوض معه، ألا يرون أن قادة التفاوض أنفسهم باتوا يتحدثون عن أن المفاوضات أصبحت مجرد جلسات لالتقاط الصور وأن لا نية للكيان للتقدم بأي ملف”.
 
وقال: “على السلطة أن تدرك أن أي حراك شعبي أو عسكري بالضفة سيحقق أهداف الشعب الفلسطيني، لأن التجربة أكدت أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة البنادق، وكنس الاحتلال من غزة خير دليل على ذلك”.
 
لغة استعلاء صهيونية

 وحول تعامل الاحتلال مع الفلسطينيين في حال تصاعد وتيرة المقاومة بالضفة، قال سعيد: “لغة الاحتلال في التعامل مع مثل هذه المواقف لغة استعلاء واستكبار، لو استمرت المقاومة سيزيد الكيان الصهيوني من ضغوطه على المواطنين وعلى المقاومة وسيمارس القتل بكل أشكاله، ولنا في ذلك سابق تجربة”.
 
وختم بالقول: “الآن الوضع مختلف، المفاوضات أصبحت مكشوفة مفضوحة، فصائل في المنظمة باتت تتحدث بكل قوة أن المفاوضات تضييع وقت، وأطراف من فتح باتوا موقنين أن المفاوضات عبث، وقوة الحراك يتوقف على موقف السلطة التي تنتشر لمنع أي عمل عسكري وفق رؤية الرئيس محمود عباس”.
 
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون إن الحراك المقاوم في الضفة اليوم “هو حراك قوي وتململ له ما بعده،  ويشبه ما قبل الثورات الفلسطينية، وإن اتسمت عملياته حتى اللحظة بالارتجالية والفردية”.
 
لكن، برأي المدهون متحدثا لمراسلنا، ما تشهده الضفة من حالة سخط شديد على الواقع السياسي والأمني والاقتصادي، وما تبثه النخب والمجموعات الشبابية من قلق على المشروع الوطني في ضوء عجز السلطة وفشلها في حماية شعبها وأرضها؛  يعطي انطباعا أننا على أعتاب انفجار لبركان في أي لحظة”.
 
السلطة تعيق الانتفاضة

 وأشار إلى أن “سلطة فتح هي المعيق الوحيد للانتفاضة الكبرى، وما دون ذلك كل الظروف مهيأة ومجهزة لاندلاع انتفاضة أكبر وأعظم، فآلية التنسيق الأمني وقتل الروح من الداخل فقط ما يمنع وثبة الشعب وإكمال مسيرة الانتفاضات الكبرى”.
 
ويرى الكاتب المدهون أن “السلطة ستنهار إن استمرت تعاند رغبة شعبها في الثورة في ضوء فشلها سياسيا واقتصاديا ووطنيا”.
 
وأعرب عن اعتقاده أن “الشعب الفلسطيني مبدع ويفاجئ العدو كل مرة بأسلوب وطريقة جديدة في الثورة، فإن كانت انتفاضة 87 كانت بالحجارة، فإن انتفاضة الأقصى 2000 كانت مسلحة، واليوم هناك آليات كثيرة يمكن لشعبنا التعبير عنها، أهمها الحشود الجماهيرية المليونية الكبرى السلمية، أو العمل العسكري المركز في الأراضي المحتلة عام 67 أو الدمج بينهما”.
 
مفاوضات لتغطية الجريمة

 وبشأن المفاوضات وتأثيرها على الوضع القائم قال المدهون: “المفاوضات ملهاة للشعب الفلسطيني وتأتي لشرعنة تهويد الضفة وبناء المستوطنات وإكمال المشروع الصهيوني وإحكامه على الأراضي في الضفة والقدس”.
 
ولهذا -كما يقول- المفاوضات مهمتها إعطاء مساحة لإكمال عمل الصهاينة ولترويض الثورة وتأخيرها حتى انتهاء المحتل من إكمال تحقيق أهدافه المرسومة من تهويد القدس والأغوار وبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات