السبت 10/مايو/2025

خلافات عميقة داخل الحكومة الصهيونية حول المفاوضات

خلافات عميقة داخل الحكومة الصهيونية حول المفاوضات

ترأست وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيبي ليفني وفد المفاوضات مع الفلسطينيين، وأكدت انها استؤنفت في «اجواء ايجابية» بعد توقف استمر 3 سنوات، وفي تصريح أكدت ليفني بعد مأدبة اقامها في واشنطن وزير الخارجية الاميركي كيري وشارك فيها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ان «الاجواء ايجابية». وأضافت ان «كل المواضيع مطروحة، لكننا قررنا الا يخرج الى العلن ما نقوله في قاعة المناقشات».

وأشارت ليفني ايضاً الى ان المفاوضات لم تستأنف «لتلبية مطلب الولايات المتحدة انما لأن استئنافها مفيد للطرفين». لكنها أقرت مرة اخرى بوجود خلافات عميقة داخل الحكومة الاسرائيلية، وقالت ليفني «ثمة وزراء لا يريدون التوصل الى اتفاق وطرح فكرة الدولتين، ووزراء آخرون غير مبالين لكنهم يأملون في الا تسفر المفاوضات عن نتيجة، وأعضاء آخرون في الحكومة يريدون الوصول الى نهاية النزاع».

وكانت ليفني تلمح في المقام الاول الى وزراء الجناح المتشدد من «ليكود»، حزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء حزب «البيت اليهودي» القومي المتشدد الذين يرفضون اقامة دولة فلسطينية. ولمحت ليفني بعد ذلك الى حزب «يش عتيد» (يمين الوسط) الذي يتزعمه يئير لابيد وزير المال الذي لا يعتبر حتى الآن ان عملية السلام اولوية.

وأوردت ليفني أن ‘رفع الأيدي استسلاما، لا يعد خيارا بالنسبة لإسرائيل، وان مكانة إسرائيل على الحلبة الدولية وحالتها الاقتصادية والأمنية مرتبطتان بفرص حل النزاع، وقالت لنظيرها الفلسطيني “أستطيع أن أطمئنك الى انه في هذه المفاوضات، لا ننوي التجادل حول الماضي، ولكن ايجاد حلول واتخاذ قرارات للمستقبل”.

وقالت ليفني انه في الماضي وخلال سنوات من الفشل “لم نكمل مهمتنا”، مضيفة ان جهود كيري أعطتهم فرصة جديدة لا يمكن لأي من الجانبين “إضاعتها”
.
كما سعى مسؤولون اسرائيليون لخفض مستوى التوقعات في المحادثات التمهيدية الجارية في واشنطن بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، في حين هاجم مسؤولون آخرون الرئيس محمود عباس، واعتبروه معاديا لما يسمى “السامية”، ونقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” في موقعها على الانترنت، عن مسؤول اسرائيلي قوله، إنه “في الأشهر التسعة المقبلة، ستكون محادثات ومفاوضات، وسيكون اطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وضغوط أميركية وأوروبية، ولكن لن ينتج عن تلك المفاوضات أي شيء، لأن أبو مازن لا يريد شيئا، وإنما فقط أن يأخذ ويأخذ من إسرائيل مجانا، دون أن يقدم شيئا”.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أفيغدور ليبرمان، ومعه وزير الاقتصاد نفتالي بينيت، طالبا بتكثيف الحملة الإعلامية ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بزعم انه “معاد للسامية”، مستذكرين رسالة الدكتوراة لمحمود عباس، التي قام فيها بنفي وقوع المحرقة حسب زعمهم، وحتى أنهم أشاروا الى صورة غلاف الكتاب الذي اصدره عباس، وفيه رسم للصليب المعقوف مع النجمة السداسية. واشتكى بينيت في حديث للإذاعة ذاتها، من أن الرئيس عباس الذي تفاوضه اسرائيل قال في اليومين الأخيرين، إنه في اطار الحل النهائي لن يكون أي اسرائيلي على أراضي الدولة الفلسطينية.

وقد لوحظ أن اليمين المتطرف، بمن في ذلك وزراء ونواب في الائتلاف الحكومي، يصعد من معارضته للمفاوضات وينوي مرافقتها بحملات تحريض شرسة، ضد الفلسطينيين. فقال عوزي لانداو، وزير البنى التحتية، إن «إسرائيل رضخت لإملاءات كيري وقبلت العودة للمفاوضات وفقا للشروط الفلسطينية المسبقة». وتساءل: «ما الحكمة في الذهاب إلى مفاوضات من دون تنازلات فلسطينية؟ لماذا تكون التنازلات من طرفنا فقط؟». ودعا نتنياهو إلى إعادة النظر أو على الأقل التوجه للرئيس الفلسطيني بمطالب تبين إن كان مستعدا لتقديم تنازلات.

وقال أفيغدور لبرمان، رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية وزعيم حزب اليهود الروس «إسرائيل بيتنا»، إن الرئيس الفلسطيني رجل معاد للسلام ولليهود. وأضاف خلال كلمة له في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) إنه حصل مؤخرا على الكتاب الذي أصدره محمود عباس في سنوات الثمانين ويتضمن أطروحته للدكتوراه في جامعة موسكو: «هذا هو الكتاب وفيه ينكر عباس وقوع المحرقة النازية لليهود ويشكك في عدد القتلى اليهود ويرفض تصديق الرواية التاريخية التي تؤكد أن النازيين استخدموا أفران الغاز في إبادة خصومهم، خصوصا اليهود منهم، وبهذا يبرر عمليا للنازية جرائمها».

القناة العبرية الأولى، 27/8/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات