لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير

ما يجري في مصر هو محاولة لاستنساخ تجربة عبد الناصر، ونسي من رسم سيناريو التعامل مع الحركة الإسلامية وفي مقدمتها الإخوان المسلمون أن الزمان تغير، وأن الأمر لم يقتصر بعد على الإخوان، كما أن الشهود باتوا كثرا في ظل تكنولوجيا المعلومات التي تكشف بالصوت والصورة، والتعليق على كل شاردة وواردة؛ أي أن هؤلاء المُستنسخين لعهد عبد الناصر مفضوحون على الملأ، كما أن زمن عبد الناصر لم يكن فيه الشعب المصري على ما هو عليه من وعي وانتشار للوعي الإسلامي رغم أن الشعب مسلم بالفطرة ولكنه كان مبهورا بالثورة التي قادها الضباط الأحرار وسرقها عبد الناصر من أصحابها الحقيقيين تماما كما تُسرق اليوم الثورة المصرية على يد قادة الانقلاب والمارقين المسترزقين المتسلقين للوصول الى الحكم حتى لو كان على جثث الشهداء ودماء الجرحى وخراب البلاد.
ما يجري اليوم في مصر ظاهره العذاب والخوف وباطنه فيه الخير؛ لأن سلمية التيار الإسلامي ومواجهته بالبطش والقتل والاعتقال دون مقاومة أو اشتباك أو غير ذلك من الأمور التي كان يتمناها قتلة الشعب المصري ومؤيدوهم في الساحة السياسية المصرية، سوف تقف بالمرصاد لمحاولة شيطنة الحركة الإسلامية ووصمها بالإرهاب وستدفع الشعب المصري المسلم بطبعة وسجيته الرافض للعلمانية وتطرفها والعسكر وجبروتهم وظلمهم، وأذكر ما ذكره العارفون في مصر ما فعل المصري الريفي الطيب مع قساوسة جاءوا للتبشير وبعد أن جمعوا الناس ووعدوهم بالهدايا والأموال وشرقوا وغربوا مع الناس ثم استأذنوا لإحضار الهدايا والمال، ويبدو أن الناس استطالوا غيابهم وهم في حالة صمت وكأن على رأسهم الطير. خرج من بينهم من وقف وقال ( وحِدُوه ) وكانت لحظة خروج القساوسة للناس فقال أحدهم ( من ساعات الصباح ونحن نتحدث ونشرح ونعد ونُمني، وفي لحظات قليلة تعودوا إلى طبيعتكم؛ قوموا وانصرفوا )، هذا هو الشعب المصري المسلم.
لا خوف على التيار الإسلامي، و لا على الإخوان المسلمين وما هذا الذي يجري ما هو إلا أذى وإن اشتد، فهذه مرحلة لابد منها مرحلة يمكن أن نطلق عليها مرحلة المفاصلة؛ إما أبيض وإما أسود ولا وجود للمساحة الرمادية، فالمرحلة مرحلة تمحيص، مرحلة حق وباطل، وهو ليس صراعا على سلطة أو حكم ولكنه صراع على الهوية والعقيدة ، صراع على هوية مصر عربية وإسلاميتها السمحة في مواجهة من يريدون أخذ مصر بعيدا عن هويتها ودينها.
سيعود لمصر وجهها الحقيقي وستعود مصر لتكون الدولة القوية القائدة والرائدة صاحبة الإرادة وسيحفظ الله مصر أرضا وشعبا وسيحصد الظالمون الندم والخيبة وسيصدق فيهم قول الله تعالى ” وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” وعلينا أن نؤمن بقول الله تعالى ” ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”، النصر حليف المؤمنين، “ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا” وربما يقول قائل: هم أيضا مسلمون، ونقول: من يقتل الركع السجود ويقتل شعبه بهذه الطريق عليه علامات استفهام خاصة لو علمنا أن من قتلوا عثمان رضي الله عنه كانوا مسلمين أيضاً!.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...