الإثنين 12/مايو/2025

معبر إيرز والتبعية في العقلية الفتحاوية

إبراهيم المدهون
لا أحد ينكر أن سلطة فتح تقوم بعمل دؤوب لإبقاء معبر رفح مغلقا في وجه أهالي قطاع غزة، وتسعى جاهدة في كل مرة لتشديد الحصار بهدف إفشال مشروع المقاومة، الذي أثبت نجاحه وقوته في كسر الكثير من الأنماط التي فرضتها هذه السلطة على الشعب الفلسطيني.

فهذه السلطة قامت أساسا على مبدأ المقايضة مع المحتل، حيث ألزمت نفسها باتفاقيات سياسية واقتصادية مذلة لشعبنا، ومقيدة لحركته تزيد من احتلاله واضطهاده وتَحُول دون استقلاله وحريته، في مقابل الحفاظ على وجودها وامتيازات قادتها ونفوذهم، وإبقاء سطوة المحتل ومساعدته والتنسيق معه والرضوخ لإرادته.

لا أستبعد أن يكون إغلاق معبر رفح بتنسيق وطلب من الرئيس عباس نفسه لدى الإدارة المصرية الجديدة، لإجبار غزة على استخدام المعابر الاسرائيلية بدلا من هذا المعبر المستقل، فيظهر عجز المقاومة التي لا تتحاور مع الاحتلال إلا كجهة معادية يجب محاربتها واجتثاثها.

سلطة فتح الآن تسرب نيتها لعقد اتفاقات جديدة مع الاحتلال لفتح معبر إيرز أمام أهالي غزة، وذلك لتبرير إغلاق معبر رفح من جهة بوجود بدائل، ولحشر الأهالي في الزاوية الإسرائيلية، فقد ذكر الإعلام الفتحاوي أنه تم التوصل الى اتفاق مع سلطات الاحتلال يقضي بفتح معبر بيت حانون (إيريز) شمال قطاع غزة بشكل مؤقت، أمام سفر الفلسطينيين. وأن قوات الاحتلال ستسمح بسفر الفلسطينيين عن طريق بطاقة الهوية الشخصية وجواز السفر وأن الفلسطينيين بعد عبورهم المنفذ سيتوجهون إلى أريحا ومنها إلى الأردن.

هذه الاخبار وتسريبها تدل على مدى تدني تفكير هذه السلطة وجرأتها في اعلان ما هو غير وطني دون خجل أو وجل، متجاهلة حاجة الاحتلال لهذه الخطوة للإطباق على المقاومة، وتسهيل عمليات الاعتقال، وتجنيد العملاء لصالحه عبر ابتزازهم، وزيادة سطوة المحتل وانتقامه من غزة وأهلها.

الشعب الفلسطيني يرفض هذا النوع من الانتهازية الخائبة، ولا يستسلم لهذه الخطوات الفاشلة، فنحن في حرب ضد التبعية التي تريد فرضها حركة فتح وسلطتها على شعبنا، وفي المقابل مقاومتنا قادرة على مواجهة التحديات ولا يمكن لها ان تعود خطوة واحدة للوراء، فمن ذاق طعم الحرية والاستقلال لا يتنازل عنها مهما كلفه من أمر.

لو أرادت سلطة فتح خيرا لقامت باستنكار اغلاق معبر رفح، ولطالبت الإدارة المصرية بسرعة فتحه وتسهيل حركته، ولدعمت المطالبة بافتتاح ميناء غزة البحري، إلا أنها تثبت مرة أخرى انها سلطة تعيش وتقتات من جراء تبعيتها للاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات