عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

تقدير صهيوني: حماس تُقلق الكيان أكثر بعد فقدانها رعاية مصر

تقدير صهيوني: حماس تُقلق الكيان أكثر بعد فقدانها رعاية مصر

قالت الإذاعة العبرية الرسمية باللغة العبرية في تقرير خاصٍ لها إن حماس اضطرت منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في سورية ضد بشار الأسد، إلى فك ارتباطها لوجيستيا وماليا وأمنيا وجغرافيا بدمشق ثم بطهران لا سيما بعد استهداف جيش الأسد الفلسطينيين في سورية الأمر الذي أربك قادة حماس فلسطينيًا واضطر بهم إلى مغادرة العاصمة السورية بحثًاعن بديل عنها.

وبحسب التقرير فإنه منذ ثورة 25 يناير 2011 في مصر التي أطاحت بالرئيس مبارك وأوصلت محمد مرسي والإخوان المسلمين للحكم لجأت حركة حماس ولا سيما قياداتها في قطاع غزة إلى الاعتماد أكثر وأكثر على النظام المصري الاخواني الجديد بديلاً عن دمشق وطهران وذلك لعلاقاتها التنظيمية والأيديولوجية مع جماعة الاخوان المسلمين في مصر.

ومضت الإذاعة قائلةً إن شهر العسل القصير بين حماس والقاهرة قد تحطم قبل ثورة 30 حزيران (يونيو)، في عهد مصر مرسي الاخواني، وكانت الشرارة الأولى لانهيار العلاقة بين الحركة ومصر انطلقت في في 5 آب (اغسطس) من العام الماضي عندما تعرضت نقطة تفتيش مصرية في رفح لهجوم مسلح أودى بحياة 16 جنديا وضابطا مصريًا.

السلطات المصرية لم تتردد في توجيه أصبع الاتهام إلى حركة حماس بعد تحقيقات طويلة. النتيجة كانت تراجع شعبية حماس في الشارع المصري وعودة الجيش المصري وبقوة وبتنسيق مع إسرائيل إلى شبه جزيرة سيناء التي فقدت القاهرة خلال السنوات الماضية السيطرة على بشكل شبه مطلق لصالح جهات بدوية وفلسطينية وجهادية.

وتابع أن عملية (عامود السحاب) الإسرائيلية ضد حركة حماس في غزة في منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أربكت محمد مرسي والقيادات الاخوانية في مصر وخيرتهم بين التزاماتهم التنظيمية والإيديولوجية مع حركة حماس في غزة من جهة وبين استمرار القاهرة ما بعد مبارك في الاعتماد بشكل شبه كامل على الجيش المصري أمنيًا وعلى واشنطن اقتصاديًا وعسكريا، النتيجة كانت تبنى مرسي موقفًا معتدلاً نسبيا من إسرائيل ومن الحرب في غزة مطالبا بالاستقرار الأمني في منطقة القطاع.

وبحسب الإذاعة، فإن عهد مرسي (وربما ليس بفضل مرسي وإنما رغمه) وخلافًا للتوقعات المتشائمة التي سبقت ثورة 25 يناير، لم يشهد انهيار العلاقات بين القاهرة وإسرائيل: نظام مرسي منح نوعًا من الشرعية الاخوانية الضمنية لمعاهدة السلام الإسرائيلية المصرية. كما شهد عهد مرسي توسيع عملية تدمير الأنفاق على الحدود المصرية مع قطاع غزة وتكثيف الحرب ضد الجهات الإرهابية في سيناء.

وأوضح التقرير العبري أن ثورة 30 يونيو التي تصفها جماعة الإخوان المسلمين بانقلاب عسكري وجهت ضربة قاسية للعلاقات بين القاهرة وحركة حماس في غزة، وإذا شكل مرسي عقبة أمام سعي الجيش المصري إلى إطلاق عملية شاملة وفعالة في شمال سيناء لمكافحة تدمير أنفاق تهريب الأسلحة والمسلحين بين مصر وقطاع غزة، فإن المشهد المصري ما بعد مرسي يبدو كأنه حرب شبه مفتوحة بين الجيش المصري وحركة حماس.

ولفت التقرير إلى أن قائد الجيش الثالث الميداني المصري اللواء أسامة عسكر اتهم هذا كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس بإرسال صواريخ غراد إلى جماعة الاخوان المسلمين في القاهرة بهدف استخدامها في هجمات إرهابية ضد الشعب المصري، مشيرًا إلى أن الصواريخ التي تم ضبطها في منطقة السويس هي من النوع الذي يمتلكه الجناح العسكري لحماس.

إلى ذلك، تابعت الإذاعة، منحت إسرائيل الضوء الأخضر هذا الأسبوع للجيش المصري لإرسال كتيبتين إضافيتين إلى شمال سيناء والذي كان خرقًا متفقًا عليه بين الجانبين لمعاهدة السلام، بهدف تعزيز القدرات العسكرية المصرية لمكافحة المسلحين في شبه الجزيرة.

ورأت الإذاعة العبرية أن انهيار العلاقة بين حركة حماس والقيادة المصرية في مرحلة ما بعد مرسي يثير بعض التساؤلات وفي مقدمتها: هل تكون إسرائيل مستفيدة بالفعل من تدهور العلاقة بين غزة والقاهرة ولاسيما في الجبهة الجنوبية على حدودها مع قطاع غزة وعلى الحدود الإسرائيلية المصرية أم أن سقوط مرسي والحكم الاخواني في مصر سيؤدي بالعكس إلى تكثيف الأعمال المسلحة من جانب المتحالفين مع الإخوان المسلمين في مصر في شبه جزيرة سيناء وفي القطاع وعلى الحدود مع إسرائيل؟

والسؤال الثاني: هل سيكون رئيس السلطة محمود عباس (وربما أيضا حركة فتح) المستفيد الرئيسي فلسطينيًا من تدهور العلاقة بين قيادة حماس والقاهرة؟ وكيف سينعكس سقوط الإخوان (المؤقت على الأقل) في مصر على مكانة تيار الإسلام السياسي برمته في الساحة الفلسطينية؟

وثالثًا: هل ستكون مسيرة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين من ضمن المستفيدين من مرحلة ما بعد مرسي وتدهور العلاقة بين القاهرة وغزة، لا سيما أن حماس وتحت رعاية سورية وإيرانية كانت من ابرز المعارضين والمعرقلين للسلام الإسرائيلي الفلسطيني.

ورابعًا: هل ستستفيد جهات فلسطينية أخرى في القطاع، مثل تنظيم الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية من أزمة حماس لتعزيز موقعها في غزة.

خامسًا: هل ستحاول دول عربية وإقليمية (قطر؟ تركيا؟) الاستفادة من الأزمة الراهنة بين القاهرة وحركة حماس في محاولة لتعزيز دورها بشكل أو بآخر على الساحة الفلسطينية وربما في محاولة لمنح حماس الرعاية الإقليمية والعربية التي فقدتها على خلفية الأزمة في سورية وثورة 30 يونيو في مصر؟

وخلص تقرير الإذاعة العبرية إلى القول إنه لا بد من الإشارة أخيرا إلى هشاشة الأوضاع في مصر في مرحلة ما بعد مرسي غداة ثورة 30 يونيو: جماعة الإخوان المسلمين ليست بصدد التنازل طوعًا عن السلطة التي حصلت عليها في أول انتخابات ديمقراطية في تاريخ مصر، الأوضاع في سيناء وعلى الحدود المصرية الحمساوية والمصرية الإسرائيلية مرشحة للتصعيد في الفترة القادمة، والتطورات المقبلة قد تنعكس على العلاقة بين القاهرة وحركة حماس بشكل أو بآخر، على حد تعبيرها.

الإذاعة العبرية، 21/8/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...