الثلاثاء 13/مايو/2025

نعم..غزة إقليم متمرد

إياد ابراهيم القرا
الخطوات التي يعد لها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمشاركة خلية الأزمة التي تجهز للانقضاض على غزة، والتأخير الذي تم مرتبطان بافتضاح الصورة فيما يحدث في مصر ومآل الانقلاب بمصر باعتباره رديف السلطة الفلسطينية.

ما تعد له السلطة في رام الله ضد غزة سيكون له انعكاس خطير على المواطنين ومحاولة جديدة من السلطة لإرباك الحكومة في غزة اعتقاداً منهم أن ذلك سيحقق ما قد سعوا له على مدار سبع سنوات وهو إثارة الجمهور ضدها وتحقيق ما أصبح يسمى بالانقلاب.

خيارات التخريب التي تعدها السلطة في رام الله تحمل العصا والجزرة، وتعاني في ذات الوقت من الاختيار وتتقدم خطوة وتتراجع أخرى في حالة إرباك ينبئ بفشلها، فإن كان الأول بضخ هائل للأموال لمناصريها وعناصرها وقد بدأت في ذلك فعلاً لكن وقعت تحت سيف السرقات لتلك الأموال من قبل الوسطاء ثم من قبل قيادات فتح مما استدعى تشكيل لجان تحقيق عدة في مصير تلك الأموال، التي لم يتم صرف إلا جزء يسير منها على بعض النشاطات.

الخيار الثاني أن تستخدم السلطة من خلال بعض قيادات وعناصر فتح خيار تفعيل إعلان قطاع غزة إقليماً متمرداًالذي صدر سابقاً من كافة المصادر المالية المرتبطة برواتب موظفي السلطة من رام الله، وذلك اعتقاداً منهم أنه يمكن أن يكون أداة ضغط على الحكومة في غزة.

استخدام أي أسلوب منهما يحتاج لغطاء من بعض الدول العربية التي تناصر الانقلاب ضمن سياسة عامة تواجه القوى الإسلامية والمقاومة بإعادة الأنظمة القمعية للحكم سواء حكم مبارك في مصر أو حكم فرقة الموت في غزة.

الإرباك الذي يواجه السلطة في اتخاد أي من القرارين أمر مستغرب ويدعو للتساؤل: أي سلطة تلك التي تتجند ضد شعبها وتجر مزيداً من الاحتقان الداخلي وتدعم الحصار ضد مواطنيها، وتنشر الفتنة المجتمعية؟

الإجابة من السهل الوصول لها إنها سلطة رام الله التي تجردت من البعد الوطني في تعاملها مع قطاع غزة ومواطنيه بغض النظر عن انتمائهم وخاصة أن الحديث الآن عن إجراءات عقابية ضد عناصر فتح كما حدث عام 2007، ليطال القرار كافة عناصرها إلا القليل الذين يقفون خلف التنفيذ.

السلطة تقاد بروح انتقامية ومدفوعة بنشوة الشماتة بما يحدث في الجوار العربي اعتقاداً منها أن ذلك يمكن أن يعيد لها شيئاً مما فقدت على الرغم من أنها في الوقت ذاته تسعى للتغطية على الوضع الاقتصادي المتدهور في الضفة الغربية الذي قد ينفجر في أي لحظة، بسبب العلاقات الاقتصادية النفعية لقيادات السلطة مع الاحتلال، وكذلك التنسيق الأمني المتواصل الذي ذهب ضحيته أمس عدد من الشهداء والإصابات، وكذلك ملف المفاوضات وهو الأكثر إثارة فلسطينياً.

لن يدرك من يخطط للسلطة في الضفة الغربية أن كل ما يخططون له قد فشل سابقاً وقد كان هو أيضاً مدعوماً في حينه من نفس الجهات التي تقدم الدعم وقد كانت في أحسن حالاً وكان مصيرها الفشل.
يطول الحديث عن غزة وما تعرضت له خلال السنوات الماضية وقد دفعت الدماء نتيجة تهور السلطة وتنسيقها الأمني وغيره، لكن الحقيقة الثابتة أن في غزة محوراً ومرتكزاً لا يمكن أن ينجح أحد كائناً من كان في الاقتراب منه أو مسه وهو المقاومة التي قدمت الدماء دفاعاً عن مشروعها الوطني وقد حمته في كثير من المواقف سواء داخلياً أو خارجياً.

وهي فعلا إقليم متمرد على سلطة تقبل بالاحتلال شريكاً والتنسيق الأمني سبيلاً، ومن يبتز الشعب الفلسطيني بين قبول المفاوضات و الحصار، ومن يستقوي بالخارج لإخضاع مواطنيه.

لذلك ستجد السلطة أن كافة أبناء قطاع غزة متمردون عليها في إقليم متمرد على قراراتها وسيفشلها بأي شكل وبأية طريقة، وقد جربت كثيراً لكن هناك من يعيد دوماً تجريب ما قد جُرِّب والمفاوضات خير دليل، ليصدق فيهم القول “من يجرب المجرب عقله مخرب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات