محنة الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت

إن التفاف الأجهزة الأمنية على التعهدات التي قطعتها على نفسها بعدم التدخل في شؤون الجامعة يعني عودة الأمور إلى سابق عهدها، وهذا يدل على أن الملف الأمني لم يغلق إلى اللحظة، والاعتقالات السياسية تسير على قدم وساق عملًا باتفاقية التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، وإخلاصًا لها.
هذه ليست المرة الأولى التي يهين فيها أمن السلطة الكتلة الإسلامية ويعتدي عليها، فقد سبق أن احتجت الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، واعتصمت في مقر الحرم الجامعي مرات عديدة، وخاضت إضرابات عن الطعام؛ احتجاجًا على سياسة تكميم الأفواه، والاعتقالات السياسية والاستدعاءات، التي تتبعها الأجهزة الأمنية في الضفة، وتدخلها المستفز في شؤون الجامعة والطلاب على مدار السنوات الخمس الماضية ولم تتوقف.
فبماذا تترجم الهجمة الجديدة من قبل الأجهزة الأمنية على الكتلة في بيرزيت، بعد أن التزمت السلطة وأجهزتها الأمنية بعدم ملاحقتها والاعتداء عليها، وعدم التدخل في شؤون الجامعة، وإغلاق ملف الاعتقال السياسي؛ حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى؟!، وهنا لابد من التوقف مع مجموعة من الأسئلة التي بحاجة إلى إجابة شافية: لماذا تختار الأجهزة الأمنية هذا التوقيت بالتحديد من كل عام لشن حملاتها على طلاب الجامعة؟، هل هي حقًّا لدواعٍ أمنية كما تدعي؟، أم للتضييق على الكتلة في ممارسة حقها في النشاط الطلابي وإضعافها في الانتخابات؟، أم هي لتعطيل الحياة الدراسية فيها؟، وهل أصبحت الكتلة والطلاب والجامعات الشغل الشاغل للأجهزة الأمنية التي تفرض عضلاتها عليهم بين الفينة والأخرى لتختبر قوتها وسطوتها؛ كي تبرهن على كفاءتها وتثبت مهاراتها وجدارتها لزملائها الإسرائيليين في دائرة التنسيق الأمني؟، أم تريد السلطة بالقوة إثبات أن الضفة كسنغافورة عبارة عن واحة من الهدوء والأمان والاستقرار؛ كي يحلو للمستوطنين العيش فيها بسلام وأمان؟، وإلا لماذا تريد من الاحتلال تزويدها بأسلحة جديدة؟، أم أن حملات الاعتقال ما هي إلا خطوة على طريق تعميق شرخ الانقسام والتهرب من المصالحة؟، فلو أن السلطة صادقة القصد تجاه تحقيق المصالحة لأوقفت كل أشكال التنسيق الأمني، وأعطت الطلاب الحرية في ممارسة حياتهم التعليمية العادية في مواسم الانتخابات وغير الانتخابات.
أعتقد أن حملة تطهير للعنصر “الحمساوي” في بيرزيت لوأده من الجامعة وملاحقته خارجها لم تأتِ أكلها، وقد ثبت عكس نظرية “قص العشب قبل أن يصبح شوكًا جارحًا” في العام الماضي، بل إن الكتلة الإسلامية اشتد عودها وقويت شوكتها، ولا يستطيع أحد قلعها من جذورها الممتدة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: قرار برلمان بروكسل تمكين للعدالة الدولية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة حماس بقرار برلمان بروكسل مطالب الحكومة الفيدرالية بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية...

القسام يشتبك مع قوة صهيونية ويجهز على سائق آلية عسكرية شرقي غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، الاشتباك مع قوة هندسة صهيونية، والإجهاز على سائق آلية...

470 ألف فلسطيني بغزة قد يواجهون جوعاً كارثياً من المرحلة الخامسة حتى سبتمبر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رجح تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن يواجه 470 ألف شخص في قطاع غزة، جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة...

شهيد بقصف مسيّرة إسرائيليّة دراجة نارية في جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخص، اليوم الثلاثاء، إثر قصف من مسيّرة إسرائيليّة على بلدة حولا جنوبيّ لبنان، في استمرار للخروقات...

الصحة تعلن ارتفاع عدد ضحايا الإبادة بغزة إلى 52908 شهداء
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52908 شهداء و119721 مصابا منذ 7 أكتوبر/...

أمن السلطة يقتل الشاب رامي زهران في مخيم الفارعة
طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام قتلت عناصر أمن السلطة، الشاب رامي زهران بإطلاق نار مباشر -اليوم الثلاثاء- في مخيم الفارعة شمال الضفة الغربية....

الأمم المتحدة: عدد الوجبات اليومية المقدمة في غزة تراجع بنسبة 70%
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن عدد الوجبات اليومية المقدمة للفلسطينيين في قطاع غزة انخفض هذا...