الثلاثاء 13/مايو/2025

الانقلابيون والأمن القومي المصري

د.عصام شاور
عاد التحالف الاستراتيجي بين دولة الاحتلال (إسرائيل) وبين الانقلابيين في مصر كما كان في عهد المخلوع حسني مبارك وأكثر قليلاً، مبارك لم يكن يسمح لدولة الاحتلال أن تقصف وتقتل المصريين في سيناء بالشكل المفضوح الذي جرى قبل ثلاثة أيام، أما السيسي وحكومة الطراطير فإنها تسمح وتداري بادعاء أن سلاح الجو المصري هو من يفعل ذلك، رغم استغراب (إسرائيل) التام من موقف الانقلابيين.

إذن، استباحة الأجواء المصرية والدماء المصرية في سيناء وربما في أماكن أكثر عمقاً في المستقبل من قبل (إسرائيل) لا تهدد الأمن القومي المصري أو لا علاقة لها به على الإطلاق، فالانقلابيون يعتبرون رابعة العدوية وقطاع غزة هما مكمن الخطر ومنبع الشر الذي قد يهدد الأمن القومي المصري، والإعلام الأسود لم يأت على ذكر الجريمة الإسرائيلية الأخيرة في سيناء لأن جميع المتحدثين والمناظرين والمدافعين عن الانقلاب مشغولون في التحريض على ثوار رابعة العدوية وقطاع غزة، منهمكون في وضع الاقتراحات الدموية لكيفية التخلص من ثوار مصر وخنق قطاع غزة وشيطنة المقاومة الفلسطينية.

الوقت لا يعمل لصالح الانقلاب على الشرعية في مصر، فقد اكتشف المصريون انه لا خارطة مستقبل ولا خارطة طريق يملكها الانقلابي السيسي، سياسيون أمريكيون وفرنسيون وآخرون من سائر أوروبا أخذوا يفكرون في حلول للأزمة المصرية على أساس الاعتراف بعدم شرعية السيسي وفشل الانقلاب وكذلك فشل حكومة الطراطير في تسيير شؤون البلاد وإقناع أو خداع الشعب المصري بأهليتها وقدرتها على الوصول بهم إلى بر الأمان. وكذلك فقد اعترف الجميع أن جماعة الإخوان المسلمين لا يمكن تجاوزها أو نزع الشرعية التي اكتسبتها في خمس جولات من الانتخابات والاستفتاءات فازت بها بعد ثورة 25 يناير، وكذلك لا يمكن تجاوزها لصمودها في ميادين مصر إلى جانب باقي فئات الشعب المصري الرافض للانقلاب ولعودة التحالف الاستراتيجي مع الاحتلال الإسرائيلي.

ختاماً فإننا نؤكد ونذكر الجميع بأن صمود الثوار في ميادين مصر وخاصة رابعة العدوية والنهضة حتى استعادة الشرعية، وكذلك صمود المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة يهددان أمن (إسرائيل) ويحفظان الأمن القومي المصري ويحفظان للشعوب العربية العزة والكرامة ولا مجال أو سبيل لقلب الحقائق أو خداع الشعوب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات