الأحد 11/مايو/2025

جيش صهيوني جديد ملائم للتهديدات

جيش صهيوني جديد ملائم للتهديدات

سيُسمع الكثير من التحليلات والخطب في الايام القريبة عن استقرار رأي الجيش الاسرائيلي على القيام بتقليص حاد لم يسبق له مثيل تقريبا في الوسائل والاشخاص. وسيزعمون ان الجيش الاسرائيلي يهدد الجمهور وينشئ حيلة اعلامية ترمي الى منع تقليص الميزانية وأن الحديث في مقابل ذلك عن اجراء مغامر فروضه الأساسية كارثية.

إن الحقيقة البسيطة هي ان هذا الاجراء لازم قبل كل شيء باعتباره نتيجة تغيرات العصر والتقنية. فالتقليص الميزاني الذي طُبق على الجيش الاسرائيلي – 3 مليارات شيقل هذا العام ومبالغ أكبر كثيرا في السنتين التاليتين .

يجب ان يقطع أسرع وأعمق لا أن يغير جوهريا الاتجاه الذي أراد رئيس هيئة الاركان غانتس ان يقود الجيش اليه منذ بدأت ولايته قبل سنتين ونصف، قبل ان تكون رائحة عجز الميزانية الوطنية والتقليص النابع منه في الجو.

إن هذا المسار في أساسه يخط الطريق لجيش جديد أشد ملاءمة للمعارك التي يحتاج الجيش الاسرائيلي الى مواجهتها.

إن الانحلال السريع للجيوش العربية ضاءل كثيرا احتمال حرب تقليدية، ويمكن الانفصال عن عدد كبير من الطائرات والدبابات والمدافع القديمة التي كلفتها باهظة وجدواها ضئيلة. ومن اجل التمثيل فقط نقول ان جنود الخدمة النظامية يُنهون اليوم الخدمة على دبابات مركباه متقدمة ويتحولون في الخدمة الاحتياطية الى دبابات قديمة، وهذا اجراء يشبه العودة عشرات السنين في الزمان.

في حرب المستقبل قرر الجيش الاسرائيلي ان الهدف فيها هو القاء القوات سريعا في المعركة وحسمها في أقل وقت ممكن لمضاءلة الضرر بالجبهة الداخلية والكلفة الاقتصادية للجهاز الاقتصادي.

كانت هذه الوسائل ستُخرج من المستودعات في السيناريو المتطرف بحيث يفضل ان يستغل الجيش الاسرائيلي الميزانية والجنود لمهمات أنجع احتمالات تحقيقها أكبر كثيرا.

لا يُحتاج الى نظر ثاقب كي نلاحظ ان منظومتين قد فرتا بصورة واضحة من سيف التقليص وهما الاستخبارات وسلاح الجو.

إن تشكيلة طيران واحدة ستغلق في الحقيقة وتوحد أخريات، لكن هذا ايضا اجراء خُطط لتنفيذه في مقابل تقادم الطائرات وكلفة صيانتها وبازاء نية سلاح الجو الاسرائيلي ان يتسلح بوسائل حديثة باهظة الكلفة كل واحدة منها قادرة على ان تنفذ في نفس الوقت عددا من المهمات يعادل عدة طائرات قديمة.

وفيما يتعلق بالاستخبارات التي أصبحت جوكر ميدان القتال الحديث الذي يمكن ان يفضي القاؤه في اللحظة الصحيحة الى حسم معركة – فان التحولات التكنولوجية (في مجال السايبر في الأساس).

 ودروس حرب لبنان الثانية و”الحرب الرمادية” التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي في السنوات الاخيرة تحت الرادار، حددت فقط الحاجة الى زيادة الاستثمارات فيها أكثر من منظومات اخرى عن فهم ان الاستخبارات الدقيقة لن تُمكن فقط من الاستعداد للحرب بل من التأثير بصورة جوهرية في كل مرحلة في الطريق اليها وفي اثنائها وفي تحديد نتائجها في الجبهة وفي الجبهة الداخلية بقدر كبير ايضا.

عُرضت خطة التقليصات العامة على المجلس الوزاري المصغر وسيؤتى بها في الاسبوع القادم ليوافق عليها وزراء الحكومة.

ولن تكون مسؤولية الساسة ان يرفعوا أيديهم بالموافقة فقط بل ان يدعموا الجيش الاسرائيلي حقا عن ادراك ان قدرته على اجتياز المسار الثوري تتعلق في الأساس بظهر قوي مستقر سيمنحه شبكة أمن وطول نفس ينبغي ان نأمل ان يكون لنا بعدهما جيش مهني نوعي أشد ملاءمة في الأساس لتهديدات اليوم والغد.

يسرائيل اليوم، 30/7/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات