السبت 10/مايو/2025

تنحية الإخوان المسلمين تهيئ لثورة مصرية جديدة

تنحية الإخوان المسلمين تهيئ لثورة مصرية جديدة

هل استسلم الاخوان المسلمون؟ الجواب لا الى الآن.

اذا قدّروا في الساعات القريبة أنهم سينجحون في الحفاظ على الحكم بالقوة فسيقاتلون، فالاهانة التي تلقوها من الجيش لاذعة جدا.

بنت الحركة نفسها في مدة ثمانين سنة وانهارت في ثلاثة أيام، ويصعب ان نراهم ينتقلون الى حياتهم العادية. ومن الجهة الاخرى اذا قدّروا ان العنف سيضائل قوتهم أكثر فسيعملون على ضبط أنصارهم. وهم الى الآن يرفضون ان يكونوا في مجلس الحكم المؤقت.

نجح السيسي في عزلهم وانشأ ائتلافا واسعا يشمل اسلاميين ليسوا من الاخوان المسلمين. وقام الجيش بعمل ممتاز في ثلاثة محاور. ففي المحور السياسي تم اصدار الانذار وعُرضت خريطة طريق لتبديل الحكم الى موعد الانتخابات.

ومن جهة العلاقات العامة جمع وزير الدفاع حوله القوى المركزية في المجتمع المصري التي صاحبته في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه تنحية مرسي. وفي مجال العمليات نجح الجيش في نشر قوات بلا عنف وعزل مرسي وأخاف كبار مسؤولي الاخوان المسلمين وجمع الوسائل القتالية من مراكز المنظمة.

إن عملية الجيش المؤلفة من مراحل توحي بقدر كبير من القوة مع قدرة على الردع. لكن حينما يكون الحديث عن متطرفين اسلاميين هم على يقين من أنهم مُنحوا الحكم برعاية قوة عليا لا يحكم المنطق الردود ولا يزول تهديد العنف.

في مقابل هذا، يؤثر انهيار حكم الاخوان المسلمين مباشرة في وضع حماس في الساحة العربية والفلسطينية. وفي هذا الوقت الحالي تلقت حماس ضربة شديدة.

وغزة منذ اسبوع أخذت تختنق بسبب حصار مطلق من الجانب المصري، ولا يدع الجيش المصري غزة تتنفس لئلا يأتي الشر من هذه الحدود في سيناء. وتم وقف كتيبة دبابات مصرية بازاء القطاع بموافقة اسرائيل وبدؤوا في حماس يُجرون حسابا: فقد خسروا أولا بارادتهم سياسيا وماليا المحور الايراني السوري وهم يخسرون الآن غير راغبين الدعم الكبير الذي توقعوا الحصول عليه من مصر.

يمكن ان يعبر عن ضيق حماس الحالي قدرتها على السيطرة على غزة بازاء الجهاد الاسلامي والمنظمات السلفية وكذلك مكانتها الدولية.

ويسألون الآن في الاجهزة الامنية في اسرائيل كيف ستؤثر الزعزعة في مصر مثلا في نحو من 100 ألف اكاديمي عاطل عن العمل في داخل اراضي السلطة الفلسطينية.

وهم في جهاز الامن يُعرفون الضفة بأنها ارض مهيأة لتدهور أمني: فالوضع الاقتصادي سيء والمحادثات مع اسرائيل مجمدة، وأبو مازن يشيخ بلا وريث، والعالم العربي يتضعضع، والأمواج الارتدادية للتفجير الجديد في مصر أصبحت تتجه الى المنطقة. إن جميع الظروف مهيأة لانفجار لكن لا يستطيع أحد أن يحزر ما هو الحدث الذي سيُشعل الارض.

” يديعوت أحرونوت”، 23/7/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات