الأحد 11/مايو/2025

الحراك الحزبي الصهيوني حول الفوضى الكامنة في المنطقة

الحراك الحزبي الصهيوني حول الفوضى الكامنة في المنطقة

كانت مصر، على الأقل منذ إبرام اتفاقيات كامب ديفيد، تشكل في نظر إسرائيل الحجر الزاوية في الاستراتيجية الإقليمية لسببين: الأول أنها ركيزة الاستقرار والفوضى في المنطقة، والثاني أنها القوة العربية الأكبر التي من دونها يفقد العرب قدرتهم على حسم أي معركة معها. ولذلك فإن ما يجري في مصر ومستقبل التطورات يهم جداً الدولة العبرية، ليس فقط من الزاوية الضيقة التي يحاول البعض الإمساك بها، وهي أثر سيناء على الوضع الأمني في إسرائيل، وإنما من الزاوية الاستراتيجية الأوسع إقليمياً ودولياً.

ومن الزاوية الظاهرية، فإن سقوط حكم «الإخوان المسلمين» في مصر يزيح عن إسرائيل تعقيدات التفكير بكيفية التعامل مع هذا العنصر الجديد الداخل بقوة على السياسة في الشرق الأوسط. وعملياً فإن سيطرة الجيش المصري، ولو بشكل مستتر، على السياسة الخارجية يعيد الوضع، الذي كان قائماً في العقود الثلاثة الماضية، إلى سابق عهده حتى وإن كان سيشهد بعض التغييرات هنا وهناك. ولكن المسألة من الزاوية الجوهرية أعقد من ذلك بكثير.

فالتحركات الأخيرة ليس فيها ما يضمن، من وجهة نظر الكثير من المحللين الإسرائيليين، عودة الاستقرار إلى الوضع المصري. وقد يكون بالعكس فتح الأبواب على حالة اضطراب قد تصل إلى الحرب الأهلية. ومن الجائز أن أبرز من تناول هذه الفكرة، هو آري شافيت في «هآرتس»، عندما أشار في مقالة بعنوان «الإسلام يهبط والفوضى ترتفع» إلى أن خيارات مصر بين إيران وتركيا الأولى وتركيا الثانية حسم.

فالدولة الدينية على شاكلة إيران هزمت في مصر، ولكن الدولة الديموقراطية بإدارة الجيش أو بإدارة الإسلام لم تحسم بعد. وفي نظره، فإن الصراع بين الخيارين التركيين في مصر يفتح الباب على خيار ثالث هو خطر الفوضى.

وبعدما يعدّد شافيت الأنباء «الطيبة جداً»، وهي أن «الإسلام السياسي ليس قوة سياسية لا تُهزم» وأن المصريين أدركوا أن «الإسلام ليس هو الحل»، يشير إلى الأنباء المقلقة وأساسها أن «مصر تبدو الآن دولة بلا حل». وفي نظره الاقتصاد ينهار ولا توجد قوة مدنية تفرض القانون والنظام ولا نقاط التقاء بين الواقع والآمال.

ويخلص إلى أن «مصر تغدو دولة فاشلة لا يمكن حكمها، وحيث فشل مبارك ومرسي سوف يفشل آخرون. ولذلك ينبّه من أن الفوضى «قريبة وكامنة. والخطر الجديد الذي يغطي الشرق الأوسط هو خطر اللا نظام المطلق»، ومن بين الأسئلة الأشد جوهرية التي حاول عدد من الخبراء الإسرائيليين الإجابة عليها: ما هي وجهة الديموقراطية المصرية الناشئة؟ وما هو مصير جماعة «الإخوان المسلمين»؟

يرى البروفيسور يورام ميتال، وهو رئيس «مركز هرتسوغ لدراسات الشرق الأوسط» في جامعة بن غوريون، أن «الإخوان المسلمين» والمعسكر السلفي تلقيا ضربة شديدة ومؤلمة، ولكن هذه حركة عمرها عشرات السنين، و«بتقديري أن بوسعها أن تتعافى وأن تواجه بنجاح حتى في الانتخابات المقبلة».

أما البروفيسور عوزي رابي، رئيس «مركز ديان» في جامعة تل أبيب، فاعتبر أن الضربة شديدة «هزة هائلة، ولا شك عندي في أن آثار ذلك ستكون ملموسة. على المدى القصير ينبغي رؤية ما إذا كان الإخوان سينجحون في إخراج جمهورهم إلى الشوارع، ليظهروا مقدار قوتهم.

على المدى الأبعد أعتقد أنهم سيرمّمون أنفسهم ويعودون في نهاية المطاف». ويعتبر ميتال أن المجتمع المصري منقسم جداً هذه الأيام بين الإسلاميين والعلمانيين، ومع ذلك فاحتمالات التدهور نحو حرب أهلية ضئيلة في نظره. ولكن، هذا ليس تحليل رابي، الذي يعتقد أن الاحتمال كبير، ولكن ليس على شاكلة الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، ومع ذلك فإن «الشرخ عميق وسيؤثر على استقرار مصر».

ويتفق الخبيران أن بداية الاعتراض جاءت على محاولات «الإخوان» والرئيس المخلوع محمد مرسي اتخاذ تدابير لأسلمة مؤسسات الحكم عن طريق صياغة دستور وتعيين شخصيات دينية. ولكن تدهور الوضع الاقتصادي وانعدام الأمن الداخلي زاد من حدة الاعتراضات. وهذا يجعل مهمة الحكم الجديد في مواجهة معسكر مرسي أكثر تعقيداً بسبب الحاجة إلى ترميم الاقتصاد والأمن الداخلي.

وأياً يكن الحال، يعتقد البروفيسور ميتال أنه مع سقوط حكم الرئيس المخلوع «دخلت مصر مرحلة انتقالية ثورية يمكن أن تستمر سنوات طويلة، على شاكلة ما حدث لثورات أخرى في العالم. وتتسم هذه المرحلة بعدم الاستقرار السياسي وبأعمال عنف بين الأفرقاء.

هآرتس، 23/7/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....