الإثنين 12/مايو/2025

الخيار العسكري الصهيوني ضدّ طهران أفضل من إيران نووية

الخيار العسكري الصهيوني ضدّ طهران أفضل من إيران نووية

قالت دراسة جديدة صادرة عن مركز بيغن – السادات الإسرائيلي أن التاريخ يؤكد على أنه حتى القادة العقلانيين، عندما يجدون أنفسهم أمام خطر فقدان السلطة، فإنهم لن يتورعوا عن تـدمير كـل شيء، على الرغم من أنهم لن يُحققوا المكاسب، وهـذا الأمـر ينسحب على قادة طهران، وأضافت الدراسة، ذلك أنهم إذا أحسوا بأن لا شيء لديهم ليخسروه، فإنهم سيُوجهون الضربة النووية للدولة العبرية، على حد تعبيرها.

وتابعت الدراسة أنه ليس هناك نقاشًا بأن إيران النووية ستكون قادرة على تدمير إسرائيل، فالأخيرة دولة صغيرة، ونصف سكانها اليهود والناتج المحلي الإجمالي لديهم يقتصر على ثلاث مدن (القدس، تل أبيب، وحيفا)، وتدمير مدينتين منهم ستكون مدمرة، مشددة على أن إيران تملك الوسائل التكنولوجية لتوجيه مثل هذه الضربة. كما أنها تكتسب القدرة على تطوير أسلحة نووية، رغم نفيها ذلك. هناك جدل حول مدى وجود تهديد إيران النووية على لإسرائيل، وما إذا كان يمكن ردعها.

إذا كان يمكن ردعها، يمكن لإسرائيل أن تقبل بإيران نووية. ومع ذلك، إذا كان لا يمكن ردعها يجب اللجوء لجميع الخيارات، بما في ذلك توجيه ضربة عسكرية، لأن الضربة أفضل بكثير من إيران نووية، كما جاء في الدراسة.

ولفتت الدراسة إلى وجود اتجاهين في التعامل مع إيران، الأول أنه بالإمكان ردعها مثلما تم ردع الاتحاد السوفيتي، الصين، باكستان، وكوريا الشمالية من استخدام الأسلحة النووية، والثاني أن قادة إيران المتزمتين عاقدون العزم على التسبب في كارثة عالمية، لافتةً أن لإيران القدرة على نقل الأسلحة إلى الجماعات، مثل حزب الله وحماس، وعليه، من الممكن أنْ تتفجر هذه الأسلحة عن طريق الخطأ، وتقوم طهران باتهام تل أبيب بالمسؤولية.

كما أن عدم وجود علاقات بين إيران وإسرائيل تحد من قدرة الأخيرة على ردع إيران (في مقابل الحرب الباردة، كانت خلالها الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي العلاقات الدبلوماسية)، وبالتالي، فإن الاتجاه الثاني يؤكد بحسب الدراسة، على أنه لا يُمكن ردع إيران.

وانتقدت الدراسة الإدعاء بأن الرئيس الجديد هو عقلاني، مشيرةً إلى أن إيران في حال وصولها إلى النووي، لن تتورع عن قصف أمريكا وإسرائيل، وتحديدًا إذا شعر قادتها أن الشعب الإيراني يريد الإطاحة بهم، وأنه لا يوجد أي شيء يخسرونه. وأوردت الدراسة مثالاً على ذلك من التاريخ، حيث قالت إنه خلال الأزمة بين كوبا وأمريكا في الستينيات من القرن الماضي، لم تكن عقلانية الزعيم فيدل كاسترو الذي كان مصممًا على إنقاذ نظامه بأي ثمن، بل افتقاره للقدرة لبدء حرب نووية، على حد تعبيرها.

مثال آخر هو سلوك صدام حسين خلال حرب الخليج الأولى في عام 1991. عندما شعر باقتراب خسارته في الكويت وقبضته على السلطة، أمر الرئيس العراقي قواته بإحراق آبار النفط وسكب 11 مليون برميل من النفط في الخليج، وبرأي الدراسة هذا مثال آخر لزعيم يائس يفعل أي شيء للاحتفاظ بالسلطة عندما يشعر بالتهديد، ولفتت الدراسة إلى أن الرئيس أوباما قال إن النظام السوري اجتاز الخطوط الحمراء، في ما يتعلـق بالأسلحة الكيميائية، ولكـن من الواضح أن التهـديـدات الأمريكية لم تـردع الرئيس الأسد.

وبحسب الدراسة، فإنه خلال ما يُسمى بأحداث الربيع العربي، لم تُستخدم الأسلحة غير التقليدية لافتقار الدول لهذه الأسلحة، وليس بسبب سلوك حكيم وعقلاني للحكام العرب، لكن الأمثلة التي ذُكرت لا تنسحب على إيران، فقيادتها متطرفة، وهي على مقربة من تلبية كافة المتطلبات لإحداث الكارثة، ذلك أن قبضة النظام على السلطة هشة على نحو متزايد، وخاصة في أعقاب ‘الربيع العربي’، والقيادة تكره واشنطن وتل أبيب، عدم توجيه ضربة إيرانية نابعة من عدم وجود أسلحة، ولكن مع الآلاف من أجهزة الطرد المركزي، وسوف تصل إيران قريباً إلى القدرة على تطوير الأسلحة النووية، وأنْ تُخرج تهديداتها إلى حيز التنفيذ، على حد قول الدراسة، التي أوضحت أن كاسترو وصدام والأسد لن يتكن العالم من درعهم، فلماذا يردع قادة إيران؟

وساقت الدراسة قائلةً: هل إسرائيل تفكر الآن توجيه ضربة عسكرية لإيران؟ مضيفة أن هناك العديد من الأسباب لعدم القيام بذلك، لأن الضربة العسكرية تساعد فقط على المدى القصير، وبالمقابل، شدد معد الدراسة على أن الانتقام الإيراني سيكون مكلفًا، بل يحتمل أن يُلحق الضرر بالعلاقات مع الولايات المتحدة، ولكن إذا كان ليس ممكنًا ردع إيران، وإيران المسلحة نوويًا أمر غير مقبول، مهما كانت التكاليف.

موقع ويللا الإخباري، 22/7/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات