السبت 29/يونيو/2024

صلاح شحادة .. عقل القسام المُدبر ومقض مضاجع الصهاينة

صلاح شحادة .. عقل القسام المُدبر ومقض مضاجع الصهاينة


تجرأ العدو الصهيوني على اغتيال العقل المُدبر وسط عشرات البيوت المؤهلة في حي الدرج شرق مدينة غزة، لأنه كان يعلم أن هذه فرصته الأولى والأخيرة للنيل من هذا الرجل العنيد.


“صلاح شحادة”.. اسم لطالما أرعب العدو الصهيوني بعد أن وضع اللبنات الأولى لكتائب الشهيد “عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، رجل اصطفاه الله لتربية الجيل على الجهاد وحمل البندقية والقرآن.. حتى ما زالت كلماته الشهيرة نبراساً يضيء الطريق لكل الأجيال “يجب أن نربي الأجيال القادمة على الحب والتواضع”.

 المطلوب رقم “1”

 كان المطلوب الأول للاحتلال بعد حياة عسكرية وجهادية استمرت قرابة عشرين عامًا، ترك خلالها مؤسسةً عسكريةً قويةً زرعت الخوف والرعب في نفوس جنود العدو الصهيوني حتى أشرف على اغتياله رئيس وزراء الكيان الصهيوني ليكون بحق رجلاً تحاربه دولة.

اثنا عشر عاماً مرت على استشهاده، وهو أول من ابتكر اقتحام المغتصبات، وطوَّر السلاح، بدءًا من الهاون والمضادات للدبابات ثم القذائف والصواريخ.

 حياته

 ولد الشيخ صلاح في مخيم الشاطئ عام 1952م، بعد ثماني بنات، ونشأ في رعاية حميدة وأسرة تقية غرست به الرجولة منذ نعومة أظافره، وهاجرت أسرته من يافا عام 48 فجاءت إلى غزة واستقرت في المخيم.

 التحق صلاح شحادة بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية في الإسكندرية وبدأ التزامه بالإسلام يأخذ طابعا أوضح عندما كان في السنة الدراسية الثالثة.

 عاش في مدينة العريش يعمل مفتشا للشؤون الاجتماعية، وبعد أن استعادت مصر مدينة العريش من الاحتلال عام 1979 انتقل شحادة للإقامة في بيت حانون واستلم في غزة منصب مفتش الشؤون الاجتماعية واستقال بعد ثلاث سنوات بسبب المضايقات التي تعرض لها من المدير الصهيوني.

 انتقل شهيدنا بعدها للعمل في شؤون الطلاب في الجامعة الإسلامية، وبعد ذلك بدأت سلسلة الاعتقالات والملاحقات الصهيونية تتابع مسير وخطوات القائد في مسيرته الجهادية، حتى لاقى في سجونهم كافة أنواع التعذيب والمعاناة، فصبر حتى مل الصبر من صبره.

 وعمل القائد في الأعمال التطوعية والخيرية، فلم ينسَ قضية الأسرى حيث أنشأ جمعية النور لتقديم الخدمات لأهالي الأسرى والإشراف على شؤون أبنائهم داخل المعتقلات.

 وتميز القائد صلاح شحادة بشخصية فذة تمثل حقا شخصية القائد المسلم الذي لا يعرف النكوص ولا الملل، حيث كان يعمل بجهد دؤوب ويحث المجاهدين على ذلك.

 تمتع الشيخ بعقلية مدبرة، كما تميز بالشخصية العسكرية الحكيمة التي تستطيع التدبير والموازنة بين الخيارات واتخاذ القرارات المناسبة.

 يعدّ شحادة مؤسس الجهاز العسكري الأول لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، حيث شكل أفرادها خلايا عسكرية، مما جعل شارون يخطط لاجتياح قطاع غزة لاغتيال صلاح شحادة.

 جريمة الاغتيال

 يوم الثلاثاء بتاريخ 23 يوليو عام 2002 وبعد سنوات من الجهاد والعطاء استشهد الشيخ صلاح شحادة مع زوجته وإحدى بناته في مجزرة راح ضحيتها 15 شهيدا معظمهم من النساء والأطفال، وذلك بعد حياة عسكرية وجهادية استمرت قرابة عشرين عاما قضى منها 15 عاما في سجون الاحتلال ليلقى ربه عن عمر يناهز 49 عامًا.

 وكان شحادة رجلاً صادقًا مخلصًا يعشق الجهاد في سبيل الله والوطن فقد كان صلبا لا يلين في وجه الصعاب فضلا عن تواضعه وصبره، ومن مقولاته المشهورة: “يجب أن نربي الأجيال القادمة على الحب والتواضع”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات