الأحد 11/مايو/2025

الجيش الصهيوني يعمل لتعزيز سيطرته على المنطقة ج في الضفة الغربية

الجيش الصهيوني يعمل لتعزيز سيطرته على المنطقة ج في الضفة الغربية

قال تقرير حديث إن “سياسة إسرائيل في المناطق المصنفة (ج) في الضفة الغربية تنبع من الإدراك القائل إنّ هذه المناطق مُعدّة أولا وأخيرًا لخدمة الاحتياجات الإسرائيلية” مشيرا إلى أن “الإدارة المدنية الإسرائيلية، وهي الجهة المسؤولة عن تطبيق سياسات الحكومة الإسرائيلية في منطقة (ج) في الضفة الغربية، تسيء استخدام منصبها في إدارة المنطقة لصالح السكان الفلسطينيين، وتطبق سياسة مناقضة تمامًا، محورها تفضيل المصالح الإسرائيلية والاستيطانية على مصالح السكان الفلسطينيين، بشكل منهجيّ”.

وتقول منظمة (بتسيلم) في تقرير بعنوان “تفعل ما تشاء: “تعمل إسرائيل بشكل مستمرّ ومثابر من أجل تحصين سيطرتها على المنطقة (ج)، وتضييق الخناق على الوجود الفلسطيني فيها، واستغلال مواردها لصالح سكانها، إلى جانب خلق واقع دائم فيها مفاده المستوطنات المزدهرة وأقلّ ما يمكن من الوجود الفلسطينيّ الضعيف.

وبهذا، تقوم إسرائيل بعملية ضمّ فعلية وخلق ظروف تُسهّل عليها تكريس هذا الضمّ على المدى البعيد والتأثير على الوضعية الدائمة لهذه المنطقة”، وتُعرَّف قرابة 60% من أراضي الضفة الغربية على أنها منطقة (ج) وتسيطر إسرائيل عليها بشكل حصريّ. ويعيش في هذه المنطقة وفق التقديرات قرابة 180000 فلسطينيّ، ويوجد فيها احتياطيّ الأراضي المركزيّ لأغراض التسكين والتطوير لجميع بلدات الضفة الغربية”.

وقال التقرير: “في قرابة 70% من أراضي منطقة (ج) يُمنع الفلسطينيون من أيّة إمكانية بناء وتطوير بمسوغات مختلفة، كأن يُقال إنها: “أراضي دولة” أو “مناطق عسكرية مغلقة”. كما أنّ سياسة التخطيط والبناء التي وضعتها السلطات على مرّ السنين تتجاهل بشكل شبه كليّ احتياجات السكان: فهي ترفض الاعتراف بغالبية القرى في هذه المنطقة ووضع مخططات لها، وتحول دون توسّعها وتطويرها، وهي تهدم البيوت فيها وتمنع وصلها بالبنى التحتية.

وإلى جانب الآلاف الذين يعيشون في بيوت تحت خطر الهدم، فإنّ الآلاف الآخرين يعيشون تحت خطر دائم بطردهم من أماكن سكناهم، بدعوى أنهم يسكنون مناطق عسكرية مغلقة أو في نقاط سكن بدوية “غير قانونية””.

ويشير التقرير إلى انه “في ظاهر الأمر، تسيطر إسرائيل بشكل تامّ على منطقة (ج) فقط؛ ولكنّ السياسة الإسرائيلية في منطقة (ج) تمسّ مجمل السكان الفلسطينيين في جميع أرجاء الضفة الغربية، مسًا كبيرًا” وقال: “ففي منطقة (ج) الواسعة ثمة 165 “جزيرة” من مناطق (أ) و(ب)، التي تحوي التجمعات السكنية الفلسطينية في الضفة. كما أنّ احتياطي الأراضي الذي يحيط بالمناطق المبنية في بلدات الضفة وقراها أُعلِنت في حالات كثيرة كمنطقة (ج)، حيث يُمنع فيها البناء والتطوير لصالح الفلسطينيين، أو أنهما مقيَّدان جدًا. وهكذا تخنق الحكومة الإسرائيلية بلدات كثيرة في مناطق (أ) و(ب) ولا تسمح بتطويرها”.

وأضاف: “إثر ذلك فإن ثمة نقصا في الأراضي المخصصة للبناء، وهذا أدّى إلى ارتفاع أسعار الأراضي القليلة الشاغرة، وإلى قلة المناطق المفتوحة وإلى غياب أماكن ملائمة لمنشآت بنى تحتية ومناطق صناعية، حيث يقوم السكان في هذه المناطق – مُضطرين – بالبناء غير المرخص للبيوت أو للمنشآت الحيوية للعيش في أراضيهم المجاورة التي عُرّفت كمنطقة (ج) وهم يعيشون في ظلّ تهديد متواصل بهدم هذه البيوت والمنشآت”.

وأكد التقرير أنه “بالرغم من تقديم عشرات الالتماسات إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ضد نيّة الإدارة المدنية الإسرائيلية القيام بعمليات هدم ورفضها تخطيط قرى فلسطينية في منطقة (ج)، إلا أنّ المحكمة العليا لم تتدخّل في اعتبارات الإدارة المدنية، وهكذا فإنها سمحت بمواصلة السياسة المؤذية”.

وقال: “في الوقت ذاته، وخلافًا للقانون الدوليّ، تشجّع إسرائيل على سكن مواطنيها في الضفة الغربية. وهي تخصص للمستوطنات مساحات شاسعة ومصادر مياه سخيّة، وتقوم بإجراء أعمال التخطيط المفصل لصالحها، بحيث تأخذ هذه المخططات بعين الاعتبار جميع احتياجاتها ونموّها المستقبليّ، وتتجاهل المخالفات بقوانين التخطيط والبناء، فيما تقوم بشرعنة وتأهيل “بؤر استيطانية” بخطوات رُجوعيّة، وهي مستوطنات عرّفتها حتى حكومة إسرائيل نفسها بأنها مستوطنات غير قانونية”.

هآرتس، 16/6/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات