الأحد 04/مايو/2025

لاجئون من سورية يجنون رزقهم بافتتاح مطعم شامي بغزة

لاجئون من سورية يجنون رزقهم بافتتاح مطعم شامي بغزة

يُقلّب الفلسطيني أبو عماد الشنار عجينة الخبز في مطعمه، ليصنع منها أكلات سورية شهيرة، اضطر لصناعتها في غزة بدلاً من سوريا على إثر الأحداث هناك.
 
فقد دفعت الأزمة السورية المستمرة على إثر الثورة السورية، باسل الشنار للرحيل إلى غزة بعد عدم تمكنه من مواصلة عمله بسبب التدمير الذي حدث في سوريا.
 
وكان الشنار يعيش في مخيم اليرموك الذي ما يزال يتعرض لمعارك طاحنة أدخلت الفلسطينيين في أتون الأزمة الداخلية، حيث استشهد فيه مئات الفلسطينيين وهم آمنون في بيوتهم.
 
ويشهد مطعم “الدمشقي” الذي افتتحه الشنار في منطقة النصر شمال غزة، إقبالاً واسعًا من قبل المواطنين على الأكلات السورية والشامية من الفطائر والصفيحة والمأكولات الشعبية.
 
ويقول الشنار لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: إنّه اضطر للرحيل من سوريا رغم أنّه ولد وترعرع فيها، “ولجأت إلى مصر للبحث عن عمل إلا أنّه التقى بطباخ سوري الأصل، فعرض عليه هذا المشروع ونفذاه في قطاع غزة”.
 
والشنار رحل مع زوجته ونجله وابنتيه ليستقر في قطاع غزة، وليجني رزقه من خلال هذا المشروع، حيث كان يعمل فني ديكور سابقًا في دمشق، إلا أنّ الأزمة دمرت 80 في المائة من المحلات والمشاريع التي كان يعتاش منها المواطنون.
 
ويوضح الشنار أنّه تأقلم في غزة بعد أن وجد طباع أهلها وعاداتهم كطباع السوريين، “وظروف العمل فرضت علينا أن نأتي إلى هنا، لكن قلوبنا ما تزال تتعلق في سوريا التي تتعرض للدمار، وخاصة مخيماتنا، حيث لم ننحز إلى أي طرف لكنهم أدخلونا في الأزمة دون سبب”.
 
شريك الشنار في المشروع مهند خالد حمودة (27 عاما)، يعمل فرانا منذ أن كان يبلغ من العمر 11 عاما، ووالده من أشهر الفرانين في سورية.
 
يقول حمودة لمراسلنا “افتتحت عددا من المطابخ والأفران في العديد من الدول منها سوريا وفرنسا وتركيا والسعودية وتونس وكان آخرها مصر التي افتتحت فيها 7 أفران”.
 
يتابع “بعت الأفران الخاصة بي في مصر وانتقلت مع الشنار إلى غزة بعد أن عرض هذا المشروع عليّ، وتفاجأت أنّه لاقى إقبالا واسعًا، حيث يعشق أهالي قطاع غزة الأكلات الشامية الأصيلة”.
 
ويعمل في مطعم الدمشقي 3 فلسطينيين رحلوا من سوريا واثنان آخران من غزة.
 
وكان الشنار يعرف والد الشاب حمودة قبل أن يتوفى وكان زبونًا له، فيما كان يلقب والده في سوريا بـ”شيخ الكار” لخبرته الطويلة في صنع الفطائر السورية.
 
يقول الشاب السوري “منذ أن كان عمري أربع سنوات ذهبت مع والدي إلى الفرن، واستلمت أول عمل في الفرن وأنا في عمر 11 عاما”.
 
ويعد حمودة العديد من الأكلات السورية منها “المحمرة الشامية” وهي عبارة عن صلصة وشطة وطماطم وبعض البهارات، كما يعد “المعجوقة” وصفيحة اللحم والكفتة، مبينًا أنّه يعتزم إعداد الكبة السورية والكنافة بأنواعها.
 
ويفتتح حمودة مطعمه منذ الرابعة فجرًا ليبدأ بتجهيز العجين والمأكولات قبل أن تطلع الشمس، ليستوعب كمية الزبائن الذين يزورون المطعم، والذين قدر عددهم اليومي بأكثر من ألف مشترٍ.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات