زيارتي لمخيمات جيل العودة

وقمت بالأمس بجولة استكشافية لهذه المخيمات التي حملت عنوان جيل العودة، وللاسم وحده وقعٌ خاص في نفوس الفلسطينيين ويمثل الحلم الكبير لشعبنا في الداخل والشتات، فهو يزرع في الطالب معاني ومصطلحات غاية في الأهمية، فكلمة جيل تغرس في الطفل أمانة الاستمرار على العمل للرجوع إلى بلاده وأنه ينتمي لجيل ورث هماً كبيراً، والعودة تعني أن هناك وطناً مسلوباً يتوجب أن نعود إليه، وأن وجودنا هنا يشكل حالةً طارئةً وغير طبيعية، ومن ثم تتفتح أمام المشاركين الصغار أبواب وأسماء المدن والقرى والبيوت والخرائط.
خلال زيارتي لهذه المخيمات سألت الأطفال ماذا تتعلمون هنا؟ فأجابوني بمفهوم واحد: نتعلم أن نعود لبلادنا، وحينما أسال الطفل ما بلدك؟ يجيب بتلقائية متناهية عن اسم بلدة كان جده أو جد والده قد هُجر منها في عام 1948، يجيب أنا من قرية حمامة أو بربة أو يافا أو المجدل واسدود وما إلى ذلك من أسماء مدن وقرى وبلدات فلسطينية.
لاحظت الروح التي يتعامل فيها المرشدون والمشرفون على المخيم، وهم مجموعة كبيرة من المتطوعين الذين لا يتلقون رواتب، ولكن حماسهم الشديد لنقل الفكرة الكبيرة لهؤلاء الأطفال تعطيهم دافعيةً للعمل بحب ومتعة.
شاهدت برامج إبداعية تربط الطفل مباشرةً بوطنه، فعلى شاطئ بحر غزة، كان هناك مخيم يضم المئات من الطلاب بزيهم الأبيض، قاموا بإعداد رسومات تشكيلة بالرمال حملت خارطة فلسطين من البحر للنهر، وعلمها المزركش بالألوان الأربعة ومفتاح كبير كرمز للعودة، هذه الاشكال يقوم الطلاب أنفسهم ببنائها ورسمها.
كما شاهدت مجموعة من الأطفال يقومون بتركيب أوراق مجزأة وقفت أنظر لما يفعلون فصاح الطالب فرحاً وضرب كفه بكف زميله لقد اكتملت فلسطين، اللعبة عبارة عن رسمة مجزأة لفلسطين ويقوم الطلاب بتركيبها بشكل صحيح، وحينما سألته عن معالمها أجاب وبفخر هذه القدس وهنا الخليل وهذه يافا.
كما وجدت في المخيم مساحات واسعة للترفيه والانطلاق، فالطلاب بعفويتهم يبتسمون ويلعبون ألعاباً مختلفة رياضية وفنية، وهناك الكثير من الألعاب المسلية التي تبهجهم كالأراجيح والألعاب الكبيرة.
تميزت هذه المخيمات أيضاً بإقبال شديد من قبل الأهالي فالعدد يتزايد يومياً، فقد لمحت البهجة والسرور على طلاب المخيمات ووجدت فيهم شرائح متنوعة من المجتمع فلقد مثلت جميع أطياف الشعب ويكاد لا يخلو بيت لم يرسل أطفاله ليلتحقوا بجيل العودة.
إن غرس فكرة العودة في هذا الجيل ستثمر حتماً عودةً لمدننا وبلداتنا وقرانا، فجيل يتشرب حقه وهو صغير ويتعلم طريقه لا يُهزم، فما أجملها من لمحة حينما وجدت مجموعةً من كبار السن ممن شهدوا النكبة وذاقوا مرارتها، يلتف حولهم الصغار فيحدثونهم عن بيوتهم وبياراتهم وأسماء الشوارع، وكيف احتلها الصهاينة، ويغرسون قصة فلسطين من بدايتها ويختتمون حديثهم بـ”على عاتقكم تحريرها”.
مخيمات جيل العودة بهذه الروح والمشاركة والأفكار تُبطل وتفشل الفكرة الخبيثة التي تبناها ساسة الصهاينة، “الكبار سيموتون والصغار سينسون”، فصغارنا لا ينسون وهذا الجيل يعلم حقاً أن عودته حتمية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...