الأسير حلاحلة.. كي لا يخرج محمولا !

تعود لعائلة حلاحلة صور قاسية من ليلة اعتقال ابنها ثائر في العاشر من نيسان الماضي، يومها كادت المخاوف تقتل أفراد العائلة بعد أن تم التهديد المباشر بقتله عقب أن تعرض لضرب مبرح جعل الدماء تنزف من خلاياه، واليوم تستذكر العائلة تلك التهديدات وتأخذها على محمل الجد في الوقت الذي يئن فيه ثائر من قسوة المرض وعذاب السجن.

مسؤولية مباشرة
وتحمّل عائلة حلاحلة الاحتلال المسؤولية المباشرة عن تدهور صحة الأسير ثائر من بلدة خاراس قضاء الخليل، حيث إن ضابط المخابرات الصهيوني قال لزوجته يوم اعتقاله “سيتربى أبناؤك دون أن يروا والدهم”.

ويقول والده أبو ماهر لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: إنه يتهم الاحتلال رسميا بمحاولة قتل نجله عبر حقنه بفيروس خطير أدى إلى إصابته بالتهاب الكبد الوبائي وذلك خلال أيام التحقيق معه، مبينا بأن ثائر لم يكن يعاني من أي مرض قبل اعتقاله.

ويشير أبو ماهر إلى أنه توجه إلى جلسة محاكمة قبل أكثر من أسبوع لنجله ولكنه رآه بحالة صحية متدهورة، حيث كان يعاني من الدوار والضعف العام في الجسد ولم يقوَ حتى على الكلام مع والده وغادر الجلسة التي استمرت لفترة قصيرة بسبب تدهور وضعه الصحي.

ويضيف: “الآن يتواجد ثائر في سجن عوفر وهو يعاني إهمالا طبيا ورفضا من الاحتلال لتقديم العلاج المناسب؛ حيث إنه وفقا لمرضه وحسبما استفسرنا من الأطباء يحتاج إلى رعاية طبية مكثفة، وإذا استمر حاله هكذا فإن الاحتلال ينوي القضاء عليه خلال أقل من ستة أشهر”.

ولم يجد الوالد إلا خالقه يشكو إليه ظلم الظالمين، حيث إنه ناشد مرارا المؤسسات الحقوقية وكل من له ضمير أن ينقذ ابنه والأسرى المرضى في سجون الاحتلال؛ دون أن يتحرك أحد لنصرته، مؤكدا أنه سيتوجه الاثنين المقبل ويرفع قضية ضد الاحتلال لتسببه في مرض نجله بهذا الفيروس.

ويلفت أبو ماهر إلى أن ثائر كان أمضى تسعة أعوام في سجون الاحتلال مجتمعة ومن ضمنها الاعتقال الذي خاض فيه إضرابا عن الطعام لأكثر من 75 يوما.

ويتابع: “أنا أطالب العالم أن يتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني وأسراه الذين يموتون في كل يوم، أقول له: أنقذ ابني قبل أن يخرج محمولا على الأكتاف من السجن…”.

إهمال متعمد
وكان الأسير حلاحلة أكد على أنه تعرض لإهمال متعمد من قبل أطباء السجن، حيث إن أحدهم استخدم أدوات غير معقمة في علاج أحد أضراسه.

وحذرت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في بيان وصل لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة عنه من خطورة الوضع الصحي للأسير حلاحلة والذي عانى في أيام التحقيق معه لآلام عدة في الصدر والكلى والبطن والظهر.

وأعرب محامو المؤسسة عن توقعاتهم بأن يكون ذلك الإهمال في استخدام أدوات غير معقمة تحمل آثار دماء سابقة؛ هو السبب الرئيس في مرض الأسير، موضحين بأن المرض يحمل صفة الخطورة ويجب معالجته على الفور.

وتجدر الإشارة إلى أن (1400) أسير فلسطيني يعانون من أمراض مختلفة منهم (25) مصابون بالسرطان و(170) أسيرا بحاجة الى عمليات عاجلة وضرورية و(85) أسيرا يعانون إعاقات مختلفة و(16) يقيمون في ما تسمى مستشفى سجن الرملة التي تفتقر لأدنى الخدمات الإنسانية.