إضرابات الأسرى الفردية في الميزان!

ورغم أن الرأي المعارض للإضرابات الفردية فيه قدر من الوجاهة كونه يرى ضرورة أن تظل تحركات الحركة الأسيرة موحدة وذات غايات محددة، إلا أنه لا بد من ملاحظة اختلاف دوافع الإضرابات الجماعية عن الفردية، فالأولى كانت دائما تهدف إلى تحسين ظروف الاعتقال لا إلى الحصول على الحرية، وكان آخرها إضراب الكرامة في نيسان الماضي والذي كان من أبرز إنجازاته إنهاء عزل غالبية الأسرى المعزولين باستثناء ضرار أبو سيسي، ورفع الحظر عن زيارات ذوي أسرى قطاع غزة والتي كانت متوقفة منذ عدة سنوات.
أما غالبية الإضرابات الفردية، والتي يعدّ الشيخ خضر عدنان مشعل شرارتها فهي تهدف للتحرر من الاعتقال، أو إنهاء الاعتقال الإداري، أو على الأقل ضمان عدم تمديده، وإن كانت هناك حالات لم تؤدّ فيها الإضرابات الفردية إلى إنجاز هدف الأسير فإن غالبيتها –وإن طالت- أفضت إلى حرية حقيقية، فعلى سبيل المثال نجح إضراب خضر عدنان وثائر حلاحلة وبلال ذياب وحسن الصفدي ومحمود السرسك وغيرهم بوضع حدّ لاعتقالهم الإداري، كما نجح إضراب أيمن شراونة بالإفضاء إلى خروجه إلى غزة، وهو أحد محرري صفقة وفاء الأحرار وكان مهدداً بالعودة لحكمه السابق بعد إعادة اعتقاله، وبعد إضرابه الطويل الذي استمر أكثر من 200 يوم تم التوصل لتسوية بتحريره إلى غزة. ولا أعتقد هنا أن الخروج إلى غزة أمر يجب أن يلام عليه الأسير إن كان البديل العودة للحكم بالسجن المؤبد.
الأمر ذاته يحصل الآن من الأسير أيمن أبو داود من الخليل، وهو كذلك أحد محرري الصفقة، ومهدد بالعودة لحكمه السابق (35 سنة)، والمأمول ألا يمرّ شهر أو أكثر على إضرابه قبل البدء بتفعيل قضيته، كما حدث قبله مع أيمن شراونة وسامر عيساوي.
على الصعيد الميداني والإعلامي، ساهمت الإضرابات الفردية بإدامة حضور قضية الأسرى في الإعلام وتعزيز التفاعل الميداني معها، بعد أن غدت هناك حالات متجددة متوزعة على مختلف المناطق، وهو ما وسّع حالة التضامن الميدانية مع الأسرى (رغم أنها ما زالت متواضعة)، لكنها كانت فيما سبق تكاد تقتصر على مناسبات موسمية كيوم الأسير كل عام.
الإضراب ليس بالأمر الهيّن على النفس ولا يقدر عليه أي أسير، وبالتالي لن يقدم عليه إلا المضطر إليه، ومن هنا، فما من داعٍ للتخوّف المبالغ فيه من اتساع ظاهرة الإضرابات الفردية، بل المهم التفكير الجديّ في آليات تضامن وإسناده لها من خارج السجون تسهم في تقليل أيام الإضراب وعدم بلوغها مدداً طويلة، كما حدث مع سامر عيساوي.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...