شلل صهيوني إثر أكبر عملية هجوم إلكتروني

رغم زعم إسرائيل أن الأضرار كانت ضئيلة أو حتى لا تُذكر، إلا أن الحقيقة هي أن شباب العملية السيبيرية ضد إسرائيل #OpIsrael نجحوا في اختراق آلاف المواقع الإسرائيلية، حتى وإن كان لدقائق قليلة أو ساعات. وهم في النهاية، نجحوا في خلق حالة ذعر بين الإسرائيليين. وقد أقر مدير عام شركة “سي سيكيورتي” للحماية آفي فايسمان بأن “الهجوم أكبر مما توقعنا برغم أن نوعية الهجمات متدنية”.
ومن المواقع الحكومية، مثل وزارة الدفاع أو جهاز الموساد، إلى الشركات مثل “كوكا كولا” إسرائيل، إلى الإعلام مثل صحيفة “غلوبس” الاقتصادية، وصولاً إلى الآلاف من الحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي “فايسبوك” و”تويتر”، فضلاً عن آلاف الحسابات المصرفية، كلها وقعت في شباك الشباب المجهولين وراء الشاشات. شباب أعلنوا وحدتهم على الانترنت من أجل القضية الفلسطينية وضد انتهاكات إسرائيل، ولم يقتصر الأمر على الدول العربية، بل أيضاً ألبانيا، وكوسوفو، واندونيسيا وايران، بحسب ما تبين حتى الآن.
وكانت إسرائيل تحضرت فعلاً إلى هذا الهجوم المُعلن عنه مسبقاً، وشكلت غرفة عمليات خاصة لحماية المعلومات، كما حاول “هاكرز” إسرائيليون شن هجوم مضاد. إلا أن الدولة العبرية لا تزال تتخوف من أن يكون ما حصل منذ مساء أمس الأول، ليس اكثر من ستار يخفي هجوماً اكبر في وقت لاحق.
عموماً شعر الكثير من الإسرائيليين بصعوبة الإبحار في الشبكة العنكبوتية وتباطؤ حركتها. وكان الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية قد أعلنا حالة تأهب استعداداً لمواجهة الهجوم، وأجريا مداولات ورسما سيناريوهات لما هو متوقع. ولكن جهات رسمية أكدت أن استعدادات الجيش الإسرائيلي لحرب سيبرنتيكية هي استعدادات دائمة، وغير مرتبطة بهذا الهجوم. وقد سبق للجيش أن أجرى مناورات موسعة على هذا الصعيد بالتعاون مع أجهزة الحكم والبنى التحتية العامة.
وتوحدت مجموعات قرصنة الانترنت من فلسطين، ولبنان، وسوريا، وتونس، والجزائر، والأردن، ومصر، وموريتانيا، صربيا، وألبانيا وإيران، فضلاً عن كتيبة “القسام” الإلكترونية ومجموعات أخرى لم تحدد جنسياتها، لإزالة إسرائيل عن الخريطة السيبيرية.
وقد نشر قراصنة إنترنت فيديو مصورا ظهرت فيه شخصية أنونيموس التي استخدمت كشعار لهجوم الكتروني شنه قراصنة على مواقع الانترنت في إسرائيل، وتسببوا بتعطيل عدد كبير منها، خاصة التابعة لجهات أمنية وسياسية في إسرائيل، وهددوا في الفيديو المنشور على موقع يوتيوب بإزالة إسرائيل عن الشبكة العنكبوتية.
ووجه قراصنة الانترنت رسالة إلى إسرائيل حددوا خلالها ثلاثة أهداف لهجومهم الالكتروني، وهي: إزالة الكيان الاسرائيلي بشكل ممنهج من شبكة الانترنت، وكشف الخطط المستقبلية وجرائم الاحتلال ضد الانسانية، أما الهدف الثالث فقد ابقاه القراصنة غير معلن قائلين إنهم سيقدمونه هدية لإسرائيل.
كما اعترف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن مئات المواقع تعرضت لهجمة فيروسية إلكترونية، من طرف مجموعة من الـ”هاكرز” (القراصنة الإلكترونيين) المؤيدين للفلسطينيين الذين رفعوا عليها صورة الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام في سجون إسرائيل سامر العيساوي، بينها 15 موقعا حكوميا رسميا. لكنه أكد أن الدفاعات الإسرائيلية تمكنت من صد هذه الهجمة وتقليل أضرارها إلى الحد الأدنى.
ونشرت صحيفة “معاريف” اليمينية وغيرها من المواقع الإخبارية الإسرائيلية، في أخبارها الرئيسية أسماء بعض المواقع التي جرى اختراقها، منها موقع رئيس الوزراء نفسه، ومواقع وزارات الدفاع الإسرائيلية، والتربية والتعليم، والبيئة، ومواقع الصناعات العسكرية الإسرائيلية، ومكتب الإحصاء، ومكافحة السرطان، وعشرات المواقع السيادية في الدولة العبرية إلى جانب عشرات آلاف المواقع الصغيرة ومئات آلاف الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن إسرائيل لم تتمكن من إعادة تشغيلها إلا بعد عدة ساعات. وكشفت “معاريف” أيضا عن أن مواقع بنكية وأخرى حساسة جدا جرى اختراقها وجرى سحب أكثر من 17 ألف اسم من موقع جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد).
من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أقام وحدة خاصة لمكافحة “حرب السايبر” ومراقبة مجموعات الهاكرز المعادية لإسرائيل في العالم. وفي يوم أمس أعلن أن هذه الوحدة تواجه بنجاح تلك الحرب. وحتى مساء أمس تعرض للهجوم نحو 600 موقع، بينها 15 موقعا حكوميا رسميا، مثل وزارة التعليم ووزارة التجارة والصناعة وشركة الصناعات العسكرية ودائرة الإحصاء المركزية، ومواقع صغيرة ثانوية للجيش والمخابرات وديوان رئيس الوزراء وبنك إسرائيل والبورصة وبعض المحاكم وحزب “كاديما”، التي سقطت لبضع دقائق ثم عادت إلى العمل. كما أعلن أن نحو 20 ألف حساب إسرائيلي على شبكات التواصل الاجتماعي تم اختراقها، لكنه أكد أن الأضرار كانت محدودة جدا. وقال أيضا: “كان ذلك تدريبا مهما لنا، أفدنا منه لتصحيح الأخطاء في حماية المواقع الإسرائيلية أكثر في المستقبل”.
وتم الاختراق بعدة طرق، إذ تم وضع موسيقى صاخبة، وكتابة شعارات مثل “أوقفوا الجرائم ضد الشعب الفلسطيني”.
وكان هجوم بهذا الحجم ومن مجموعة تحمل الاسم نفسه “أنونيموس”، قد نفذ ضد 700 موقع إسرائيلي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ردا على عملية “عامود عنان” (الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة).
وحسب موقع “واللا” الإخباري التابع لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فإن هذه المجموعة تعمل منذ خمس سنوات وهي تستخدم آليات من صنع إسرائيل والولايات المتحدة في نشاطها. وهذه الآليات هي نفسها التي استخدمت لاختراق حواسيب إيرانية في دوائر صنع القرار هناك لتخصيب اليورانيوم وتطوير السلاح النووي.
هآرتس، 10/4/2013
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

أوتشا: 70% من سكان قطاع غزة تحت أوامر التهجير القسري
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن الفلسطينيين يموتون بقطاع غزة الذي يرزح تحت حصار...

وثيقة للشاباك تحذر من خطر انتشار السلاح في الأراضي المحتلة عام 48
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ "الشاباك"، من أن النطاق الواسع لانتشار الأسلحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة...