الثلاثاء 13/مايو/2025

الساحل موضة والداخلي راية ..شباب آخر زمن

د.عصام شاور
إشاعة تافهة يدعي مطلقوها بأن الحكومة في قطاع غزة بدأت حملة ضد شباب “البنطال الساحل”، والأكثر سخفاً انجرار تيارات سياسية يسارية وراء تلك الإشاعة متهمة الحكومة بـمحاولة “حمسنة غزة”، وقبل التعليق نود التوضيح بأن الإشاعة تزامنت مع إجراءات اتخذتها الشرطة ضد شباب تم تقديم شكوى بحقهم لقلة أدب صدرت منهم أثناء تجمعهم أمام مدارس البنات.

في القاهرة تظاهر شباب 6 إبريل ضد أخونة المجتمع رافعين وبشكل مقزز يندى له الجبين ملابس داخلية، وفي غزة يدافع اليسار الفلسطيني عن حق الشباب في ارتداء البنطال الساحل والذي يظهر ما يرفعه شباب 6 ابريل محذرين من منعهم بحجة التصدي ل”حمسنة المجتمع”، وفي أوكرانيا أحرقت مجموعة فتيات غير كاسيات راية إسلامية أمام مسجد احتجاجا على حكم الإسلاميين في تونس ومصر.

المحتجون في الأمثلة السابقة يحذرون من “أخونة” مصر و”حمسنة” غزة و”أسلمه” المجتمعات العربية، والاحتجاج حق مكفول إذا سلمت الطريقة والأسلوب، ومع ذلك فإن بديلهم سيء ومقزز، فالشعوب العربية مسلمة وترفض العري والإباحية اللذين تدعو إليهما حركات الاحتجاج الشاذة، واتهامها بالشذوذ _دون تحديد ماهيته_لما تحمله من أفكار وترفعه من شعارات و”رايات”، ولا يعقل أن ينجر اليسار الفلسطيني إلى مثل تلك السخافات، ولا يعقل أيضا أن نحكم على غزة بالحمسنة إذا وجدنا أهلها يحترمون أنفسهم بلباسهم الساتر وأخلاقهم العالية وذوقهم الرفيع، هكذا هم أهل غزة مثل أهل القاهرة وعمان والقدس ورام الله والخليل، ولا ينتظر اليسار العربي من شعوبنا أن تخرج كما خرج شباب 6 إبريل وفتيات أوكرانيا، فذلك حلم إبليس في الجنة.

وفي الختام وبعيداً عن الاستغلال السياسي الذي تمارسه بعض التيارات السياسية في فلسطين وخاصة غزة فإنني أتمنى على الشباب الفلسطيني أن يبحث عن ذاته فيما يحقق به آمال أهله ووطنه وفي الدفاع عن قضيته، ومن جانب آخر فإنني أشدد على ضرورة المحافظة على كرامة الشباب الفلسطيني وعدم إهانتهم لأي سبب كان، وأقول ذلك لأن الصفعة التي تلقاها فتى فلسطيني على وجهه وأمام الآخرين من مدير مدرسته بسبب إطالة شعره _حسب ما نشرته بعض المواقع_دليل على الاستهانة بكرامة شبابنا وإن كانت تصرفا فرديا غير مسئول، وأنا من خلال هذه الزاوية أناشد الجهات المختصة بدءا من وزارة التربية والتعليم بالتحقق من صحة الحادثة ومحاسبة المسئول أو المسئولين ورد الاعتبار إلى الفتى صاحب المظلمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات