الثلاثاء 13/مايو/2025

القنبلة الديموغرافية في الكيان الصهيوني

القنبلة الديموغرافية في الكيان الصهيوني

وفقاً للمعطيات التي نشرتها دائرة الإحصاء “الإسرائيلية” لمناسبة يوم إعلان “الدولة العبرية” الذي يشكل الذكرى ال65 للنكبة، تجاوز عدد “الإسرائيليين” سقف ثمانية ملايين نسمة. وبحسب “يديعوت أحرونوت”، وللمرة الأولى منذ العام ،1948 يعيش في الكيان الصهيوني ستة ملايين يهودي يشكلون 75 في المئة من السكان.

ويحسب بضمنهم نحو نصف مليون “إسرائيلي” يقيمون في الخارج كسياح، أو يعملون، أو يدرسون وما شابه، ويرمز رقم ستة ملايين يهودي، حسب المزاعم الصهيونية، إلى قضاء النازية على ستة ملايين يهودي في أوروبا في أثناء الحرب العالمية الثانية.

وبحسب الإحصاءات يعيش في الكيان الصهيوني حالياً  نحو 6.1 مليون عربي فلسطيني، يشكلون 5.20 في المئة من السكان، ونحو 350 ألف مسيحي ليسوا عرباً، أو من لا يصنفون بحسب الدين في سجلات وزارة الداخلية، ومعظمهم مهاجرون جدد أو أبناء لمهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي سابقاً.

وبحسب البروفيسور سيرجيو دي لا فرغولا، الخبير في الديموغرافيا للجاليات اليهودية في العالم من الجامعة العبرية، فإن نحو 5.11 مليون يهودي يعيشون في دولتين أساسيتين: “إسرائيل” والولايات المتحدة.

يُذكر أنه كان يعيش في الكيان الصهيوني لحظة تأسيسه 806  آلاف نسمة فقط، أي إن معدل الزيادة منذ تلك الفترة بلغ 8.9 ضعف العدد الأولي. وكانت هناك مدينة كبيرة واحدة هي “تل أبيب”، يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة. أما اليوم، فهناك 14 مدينة كبيرة، يسكن في كل واحدة من أصل ستة منها أكثر من 200 ألف شخص: وهذه المدن الست هي القدس، و”تل أبيب” ويافا وحيفا وأسدود وريشون لتسيون وبيتح تكفا.

وتتحدث أدبيات علم الاجتماع التي تتناول هذه القضية عن إشكالية حقيقية في نمو الشعب اليهودي في العالم، أي “موت الشعب اليهودي” أو اختفاء الجماعات اليهودية أو أعداد كبيرة من أعضائها لعدة أسباب ذكرها البروفيسور روبرت باكي الخبير في الشؤون الإحصائية والسكانية في محاضرة ألقاها في “تل أبيب” العام ،1987  إذ عزا أسباب “موت الشعب اليهودي”  إلى الأسباب الآتية:

1- قلة الإنجاب لدى العائلات اليهودية، إذ تبلغ نسبة الولادة بين النساء اليهوديات 6.1 فقط في الألف.

2- كثرة وقوع الطلاق وتفسخ الأسرة اليهودية.

3- بلوغ عدد كبير من اليهود سن الشيخوخة من الأجيال القديمة ما زاد نسبة الوفيات بين اليهود.

4- الزواج المختلط وقد كان يقتصر في الماضي فقط على الذكور أما الآن فزواج الفتيات اليهوديات مرتفع.

ووضعت مجموعة “صندوق إيبرت” كنتاج عملها وهي المكونة من مجموعة من المسؤولين والأكاديميين من يهود وعرب بعض السيناريوهات لمستقبل المسألة الديموغرافية منها الآتية:

1- اعتبار أن انتصار العولمة سيُحدث اختفاءً تدريجياً للأطر العالمية لن تكون فيه أهمية حاسمة لمسألة العلاقات الديموغرافية بين الجامعات المختلفة في هذه الدولة أو تلك، ذلك أنّ الدول نفسها ستكون كيانات عديمة الشكل أكثر مما هي عليه اليوم بكثير.

2- أن يصل تعداد الفلسطينيين إلى 40% وتلغى بعض مناسبات الدولة ويعطى العرب بعض الحقوق والمناصب الشكلية في السلطة مثل رئاسة الدولة ورئاسة الكنيست وبعدها تستمر الإشكاليات بين اليهود والعرب، إذ يقوم بعض المتطرفين اليهود بتفجيرات تتدخل عندها الدولة الفلسطينية المجاورة بقواتها القريبة من المناطق “الإسرائيلية” ويكون الحل دولة ثنائية على كل فلسطين التاريخية ذات أقلية يهودية.

وسبق لأبراهام بورغ رئيس الوكالة اليهودية والكنيست سابقاً، أن أعلن “إن تعريف “دولة إسرائيل” على أنها دولة يهودية مفتاح نهايتها. فالدولة اليهودية شيء قابل للانفجار، مادة متفجّرة”.

ويلخص هذا القول إقراراً بجوهر الصراع برمته وعلى نحو خاص وجهه الديموغرافي الذي لا يمكن تجميله بمساحيق إحصائية. وإن ما يسمى “حرب الأرحام” التي يسوقها الصهاينة وعلى نحو خاص الحريديم منهم ستكون حرباً خاسرة.

الخليج، 5/4/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات